عرضت قناة الجزيرة تحقيق استقصائي بعنوانـ "أحزمة الموت" مساء الأحد 24/11/2019.
وكشف الفيلم الاستقصائي تفاصيل مهمة حول ملفي الاغتيالات والسجون السرية في محافظة عدن عبر محاضر تحقيق وشهادات حصرية محلية ودولية.
فيما يلي ينشر المصدر اونلاين النص الكامل للتحقيق:
أحزمة الموت .. القصة كاملة
عدن إحدى أعرق المُدن اليمنية أصبح اسمها مقرونا بالموت اغتيالاً، وبسجون سرية استحدثت في السنوات الاخيرة يمارس فيها الكثير من أشكال التعذيب.
مؤسسات إعلامية من مختلف أنحاء العالم ومنظمات دولية على رأسها الأمم المتحدة تتحدث عن انتهاكات جسيمة لا يبدوا ان مرتكبها يخشى الرقابة او العقاب.
فتحنا التحقيق في هذه الانتهاكات وبدأنا من الملف الأبرز"الاغتيالات السياسية" فقد شهد جنوب اليمن بين العامين 2015-2019 ما يزيد عن مائة عملية اغتيال حسب ما وثقته تقارير أممية.
ــــــــــ
أيونا كريج -صحفية بريطانية حاصلة على بجائزة ما رثا جيل هورن للصحافة: أمضيت الكثير من الوقت على الصعيد الميداني في عدن وتحدثت الى الأئمة اللذين تعرضوا للتهديد من قبل مسلحين مجهولي الهوية اللذين كانوا يأتون الى مساجدهم في أنصاف الليالي ويهددونهم وبعد بضعة ايام على تلك التهديد قُتل بالفعل أحد الأئمة في مسجد مجاور.
ـــــــــ
إليزابيث كندال- باحثة في جامعة أكسفورد متخصصة في الشأن اليمني: معظم عمليات الاغتيالات او محاولات اغتيالات الأئمة نفذها أُناس كانوا يقودون دراجات نارية في حين تم تنفيذ بعضها الأخر عن طريق قنابل مزروعة لكن في كلتا الحالتين فإن من قاموا بتنفيذ تلك العمليات قد كانوا على درجة عالية من الاحتراف في الحقيقة فإن المسألة التي بات يشكو منها العديد من الناس في الجنوب هو انه لم يجري تحقيق بشأن هذه العمليات بشكل صحيح من قبل القوات الأمنية حيث لم يتم أيا من المسلحين الى العدالة بل اكتفت التقارير بالإشارة الى مسحلين مجهولين.
ــــــــــــ
بالرغم من محاولات دفن الحقيقة والعمل الممنهج على ازالة الأثار خلف مرتكبيها الا اننا تمكنا من الحصول وبشكل حصري على محاضر تحقيق تُنشر ولأول مرة اجراها البحث الجنائي في عدن مع مجموعة من المتهمين بتنفيذ عمليات الاغتيالات.
تقع المحاضر المسربة في 87 صفحة، تشمل افادات أربعة متهمين في الاغتيالات. تذكر التحقيقات الأسماء الكاملة للمتهمين الأربعة وكل من بتعامل معهم.
ولكن مراعاة للوضع القانوني سنطلق رمزاً لكل شخص فهنا يذكر التحقيق أحد المتهمين بصفة المدير المالي للعصابة سنطلق عليه ع . ن بالإضافة الى متهمين في فريق الاغتيالات الأول ع. ط والثاني ت . ص اما الرابع مسؤول المراقبة وحماية المنفذين وسنطلق عليه رمز خ .ع .
تكشف المحاضر عن الطرق المتبعة في اغلب العمليات فهنا يقول المتهمون اثناء التحقيق.
ـــــــــ
المدعو ت . ص: بعد الأذان بقليل نزل المستهدف من بيته لابس قميص رمادي فاتح وفوق راسه كوفية بيضاء واتجه نحو الزقاق ونزلت انا من السيارة خلفه.. شاهر الآلي من خلفه، رميت عليه 3 طلقات ونزل س م أطلق عليه كذلك خمس طلقات وبعدها سقط المستهدف أرضاً على بطنه.
ــــــــــ
المدعو ع . ط: نفذوا عملية اغتيال فهد اليونسي في المنصورة وهذا فهد اليونسي هو مدير مدرسة البُنيان. ونفذوا عملية اغتيال عبر عبوة ناسفة بسيارة عادل الجعدي وايضاً نفذوا عملية اغتيال إمام مسجد في المعلا بواسطة دراجة نارية.
كُلفت باغتيال الإمام عبدالحق إمام مسجد الأنصار في دار سعد.. الأسلوب مسدس ما كروف كاتم والعبوة الناسفة، ولم يتم التنفيذ، لم نستطع فقد كان بجانبنا معسكر.
ــــــــــ
في حين توثق الافادات اسماء الشخصيات المتورطة والجهات التي تمولها وتوجهها.
ــــــــــ
المدعو ع . ن: من خلال دوري معهم والذي كان المسئول المالي لهذه العصابة تعرفت على بعض أفراد هذه العصابة وأسماؤهم ودور كل واحد منهم
م . ي هو المسؤول الأول عن هذه العصابة التي تقوم بأعمال الاغتيالات في عدن والمحافظات الأخرى والمذكور يعمل لدى الإمارات وتحديداً مع ابو خليفة.
ــــــــــ
المدعو ت. ص : قال لي ل .ع نريدك تعمل معنا تبع الإمارات.
ــــــــــ
المدعو ع . ن: بدأت العمل كعنصر استخبارات لصالح الإمارات بقيادة ابو خليفة في بداية 2016 وحتى نهاية العام 2016"
ــــــــــ
أبو بكر الكارزمي -ناشط سياسي جنوبي:
الإمارات هي التي تقف وراء الاغتيالات
تريد تصفيتهم لأنهم يكونوا خطر عليها
النشطاء السياسيين يكونوا خطر عليها
محاربي الجنوب سيكونوا خطر عليها
من أجل يتسنى لها وتبقى الميليشيات الخاصة بها وعبر هذه الميليشيات تنفذ الاغتيالات منهم حزام، يسران المقطري.
