من المنتظر أن يتوجَّه محققون أمريكيون إلى كلٍّ من السعودية وحليفتها في حرب اليمن الإمارات، من أجل التحقيق في كيفية وصول أسلحة أمريكية إلى المقاتلين الحوثيين في اليمن.
وبحسب ما كشفه موقع «CNN» الأمريكي، الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تعتزم وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون إرسال محققين إلى كل من السعودية والإمارات للتحقيق حول نقل نوع معين من الأسلحة الأمريكية المستخدمة من جانب حليفتي واشنطن إلى مقاتلين متمردين وميليشيا انفصالية في اليمن.
وفي رسالة حصلت عليها CNN، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «الأجوبة غير الكاملة المتكررة» من السعودية والإمارات أخّرت سيرَ هذا التحقيق، الذي فُتح رداً على تقرير لـCNN مطلع العام الجاري.
مدرعات أمريكية في يد القاعدة والحوثيين
وكشف التحقيق أن عربات مدرعة أمريكية الصنع تعرف بـ «MRAPs» بيعت للسعودية والإمارات تم نقلها إلى جماعات من ضمنها مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، ومتمردين مدعومين من إيران وميليشيات انفصالية، في خرق للاتفاقيات المبرمة مع واشنطن، وقد استخدمت هذه المجموعات الأسلحة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي تدعمها أمريكا.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، في فبراير/شباط 2019، أنها فتحت تحقيقاً مشتركاً مع البنتاغون في عملية نقل الأسلحة، وهو أمر غير مسموح به في الاتفاقيات المبرمة بين واشنطن وحليفتيها.
وتعتبر هذه الرسالة أول تطور موضوعي من قبل الخارجية الأمريكية حول سير التحقيقات منذ ذلك الحين.
وتنصّ الرسالة على أن وفداً مشتركاً من الخارجية والبنتاغون أجرى زيارة إلى الإمارات، في سبتمبر/أيلول، للتأكد مما جرى للعربات المدرعة التي زودت واشنطن أبوظبي بها، وتضيف أن زيارة مشابهة مزمعة إلى السعودية ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
في موقف أحرج إدارة الرئيس ترامب
وتهدف وزارة الخارجية الأمريكية من هذه الزيارة إلى «الاطلاع على الرواية الكاملة حول الظروف المتعلقة بهذه المعدات، وأي خرق محتمل للاتفاقيات»، وفقاً للرسالة.
وأرسلت الخارجية هذه الرسالة إلى المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، إليزابيث وارن، التي حاولت الاتصال بإدارة ترامب مرتين على الأقل خلال العام الجاري، للحصول على أجوبة حول تزويد أمريكا المتواصل لأطراف الحرب المدمرة في اليمن بالسلاح.
وفي معرض ردها على هذا التطور، قالت وارن إنها «منزعجة من قلة التعاون الواضح في هذه العملية من جانب السعودية والإمارات، ما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان بيع الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى لهاتين الحكومتين يصبّ في مصلحة أمريكا».
ولم تُجب وزارة الخارجية الأمريكية على طلبات عدة للتعليق على هذه الرسالة، كما أنَّ CNN تواصلت مع حكومتي الإمارات والسعودية للتعليق على هذا التطور.