تركي المالكي

هكذا رد الحوثيون على قرار التحالف بفتح مطار صنعاء وإطلاق أسرى

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، الثلاثاء، إطلاق سراح 200 أسير من عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وفتح مطار صنعاء الدولي لتسيير رحلات علاجية جرحاهم.

 

جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية بالسعودية "واس".

 

وقال المالكي "قررت قيادة التحالف وبمبادرة منها، إطلاق سراح مائتي أسير من أسرى المليشيات الحوثية، وتسيير رحلات جوية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من العاصمة اليمنية صنعاء إلى الدول التي يمكن لهم أن يتلقوا العلاج المناسب لحالاتهم".

 

وأكد المالكي في البيان، أن المبادرة الاحادية "انطلاقاً من حرص قيادة التحالف على مواصلة دعم جهود حل الأزمة في اليمن والدفع باتفاق ستوكهولم، بما في ذلك الاتفاق المتعلق بتبادل الأسرى، وتهيئة الأجواء لتجاوز أي نقاط خلافية في موضوع تبادل الأسرى، الذي يعد موضوعاً إنسانياً في المقام الأول واستمراراً لجهود التحالف لتحسين الوضع الإنساني وخاصة الصحي للشعب اليمني، وعملاً بما نصت عليه القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".

 

وما زال اتفاق ستوكهولم المبرم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين منذ قرابة عام، يراوح مكانه دون تحقيق أي تقدم، وتعثر تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمختطفين رغم ما أنجز من تقدم في الشق المتعلق بوقف العمليات العسكرية للتحالف في الحديدة.

 

وقد يساهم تخفيف القيود المفروضة على الطيران في الاجواء اليمنية، والسماح برحلات جوية تنطلق من صنعاء الخاضعة للحوثيين، لنقل الجرحى للعلاج في الخارج، في تحريك المحادثات غير المباشرة بين السعودية والجماعة والتي تتحدث عنها وسائل الإعلام ويهمس بها المسؤولون الخليجيون والأمريكيون في الآونة الأخيرة.

 

وتأتي مبادرة التحالف، بعد أشهر من مبادرة مماثلة للحوثيين، أطلقوا بموجبها 250 من المختطفين المدنيين المناصرين للحكومة الشرعية، وقرابة 40 أسيراً من القوات الحكومية جلهم من الجرحى الناجين من قصف جوي استهدف كلية المجتمع التي يحتجز فيها الحوثيون مختطفين وأسرى، إضافة إلى 3 أسرى سعوديين زعم الحوثيون أواخر سبتمبر أنهم بصدد الافراج عنهم.

 

وترفض الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف عروضاً حوثية متكررة بالإفراج المتزامن عن دفعات من الأسرى والمختطفين والذي يخضع لانتقائية غير موضوعية، حسب مسؤولين حكوميين، وتصر على ضرورة الالتزام باتفاق السويد بشأن الاسرى، وضرورة الافراج عن كل المعتقلين والمختطفين وفق قاعدة الكل مقابل الكل والتي سبق أن توافق الطرفان عليها في مشاورات رعاها مكتب المبعوث الأممي في يناير وفبراير الماضيين.

 

ولم يتسن لـ"المصدر أونلاين" الحصول على تعليق من الحكومة اليمنية على مبادرة التحالف حتى وقت نشر التقرير.

 

من جانبها رحبت جماعة الحوثيين بمبادرة التحالف جاء ذلك في تغريدة على تويتر لعضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، قال فيها "نرحب بالخطوة التي اعلنها التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه اليوم".

 

ودعا الحوثي التحالف الذي تقوده السعودية إلى "إيقاف التعذيب والتعسفات حتى إخراج جميع الاسرى والمحتجزين لدى التحالف" في إشارة إلى الاتهامات التي توجهها الجماعة بتعذيب أسراها.

 

من جانبه اعتبر القيادي بالجماعة محمد البخيتي، اعلان السعودية "خطوة عملية في اتجاه بناء الثقة إذا قامت بتنفيذ هذا الإعلان".

 

وأضاف في مداخلة على قناة الجزيرة، أن هذه الخطوة هي جانب انساني، وأمام السعودية وتحالفها الكثير من الخطوات الأخرى التي يجب أن تتخذها، مقابل مبادرة إيقاف الهجمات على عمقها من جانب واحد.

 

ونفى البخيتي أن يكون تصعيد جماعته في الساحل الغربي، ونشر تقرير يتهم السعودية بالتورط في قتل الرئيس الحمدي، له علاقة بالأحداث الجارية.

 

وتشهد اليمن حرباً مستمرة منذ خمس سنوات، قادة فيها جماعة الحوثي انقلاباً عسكرياً على الحكومة الانتقالية والمبادرة الخليجية، قبل أن تتدخل السعودية بتحالف عسكري في مارس/آذار 2015، لمساندة الحكومة.

 

وخلف القتال المستمر، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، جلهم من المدنيين، وآلاف الأسرى والمختطفين، إضافة إلى نزوح قرابة 4 مليون يمني، والتسبب في أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم وفق تقارير الأمم المتحدة.

 

المصدر أونلاين