ــــــــــ
جندي منشق عن الحزام الأمني: بدأنا بالانضمام للحزام الأمني لتحرير البلاد ونبدأ نوايا صادقة ومع بعض الشباب، ثم من بعدما تحررنا في عدن وبعض المناطق الجنوبية جاءت بعض القيادات الطامعة الي ربتها إمارات الخير على ما يقولوا.
ــــــــــ
اللافت في هذه المحاضر وجود اسم القاعدة في أكثر من إفادة والعلاقة المثيرة التي تربط بين عناصر من القاعدة والجهات التي تدير وتمول العمليات.
ــــــــــ
ع . ن : ع . ط تم استقطابه في شهر يناير 2018 من قبل ب . د وكون ع . ط عنصر سابق في تنظيم القاعدة وحسب ما أخبرنا ب. د انه من كان يغتال الضباط قبل الحرب ودوره في عصابة الاغتيالات منفذ اغتيالات، ب. د ارتكز دوره بعد استقطابه من التحالف عندما كان عضوا في تنظيم القاعدة دوره يكشف عن الأئمة الذي يغتالهم حيث يُعرف عن الشخص المستهدف في الاغتيال.
ــــــــــ
ع . ط : قال تواصل يوم الخميس مع يُسران المقطري وشلال مدير الأمن بشأني لأني كنت مطلوب للتحالف وأخبرهم اني ضمن الفريق.
انا كنت عنصر مع تنظيم القاعدة و ب . د كان معنا بنفس التنظيم وهو كان مبايع للتنظيم حيث بايع الأمير وائل سيف المكنى بـ ابو سالم.
ــــــــــ
ع . ط: قال لي ع . م انه متواصل مع اصحاب القاعدة وانه لازال مرتبط معهم وانهم جابوا له شاصات وعبوات ويشتوه يشتغل داخل عدن وقال انه لازال مرتبط بالقاعدة ويتواصل معهم وأخذ تلفونه وفتح الوتس وروانا الصور حقي والمحادثة الذي بينه وبين التحالف وروانا كلام حق ابو صقر الإماراتي وقال لي شوف الجماعة ويقصد التحالف يشتوك وكأنه يهددنا اما ارضى بالعمل معه واذا انا ارفض يودينا للتحالف بعدها انا قلت له انا موافق للعمل مع التحالف "
ــــــــــ
أندري كربوني -باحث مختص في حل النزاعات: " العلاقة بين الإمارات والقاعدة تعتبر علاقة مثيرة للجدل وهناك أسباب عديدة لذلك أولاً هناك تقارير تحدثت عن بيع أسلحة وبدرجة خاصة بيع الإمارات المركبات لميليشيات تصنفها الولايات المتحدة نفسها بميليشيات إرهابية مقربة من القاعدة.
ــــــــــ
أيونا كريج -صحفية بريطانية حاصلة على بجائزة ما رثا جيل هورن للصحافة: باعتقادي انه لا أحد يتفاجأ عند سماع نبأ وقوف الإمارات وراء العديد من عمليات الاغتيالات في الجنوب وفي مدينة عدن على وجه الخصوص، لكن ما كان مفاجئاً حقاً هو اشتراك المرتزقة اللذين تم استئجارهم خصيصا بعملية الاغتيالات.
ــــــــــ
لم يتوقف الأمر عند تجنيد عملاء محليين في اليمن فلم يمضي عشرون يوماً على تحرير عدن من الحوثيين حتى بدأ الحديث عن مرتزقة أجانب. فبحسب تحقيق استقصائي نشره موقع بازريت نيوز بـ تأريخ 2018/10/16 قامت الإمارات باستئجار جنود سابقين في الجيش الأمريكي ويعملون حالياً في شركة أمنية خاصة تُدعى مجموعة سبير أوبريشين وقد أعترف مؤسسها ابرهام غولان بتنفيذ عمليات اغتيال لصالح الإمارات العربية .
ــــــــــ
جوزيف تريفيثيك -صحفي أمريكي مختص في قضايا الدفاع والأمن: بالنسبة للاجتماع الذي جرى في الإمارات فقد شمل كلاً من ابراهام غولان وعضو أخر من مجموعة سبير أوبريشين قروب يٌدعى اسحاق بليمر بالإضافة الى مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ويُدعى محمد دحلان وهو بالأساس فلسطيني يعيش في الإمارات العربية المتحدة .
بالنسبة لـ ابراهم غولان بالنسبة ل ابرهام كولان فهوا اسرائيلي من أص مجري ويعيش الأن في ولاية بنسلفانيا ويدير شركة سبير أوبريشين قروب وهي شركة مسجلة بصورة رسمية في ولاية دلاوير"
ــــــــــ
إليزابيث كندال-باحثة في جامعة أكسفورد متخصصة في الشأن اليمني: يبدو على الأرجح ان العاملين في سبير أوبريشين جروب قد حصلوا على رواتب باهظة أكبر من رواتب مدراءهم في القوات المسلحة الإماراتية حتى وان كان قد تم منحهم بالفعل مناصب داخل القوات المسلحة الإماراتية فهي إجراءات تهدف الى حمايتهم قانونيا بالطبع الولايات المتحدة لا تحظر استخدام المرتزقة في الحال لكن مع ذلك تبقى الإشكالية في الإجابة على سؤال من المستهدف من وراء ذلك؟ فإن استخدام المرتزقة ينبغي ان ينحصر الاستهداف على أولئك اللذين توافق الناس على محارتهم في اليمن كالاتفاق على حرب الحوثيين او الحرب على الإرهابيين.
ــــــــــ
جوزيف تريفيثيك - صحفي أمريكي مختص في قضايا الدفاع والأمن: حصلت المجموعة على عقد بقيمة مليون وخمسمائة ألف دولار شهرياً لفترة من الزمن الى جانب التأكيد على دفع علاوات إضافية عند انجاز المهمة والقضاء على المستهدفين بصورة ناجحة المهمة الأولى التي تولتها مجموعة سبير أوبريشين قروب في اليمن استهدفت عضوا بارزاً في حزب الإصلاح السياسي بمدينة عدن يُدعى انصاف علي مايو العملية الأولى كانت عملية فاشلة وهناك لقطات فيديو تظهر هذه الامر الذي حصل عليه موقع بزفيد نيوز من تصوير بطائرة الدرون الإماراتية كانت فيما يبدو تقوم بتغطية هذه العملية.
ــــــــــ
انتوني لآينشتاين -باحث مختص في الشركات الأمنية: لم أتفاجأ في الحقيقة بقصة المرتزقة لأنني في الأساس متخصص في الكتابة حول هذا النوع من الموضوعات وأجريت تحقيقات حول عقود الشركات العسكرية الخاصة في العديد من بلدان العالم القائمون بمثل هذه الأعمال لا يخضعون للمسألة فبإمكانك ان تستأجر شخصاً لهذا النوع من العمل عادة يكون جندياً سابقاً في الجيش الأمريكي أو من اي جيش أخر في العالم.
ــــــــــ
أثناء البحث والتقصي حول ما يؤكد تجنيد الإمارات لمرتزقة اجانب حصلنا على عقد اتفاق بين مجموعة سبير أوبريشين ممثلة ب ابرهام غولان وفادي سلامين وبحسب ديباجة العقد فإن سلامين يتمتع بعلاقات دولية واسعة خاصة مع دولة الإمارات حيثُ سيقوم بخلق فرص عمل لمجموعة سبير أوبريشين مع دولة العربية المتحدة. مقابل أجر شهري عشرون ألف دولار وخمسون الف دولار مكافئة بمثابة التوقيع على الاتفاق والحصول على 20 بالمائة من كل الدخل.
تتبعنا مصير هذا التعاقد فوجنا ان الأمر وصل الى القضاء الأمريكي.
فبعد اخلال الشركة ببنود العقد قدم محامي فادي سلامين هذه الإخطار الرسمي لمجموعة سبير أوبريشين يٌطالب منها معالجة الإخلال بالعقد.
وحينما لم تستجب المجموعة رفع محامي سلامي دعوة قضائية في محكمة الولايات المتحدة المحلية في كولومبيا، للمطالبة بدفع ما يقارب مليون دولار من عمولة لتلك الوساطة
ــــــــــ
انتوني لينشتاين -باحث مختص في الشركات الأمنية: "الإمارات العربية هي دولة قائمة بالأساس على جيش من المرتزقة وباعتبارها دولة قليلة العدد بسكانها الأصليين درجت الإمارات على تبني منهجٍ يرحب ويشجع الأجانب للانضمام الى جيشها والمشاركة في حروبها ولهذا فالحرب في اليمن تعتبر المثال الأبرز والأسوأ في هذا التوجه.
ــــــــــ
في الوقت الذي كنا نعمل فيه على هذا التحقيق أصدر فريق الخبراء البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تقريراً بالنتائج التفصيلية التي توصل اليها بشأن اليمن.
حيث تناول فقرات عديدة العامل المشترك لضحايا الاغتيالات فهم حسب التقرير وان اختلفت خلفياتهم السياسية والفكرية الا ان ما يجمعهم هو تأثيرهم في المجتمع وانتقادهم العلني للإمارات والأجهزة الأمنية التابعة لها.
ــــــــــ
عبد الرحمن برمان - محامي وناشط حقوقي: في الفقرة 254 من تقرير الخبراء أكدت على ان العامل المشترك لدى ضحايا الاغتيالات هي ان الضحايا كلهم مناهضين للإمارات او يرفضون التواجد الإماراتي او لم تكن الإمارات راضية عنهم وهناك أدلة تثبت هذا الأمر هناك قضية الشيخ راوي وهي القضية التي حدث فيها ضغط شعبي كبير وتم التحقيق والقاء القبض على القتلة واعترفوا على ان هاني بن بريك هو من امرهم بعملية الاغتيال وهاني بن بريك هو رجل الإمارات الأول.
ــــــــــ
تشارلز غاراوي - عضو فريق الخبراء الدوليين البارزين بشأن اليمن: بالتأكيد عمليات الاغتيال لم تٌكن مجرد حوادث عرضية فقد نظرنا في مجمل حوادث الاغتيالات بما في ذلك سمات الضحايا أنفسهم وتصريحاتهم العامة وانتماءاتهم كا نظرنا في السياقات التي حصلت فيها عمليات الاغتيال فوجدنا في بعض الحالات ان المتهمين بارتكاب الاغتيالات كانوا يتدوا ازياء قوات الحزام الأمني أو القوات الإماراتية وفي حالات أخرى كثيرة لاحظنا ان هذه الاغتيالات جرت في مناطق تقع تحت سيطرة قوات الحزام الأمني وفي حالات أخرى وجدنا المتهمين بارتكاب الاغتيالات كانوا اما يأتون او يغادرون مسرح الجريمة من خلال نقاط تفتيش تابعة للحزام الأمني.
ــــــــــ
وفي سابقة خطيرة يشير التقرير الى ان ضُباط اماراتيين في سجن القاعدة بالبريقة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي طلبوا من سجناء ان يصبحوا قتلة وعندما رفض بعضهم القيام بذلك حاول موفدو الإمارات إكراههم بالاعتقال المطول والتعذيب بما في ذلك العنف الجنسي.
السجون السرية التي انتشرت في عدن والمحافظات الجنوبية كانت ملفنا الثاني في هذا التحقيق.
ــــــــــ
معتقل سابق في سجن مطار الريان: في تعذيب حصل بصراحة بشع وغير طبيعي ولا أحد يسويه في العالم في بلادك ويهينوك كذا في ناس مارسوا الجنس معهم واي شخص يشتبهوا به يمسكوه ويدخلوه داخل ويبهدلونه يفكوا عليه الكلى فترة محدو ويطلعونه ما في نظام ما في قانون ما في قضاء ما في محكمة لا أحد يقدر تكلم هذا الشخص ينهي ويأمر اماراتيين اماراتيين وخلاص.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": السجون السرية في اليمن هناك سجون عند الإماراتيين ومنها أحد كنت فيه وسجن الريان فيه الإماراتيين وسجن الضبة فيه الإماراتيين والأمريكيين ايضاً. السجن الذي كنت أنا فيه فيه الإماراتيين وفيه الكولومبيين، لكن في معتقلات أخرى يشرف عليه اليمنيين، لكن بإشراف إماراتي لا تخضع لوزارة الداخلية ولا للبحث ولا للنيابة لأي تحقيقات رسمية كله عباره عن شغل عصابات.
ــــــــــ
وفقا للقانون الدولي يعتبر الضحية شاهداً تأخذ بشهادته حتى المحاكم الدولية ومع ذلك في سياق الإستقطابات الحادة في اليمن قد يقول قائل ان هؤلاء موالون لبعض أطراف الصراع القائم.
لذلك حرصنا على توثيق الحقيقة بشاهد من خارج الجغرافية اليمنية وجد نفسه في السجون الإماراتية في عدن.
توجهنا الى العاصمة السويدية ستوكهولم لنقابل مروان لطيف المواطن السويدي من أصل عراقي قضى أكثر من عامين في سجون عدن السرية يروي لنا شهادته التي حصلنا عليها بشكل حصري.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: " ستسمع مني قصة فريدة لأن الحكاية التي سأرويها لك الان لم أخبر بها أحد قط من قبل تم القبض علي بواسطة الإماراتيين انفسهم بشكل مباشر ومعهم يمنيون يعملون في القوات الخاصة والقوات الأمنية ومن ثم أخذوني مباشرة الى القاعدة العسكرية سألوني عن حسابي على الفيس بوك وعن بريدي الإلكتروني فأعطيتهم كل تفاصيله فطلبوا مني معلومات بشأن عائلتي واسمائهم وارقام تلفوناتهم فأعطيتهم اياها.
بعد تجربة في السجن لم يعد للحياة طعم ولم أعد أشعر بالسعادة وفقدت المتعة في الأشياء.
كيف يمكن لهذا الكم الهائل من الخير ان يعيش مع كل هذا الشر في نفس الزمان والمكان بل كيف يمكن ان يوجد هذا القدر الكبير من القبح مع الجمال في نفس هذا الكوكب الذي اعيش فيه"
ــــــــــ
معتقل سابق في مطار عدن: أبشع العذاب الذي تلقيناه هو ضرب واغتصاب الاغتصاب كانوا كل شوي يدخلوا لك ناس ثلاثة أربعة يمسكوك ويغتصبوك وكهرباء وضرب يخليك تكره اليوم الذي خلقت فيه مش لوحدك هناك الكثير من الناس تسمع انَاتهم وتسمع من كل زنزانة صياح وعويل وضرب يتقطع القلب حقك.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: بعد مضي يومين من احتجازي حقق معي شخص ملثم الوجه لكن يبدوا مما ظهر من ملامحه انه امريكي سألني هذا المحقق عن الدين وعن مستوى تديني وعما إذا كنت مداوم على الصلاة ام لا وما رأيي في الإسلام وكيف بدأت الصلاة ولما اقتصر تحقيقه على الجانب الديني فقط.
قلت له ليتني أستطيع أن أنتزع عقلي وقلبي لأطلعك كيف أفكر لآنه اعتبرني شخص متدين في حين لم أكن كذلك البدة وبمجرد خروجه دخل المحققون الإماراتيون.
ــــــــــ
يبدوا ان إجابة مروان على الضابط الأجنبي لم ترق للإماراتيين وهذا ما تكشفه ردة فعلهم بعد انفرادهم بمروان.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: لم يعذبوني أمام المحقق الأجنبي وانما انتظروا الى حين مغادرته أحضروا اثنين أو ثلاثة من العساكر الملثمين وجعلوني استلقي على بطني وبدأوا في ضربي بالأسلاك الكهربائية لأربع ساعات الى أن فقدت وعيي تماما.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": من الأيام التعيسة في يوم من الأيام جندي إمارتي ب أحد الشباب هذا الولد بدوي اعتزى (اغار على نفسه) وكاد ان يوكز الجندي الإماراتي فما كان منهم الا ان اجتمعوا عليه وقيدوه وعلقوه وخلعوا ملابسه باستثناء (سرواله القصير) الشورت الداخلي ثم ضربوه من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً حت تقطع جسده ونحن ننظر من ثقوب الزنازين ثم جابوا (شطة ملح) ووضعوها على الجروح وصرخ الشاب صرخات هزت السجن بأكمله حتى بكى الجميع عليه كان منظر شنيع(فضيع).
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن:
بالطبع تعرضت الى أسوأ حالات التعذيب يمكنني ان اذكر خمساً منها:
أولها حصلت عندما كسر أنفي
والثانية عندما شاهدتهم يعلقون الناس في السقف لثلاثة أو أربعة أيام
الحادثة الثالثة عندما رأيتهم يهددون شخص بالاغتصاب لو لم يقدم لهم اعترافاً ولو كاذباً
اما الحادثة الرابعة فهي التي تمنيت فيها الموت وقد حصلت عندما علقوني في السقف اثناء التحقيق الثالث فضلوا يضربوني طوال فترة التحقيق وبعده
وبالنسبة لحادثة السجان المدعو وحش الذي احرقني وضربني حتى سال مني الدم وفقع عيني فقد كانت تلك الحادثة الخامسة.
ــــــــــ
اثناء التحقيق كنا نحرص على الربط بين شهادات الضحايا للوصول الى اقرب صورة ممكنة من الحقيقة
هنا يروي لنا مروان لطيف ما يتعرض له المعتقلون في السجون السرية واثناء سرده لنا للكثير من الحوادث استوقفنا لقائه بعادل الحسني داخل سجن التحالف السعودي الإماراتي.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: وضعوا عادل الحسني بحفرة اشبه بالمقبرة وهناك أوسعوه ضرباً بالأسلاك الكهربائية الحادة فكنا نسمع اصوات ضرب الأسلاك واصوات الصعق الكهربائي وشتى صنوف التعذيب الاخرى.
في الحقيقة التعذيب الوحشي الذي مورس بحقه هو امر لا يمكن وصفه ثم اعادوه الينا وهم يضربونه ويركلونه ورموه بالقرب من قدمي حينها قلت له عليك بالصبر واعطيته شرشفي.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": في سجن بير أحمد عندما التقينا ك معتقلين بدأ كلا يحدث الأخر ب أصعب المواقف التي مرت عليه قال لي أحد المعتقلين أنا لم يؤثر فيني أي شيء من انواع التعذيب الوحشي الا عندما وصف لي الضابط الإماراتي اللباس التي كانت ترتديه زوجتي لأنهم دخلوا الى غرفة نومي " وهذا امر قاسي لنا كيمنيين ولن ننساه.
ــــــــــ
تتجاوز الانتهاكات المرتكبة بحق المعتقلين التعذيب الجسدي الى التعذيب النفسي وهذا ما أكده لنا الكثير من الضحايا سواء من وافق على الظهور امام الكاميرا ام من اعتذر بسبب الخوف وما يكاد يجمع عليه الضحايا هو القهر والإذلال الممنهج الذي يتعرضوا له السجناء والمبالغات للنيل من كرامة المعتقلين.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: درج الإماراتيون على تعذيبنا نفسيا وجسدياً لكن أسوأ مشهد يجدر بي ذكره هو مشهد الرجل الذي قتلوه في الرابع والعشرون من شهر نوفمبر في الـ 2016/10/24 حوالي بعد منتصف الليل رفض الرجل ان يعترف بالاتهام فقتلوه ووضعوه داخل كيس بلاستيكي او بالأحرى كيس قمامة بلاستيكي. بدأت اقول في نفسي لأي نوع من البشر ينتمي هؤلاء الناس ومع من نتعامل هنا.
الشخصيات التي قتلت الرجل معروفة فيهم شخص يٌدعى هتلر واسمه الحقيقي علي مطر وسلطان فيروز الملقب بفيروز وعلي حارث الملقب بأبي علي.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": طبعاً اثناء التحقيقات يخوفوك بأشياء كثيرة ومنها النقل الى سجن عصب وقد نٌقل البعض منهم والتقيت ببعض السجناء من من كانوا هناك يحدثونا ان هناك اشد السجون السرية الذي تخضع للإماراتيين ويتم تخويفنا به أثناء التحقيق. وسجن عصب هذا في جزيرة بإرتيريا وقد نقلوا اشخاص كثير منهم الشيخ عوض حبيب وابنه غسان.
ــــــــــ
السجين عوض بن حبيب الذي ذكره عادل الحسني هو رجل أعمال من أبناء مدينة عدن عرف بدوره البارز في دوره في دعم المقاومة التي واجهت الحوثيين عند احتياجهم المدينة.
كان أبنه علي قد تواصل معنا قبل فترة من بدء العمل على هذا التحقيق إلا أنه قُتل في حادثة تشك عائلته أنها كانت مدبرة.
التقينا بسام الابن الثاني لعوض بن حبيب رجال الأعمال المخفي قسراً تحت هذه اللحظة.
ــــــــــ
بسام عوض -نجل المعتقل عوض بن عبد الحبيب: من تاريخ 21/4/2016م الساعة 2 الفجر جاءت قوة غير قانونية من المدرعات أربع أطقم داهمت مصنعنا ومنزلنا الكائن وأخذت والدي رجل الأعمال عوض بن حبيب وأخي غسان فمن ذلك اللحظة إلى يومنا هذا ما نعرف ولا ندري أين مصيرهم.
تواصلنا مع جميع الجهات تواصلنا مع عيدروس تواصلنا مع شلال تواصلنا مع ضمن القيادات الأمنية كلهم أبو اليمامة برضوا تواصلوا مع أبو خليفة وقائد التحالف أبو راشد وشاف أربع ايام مهلة وللأسف ما فيش أي رد.
ــــــــــ
لا تقتصر المعاناة على السجناء فحسب فكثير من أهالي المعتقلين لا يعلم مصير ذويهم بعد محاولات عديدة من ابناء عوض بن حبيب سمحت لهم بالتواصل معه عبر الهاتف فهنا يحدثنا بسام عن المرة الأخيرة التي سمع به صوت والده.
ــــــــــ
بسام عوض -نجل المعتقل عوض بن عبد الحبيب: اخر مرة تواصل حصل حوالي في شهر 7/2018م تقريباً تواصلنا كنت أكلمه شخصياً قال رحنا في سجون الإمارات، الإمارات أخذتنا وجدلتنا في السجون بدون أي تحقيق أي شيء فقلي افضحوهم في العالم، وبعد ذلك الاتصال لم يتصل ولم نعرف أي مصيره أينه أبداً.
ــــــــــ
كان أبو خليفة هو أكثر الاسماء التي تكررت في هذا التحقيق، حاولنا مراراً التواصل معه ولم يرد، فراسلناه عبر تطبيق واتساب تجاوب معنا في البداية وبعد أن طلبنا منه التعليق على ما ورد من اتهامات قام بحضرنا وحرصاً منا على اتاحة الفرصة للجانب الإماراتي ليدلي بوجهة نظره حول ما يجري في جنوب اليمن، قمنا بأرسال بريد إلكتروني لكلاً من وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة أبو ظبي وما زلنا ننتظر الرد حتى هذه اللحظة.
تراهن الإمارات على صمت المجتمع الدولي من خلال تقديم نفسها كمحاربة الإرهاب في اليمن فقد صرحت بذلك أكثر من مرة.
يروي لنا مروان لطيف كيف حاول المحققون اجباره على الاعتراف بقضايا تتعلق بالإرهاب.
ــــــــــ
مروان لطيف (جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: بدأت اختلق قصص للمحققين حتى يتركوني وشأني لأني شعرت في شلل في يدي من الظهر عندما بدأت أختلق القصص بدأوا يحسنون التعامل معي وبالتالي استمريت في اختلاق القصص فعندما علقوني في السقف مكبل اليدين قلت لهم أنا مع القاعدة فقالوا حسناً وأنزلوني من السقف وسمحوا لي بالجلوس على الكرسي وقدموا لي ماء وسيجارة لذا توجب علي التفكير في القصة حول شاب أسمه أحمد لم يكن له وجود أصلاً اثبتنا مع السلطات السويدية أنه لم يكن له وجود أنها قصة مختلقة"
ــــــــــ
معتقل سابق في سجل مطار الريان: ربطوا رجلي بالتيار الكهربائي وبقيت على هذه الحالة حوالي عشر دقائق أصبح، يقولون لي اعترف أنك في تنظيم القاعدة ايش اعترف ما عندي شيم ابالا اعترف والا اعترف، هناك أناس تقطعت أجسادهم بالصعق الكهربائي والضرب، أحياناً يعلقون أجسادنا بالحبال.
ــــــــــ
تشارلز غاراوي -عضو فريق الخبراء الدوليين البارزين بشأن اليمن: بالتأكيد كان هناك العديد من الحالات في السجون وجدنا أناس تعرضوا للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات منهم بالانتماء أو الاعتراف بجرائم مختلفة خاصة الاعتراف بالإرهاب كانت هذه بالفعل من الممارسات الشائعة.
ــــــــــ
ما يجعل زعم الإمارات في مكافحة الإرهاب محل شك هو ما أورده لنا السجناء من محاولة تنظيم عناصر القاعدة واستخدامهم من تروهم ابوظبي خصوماً لها وهو ما أكدته محاضر التحقيق وهنا يكون السؤال: هل تحارب الإمارات الإرهاب أم تستخدمه لما يحقق أهدافها.
ــــــــــ
مروان لطيف -(جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: كان معنا بالسجن رجل يدعي محسن سرور رجل مشهور في منطقة لحج ومعه صديق يدعي ياسر سكع ذات مرة جاء يتحدث لي بعد التحقيق وقال لي حصل لي شيء مضحك فقلت له ما الذي حدث؟ فقال: كنت مع المحقق ابو مريم وسألني كم شخصاً قتلت في حياتي هل قتلت خمسين شخصاً قلت له: أكثر من ذلك وصل أبو مريم قتلت مائة شخص مائتين قلت له أكثر من ذلك فقال هل قتلت ثلاثمائة شخص قلت له نعم في حدود ثلاثمائة شخص تقريبا إضافة إلى ذلك أخبرني محسن بان المحقق عرض عليه وظيفة للعمل معهم لكنه رفض وبسبب ذلك وضعوه في جلسات تعذيب.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": هناك معلومة مهمة جداً جداً لأول مرة سأتطرق إليها واعرضها لوسائل أعلام أن هناك اشخاص من تنظيم القاعدة أو من تنظيم داعش من الموجودين في السجون يتم الافراج عنهم من الضباط الإماراتيين بالاتفاق لتصفية شخصية على سبيل المثال لا الحصر تصفية الضابط في البحث الجنائي في سجن المنصورة سيف الضالعي تم عن طريق الافراج عن شخص مهم في تنظيم القاعدة من كانوا في معتقل سجن بير أحمد مقابل أن يقتل سيف الضالعي وما ان تم الافراج عن هذا الشخص مرت أيام قليلة حتى نفذ المهمة و قتل سيف الضالعي عند محطة اكسبرس في مدينة المنصورة.
ـــــــــ
لم يتم التوقف عن العبث بملف الإرهاب عند مسألة التوظيف هنا يروي لنا مروان ما سمعه مباشرة من أحد المعتقلين.
ــــــــــ
مروان لطيف -(جنسية سويدي من أصل عراقي) معتقل سابق في سجون عدن: كان هناك قاضي عام للدولة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية يفضل عدم ذكر جنسيته حتى لا يتم التعرف عليه في منطقة تدعى البيضاء حدثني عن البترول الذي تقدمه للدولة الإسلامية واخبرني أن شاب كان يتولى رئاسة الأمن في تنظيم الدولة قال لي القاضي كان ذات مرة كان هذا الشاب يجلس بجواري وكان يتحدث بهاتفه ويطلب تمويل البترول وقلت له مع من تتحدث فأجاب لي مع الإماراتيين قد احضروا لنا البترول فقلت له هؤلاء اعدائنا ونحن مجاهدين ولا يجوز أن نتعاون معهم فرد علي هذا أمر لا يعينك واضاف القاضي لقد رأيتهم يأتون بالبترول"
ــــــــــ
التواجد العسكري للإمارات في اليمن كان بهدف معلن وهو مواجهة الحوثيين واستعادة الشرعية ثم بعد ذلك نصبت نفسها محاربة للإرهاب في جنوب اليمن وهو المبرر الذي تفنده شهادات الضيوف وهذا ما يضعنا أمام تساؤل منطقي حول هدف الإماراتي الحقيقي من وراء هذه الانتهاكات المنسوبة إليها.
ــــــــــ
اليزابيت كندال -باحثة في جامعة اكسفورد متخصصة في الشأن اليمني: بدأت الإمارات تنئ بنفسها عن الحرب مع الحوثيين وأن الحرب معهم كانت سبباً مجيئهم للمشاركة في حرب اليمن عوضاً عن ذلك اصبحت الان أكثر دعماً للحركات الانفصالية في الجنوب، والحال هذا ومع امتلاكها لهذه القوات وفي الجنوب هناك شبهات تدور حول طبيعة دورها وربما لها اجندات أخرى سياسية مثل دعم الانفصاليين أو ربما لها أجندة تجارية.
ــــــــــ
أيونا كريج – صحفية بريطانية حاصلة على بجائزة ما رثا جيل هورن للصحافة: في اعتقادي هناك سببان وراء وجود الإمارات في اليمن أحد هذه الأسباب يتعلق بحماية مصالحهم الاستراتيجية في المناطق الساحلية في اليمن لاسيما السيطرة على موانيها في المكلا وعدن والمخا وصولاً إلى بلحاف التي تسعى من أجل السيطرة على محطة الغاز فيها هذا التوجه لم يختصر على اليمن فحسب بل يمتد إلى دول القرن الافريقي حيث باتت الإمارات تحظى هناك بحضور مماثل في موانئ الصومال وفي اريتريا التي استجارت منها قاعدة عسكرية.
ــــــــــ
جوزيف تريفيثيك-صحفي امريكي متخصص في قضايا الدفاع والامن: بالنسبة لتوجه الإمارات يرجح الناس احتمال أنها تعمل في اليمن وفقاً لثلاثة مسارات مختلفة مسار تتعاون مع السعودية ومسار أخر تتعاون فيه مع الولايات المتحدة ومسار ثالث تنتهج فيه توجها مختلفاً ومستقلاً تدير من خلاله اجندتها الخاصة في البلاد هذا المسار الذي تنتهجه الإمارات بمعزل عن كل الشركاء يعمل إلى جعل اليمن دولة منقسمة وفاشلة على الدوام لا تستطيع المحافظة على الحكومة الشرعية بالاعتماد على نفسها.
ــــــــــ
اعتمدت الاستراتيجية الإماراتية على الجمع بين أدوات أجنبية كما تبين في ملف مجموعة سبير أوبيرشن وبين حلفاء على الأرض تم اختيارهم وتدريبهم بنمط يكشف عن المهمة الموكلة إليهم وهذا ما أكده تقرير لجنة الخبراء البارزين الصادر عام 1918م بقوله: وصف عدد من الضحايا والشهود لفريق الخبراء سلوكاً عدواني منتشراً ومستمر لقوات الحزام الأمني وافراد من الإمارات العربية المتحدة والذي اشتمل على العنف الجنسي، وقد تمثل ذلك في اغتصاب النساء والرجال وممارسة العنف الجنسي ضد النازحين والمهجرين والمجموعات الأكثر ضعفاً.
ــــــــــ
أبو بكر الكارزمي -ناشط سياسي جنوبي: الإمارات طبعاً عينت شلال وعيدروس هي طبعاً خلقت منهم كيان وعملت كياني سياسي أيديولوجي من أجل تنفذ أجندتها باسمهم وباسم الجنوب عبرهم وطبعاً ما جابتهم من فراغ وعرفت جنسياتهم وعرفت اهدافهم وعرفت أيش تكوينهم ونقطة ضعفهم واستغلتها ودخلت من هذه.
ــــــــــ
إليزابيث كندال-باحثة في جامعة أكسفورد متخصصة في الشأن اليمني: على سبيل المثال الإمارات العربية المتحدة بحسب بعض التقديرات جندت نحو 90 ألف من القوات العسكرية في جنوب اليمن تشمل قوات الحزام الأمني وقوات النخبة في شبوة وحضرموت ولا تخضع هذه القوات بشكل مباشر للسلطات العسكرية في اليمن بل تم تدريبها دعمها وتموينها مباشرة من الإمارات.
ــــــــــ
جندي منشق عن الحزام الامني: يعني ضباطنا يعني الجنوبيين في الحزام أصبح زي العبد عند الإماراتي ولا هو شيء ولا يعملوا له قيمة ويخلوهم زي العبيد.
ــــــــــ
ما لفت انتباهنا اثناء عملية البحث والتتبع لما يحصل في جنوب اليمن هو ذكر المؤسسات الهلال الأحمر الإماراتية حاولنا الاستقصاء عن حقيقة الدور الذي تؤديه هذه المؤسسة والتقينا بمنير طلال للوقوف عند تجربته مع الهلال الاحمر بعد أن فر إلى مكان آمن.
ــــــــــ
منير طلال – كاتب وصحفي عمل مع الهلال الأحمر الإماراتي: أنا كنت من ضمن الأشخاص الذين اختاروني اصطدمت مع رئيس الهلال أحمد الإماراتي الذي كان يصب جام غضبه على الشرعية وعلى الرئيس وعلى نائب الرئيس وعلى حكومة بن دغر في حينها دخلنا معاهم في نقاشات حول هذا الشيء افضى الموضوع إلى أنني انسحبت من الهلال الأحمر وفضلت أنني لا أعمل معهم وقد اشتاط غضباً أبو طلال لأنهم لا يتقبلون العمل مع اليمني وفق قاعدة السيد والمسيود بازدراء باحتقار وامتهان بنفس الوقت.
ــــــــــ
عادل الحسني "قائد في المقاومة ومعتقل سابق": كثير من أفراد الهلال الاحمري الإماراتي ضباط في المخابرات الإماراتية ورأينهم بأعيننا في مقر التحالف وتضرب لهم التحية العسكرية بينهم ضابط أسمه الكلباني مشرف التعذيب وضابط التحقيق في سجن الريان بالمكلا.
ــــــــــ
منير طلال – كاتب وصحفي عمل مع الهلال الأحمر الإماراتي: تفاجأت بأن ابو طلال يدرج اسمي في قضية من قضايا في قسم التواهي لأنني أديت منظمة هذه المنظمة تتبع التجمع اليمني للإصلاح وأنها منظمة من قطر والخ طبعاً كان مثير للسخرية المنظمة التي اديرها مشروع فرنسي للدعم النفسي في زمن الحرب. الهلال كان من أداة من أدوات الاستخبارات الإماراتية لتمزيق اليمن ليس الهلال فقط ولكن يظل جمعية خليفة الخيرية واللقاء الدولية الإماراتية وبقية المنظمات الي عاملة في الاغاثة والأعمال الخيرية أعمالها أعمال استخباراتية وكل المسئولين كلهم ضباط عسكريين وكانوا يعملون في مجالات استخباراتية واضحة مجالات الرصد الإعلامي مجالات التحليل اتجاهات الرأي العام أشياء تندرج في مجال العمل الاستخباراتي.
ــــــــــ
تشير الكثير من الملفات التي فتحانها من هذا التقرير لوقوع جرائم حرب في اليمن، وفي ظل غياب مؤسسات الدولة اليمنية، يبقى السؤال المعلق هو عن أمكانية ملاحقة القانونية للمجرم الحقيقي ومن يقف وراءه وهل سينال عقاباً يردعه عن مواصلة جريمته.
ــــــــــ
بروس فين- مساعد نائب وزير العدل الأمريكي : لقد شاركت في صياغة قانوناً أمر فيه الكونجرس الإدارة الامريكية بوقف المساعدات التي تقدمها إلى القوات السعودية والإماراتية التي تحارب في اليمن، وبالطبع فالحاجز الأكبر أمام هذا النوع من المقاضاة هو الخوف من لجوء البلد الذي يتم مقاضاته إلى قتل أو الانتقام من أي شخص يقدم ضدها الشكوى هذه عقبة كبيرة بالطبع ولكن نأمل أن يجد الباحثون عن العدالة الدولية بغيتهم في الفرص التي تتيحها المحاكم في الولايات المتحدة فهنا يمكن للمرء أن يخفي هويته عندما يقدم الشكوى وبالتالي لا تستطيع الدولة التي يتم مقاضاتها معرفة هوية الشاكي وهذا ما حصل في القضايا التي رفعتها في المحاكم.
ــــــــــ
مع ارتفاع وتيرة الانتقادات إلى أبو ظبي نتيجة لما مارسته من انتهاكات جاء اعلانها المفاجئ عن انسحابها من اليمن مما يثير تساؤلات كثيرة حول جدية وحقيقة هذا الانسحاب وهل يجنبها ذلك المسئولية القانونية والاخلاقية أمام العالم.
ــــــــــ
جوناثان فنتون هارفي -باحث وصحفي بريطاني: يزعم الإماراتيون أنهم انسحبوا من جنوب اليمن لكن ما زالوا يحتفظون بعلاقتهم مع مختلف المليشيات التي تندرج تحت أطر ما يسمى بالأحزمة الأمنية بل لم تتوقف عن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي مع أنه كيان سياسي معروف بسعيه لتولي حكم دولة مستقلة في الجنوب ولهذا فمن الناحية العملية لا يزالوا الإماراتيين قادرين على مواصلة توسيع نطاق طموحاتهم الجيوسياسية في جنوب اليمن.
ــــــــــ
أبو بكر الكارزمي -ناشط سياسي جنوبي: حتى الان في اخبار أن الإمارات ستغادر اليمن حتى لو غادرت الإمارات عندها الان عيدروس والمجلس الانتقالي ومليشيات الحزام الأمني يعتبروا أكبر بالنسبة لتنفيذ أجندة الإمارات أكثر من الجيش الإماراتي في دولة الإمارات يخدموهم أكثر من جيشها وأكثر مواطني الإمارات.
ــــــــــ
وفقاً لاتفاق الرياض التي تم توقيعه في 5/ نوفمبر /2019م بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية فأن الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي سيتم دمجها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية وهنا يطرح سؤال أخر: هل يسهم هذا الاتفاق في شرعنة المليشيات التي مارست كل هذه الانتهاكات وهل يعفيها من المسئولية القانونية؟
ــــــــــ
عبدالرحمن برمان - محامي وناشط حقوقي : التبعات القانونية على من ممارسو هذه العمليات حتى ولو دمجها في السلطة الجديدة طبق للواقع الذي نراه حالياً وتولوا مناصب مهما كانت هذه المناصب فهذا لا يسقط حق القضايا في الملاحقة القانونية فلو عدنا إلى سنة 1976 في الارجنتين عندما حدث الانقلاب هناك كان هناك في المصالحة الوطنية التي حدثت تم اصدار عفو عام قانون العفو واعفى من ارتكبوا هذه الجرائم بعدما قتلوا أكثر من 15000 ألف مواطن بعدها جاء البرلمان واصدر قانون الغى هذا العفو وجاءوا قادة الانقلاب قضوا بقية حياتهم في السجون.
ــــــــــ
بيل لاو صحفي بريطاني حائز جائزة سوني : اعتقد أن الوضع في اليمن اصبح قاتماً للغاية ولا يبدوا أن ثمة طريقاً في هذه المرحلة للخروج من هذه الحرب الإماراتيين خفضوا قواتهم في اليمن لأنهم انجزوا لحد كبير كل ما اردوا تحقيقه في الجنوب، فقد دربوا المليشيات واصبحوا يمتلكون قوات من المرتزقة يمكنها حماية المصالح التي حققوها هناك، أما بالنسبة للسعودية فالصورة مختلفة تماماً فهي لم تتمكن من تحقيق فوزاً على الحوثيين بل يمكن القول أن الحوثيين انتصروا عليها في الحرب، لكن يبقى مع ذلك أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو بلا شك هو الشعب اليمني.
ــــــــــ
لا يمكننا القول أننا اغلقنا ملفي الاغتيالات والسجون السرية والذين يضافان إلى ملفات أخرى يعكس حجم الانتهاكات والجرائم المرتكبة جنوب اليمن فحتى لحظة كتابة هذه الكلمات لا زالنا نستقبل الكثير من الوثائق ليبقى هذا التحقيق عصياً على الاغلاق، ويبقى معه مصير اليمن مفتوحاً على كل الاحتمالات.