توفي المغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم، الثلاثاء، عن عمر ناهز 62 عاماً.
شعبان، أو شِعب بكسر الشين، كما يحب ان يناديه أهل بيته، أو "شعبولا" كما يهتف جمهوره في الحفلات، تحول الى ظاهرة مثيرة للجدل في مصر بسبب مجموعة من أغانيه. وصفته محطة CNN بأنه المتحدث الرسمي باسم الشعب المصري، بدا ذلك مثل النكتة. وصفته كينيث باندلر، المتحدثة الرسمية باسم الجمعية اليهودية الأميركية، بأنه داعية للكراهية ضد اسرائيل. الإذاعة الاسرائيلية وصفته بـ"العدو"، وقررت شركة "ماكدونالدز" للأطعمة وقف تعاقدها معه وهو الذي غنى لأحد منتجاتها الشهيرة. والذي يحصل الآن، تهافت الكثيرين للتماثل بـ"شِعب" في الغناء ضد شارون أو مع القدس في مشهد بدائي.
بدأ سطوع نجمه منذ مشاركته في الفيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، الذي كان بوابته الأولى إلى عالم السينما، ومسيرة حافلة بالأعمال الغنائية. كان الظهور الأول بمثابة الدهشة، نظرًا للكاراكتر الغريب الذي ظهر به الفنان، من حرصه على شكل مميز خاص به، بملابسه المنقوشة والمزركشة بألوان كثيرة زاهية، فضلاً عن ارتداء كميات من الإكسسوارات كبيرة الحجم.
Video Player |
استكمل شعبولا الكاراكتر الخاص به، بلازمته الشهيرة "اييييييه" في جميع أغانيه التي، اعتمدت على تيمة واحدة في اللحن، الأمر الذي منحه كثيرا من الشهرة، حين غنى "أنا بكره اسرائيل، وبحب عمر موسى"، فظهر على شاشة CNN "بطلاً عربياً وشعبياً"، فعاد يقول: "أمريكا يا أمريكا... الناس عايزين سلام في أي دولة كان... وفي اسرائيل كمان". غنى أنواعاً تقترب من السوقية والابتذال، وهو مشهور بذلك منذ النصف الثاني من ثمانينات القرن المنصرم. فإلى جانب غنائه في الحفلات، كان يغني في الحَواري والأعراس، لكنه تحول الى قضية وطنية بعد أغنية "أنا بكره اسرائيل" وتزامنها مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية. ومنذ تلك المرحلة، أصبح شعبان الصوت المعبر عن البسطاء وأفكارهم في ما يتعلق بآرائهم السياسية وتأييدهم للزعماء.
ويصنف شعبان ضمن طائفة مطربي الميكروباص، أو الأوتوبيس الذي ينظم أسماء محطاته في أغنية "أحمد حلمي أتجوز عايده". والحال ان مطربي الميكروباص هؤلاء، كثيراً ما يسجلون الأشرطة لاستخدامها من قبل السائقين الذين يعملون في نقل الركاب داخل القاهرة، ويختار هؤلاء الكلمات الشعبية التي تعتمد على المواعظ والحكم والأمثال.
Video Player |
كان شعبان عبدالرحيم يؤدي المواويل الارتجالية أحياناً، ويغني الأغاني التي ترضي الذوق المتوارث للطبقات الشعبية المصرية. شارك في بعض الأعمال الدرامية، منها فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" من إخراج داود عبد السيد، و"فلاح في الكونغرس" من إخراج فهمي الشرقاوي، إضافة لعدد من المسرحيات مع الممثل سمير غانم، وكانت له تجربة في مجال تقديم البرنامج التلفزيونية. وكان آخر ظهور فني له قبل أيام قليلة في السعودية ضمن حفلات "موسم الرياض".
Video Player |
ولد شعبان عبد الرحيم في حي الشرابية في القاهرة في العام 1957 باسم "قاسم" واختارت أسرته له اسم شعبان لكونه ولد في شهر شعبان، وكان يعمل في كيّ الملابس (مكوجي) ويغني في الأفراح الشعبية بالمنطقة.
عمرو موسى
نعى وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، شعبان عبد الرحيم، متحدثاً عن الأغاني الفريدة التي قدمها الفنان الراحل. وقال عمرو موسى في تصريحات خاصة لـ"روسيا اليوم": إن شعبان عبد الرحيم" كان فناناً من طراز خاص، استطاع إدخال مصطلحات سياسية في أغانيه الشعبية، مما كان له الأثر في تعريف المواطنين بحقائق كثيرة وسبب له انتشاراً واسعاً، وتمتع بمصداقية في الشارعين المصري والعربي". وأشار إلى أن شعبولا "شكل ظاهرة أضافت لوناً جديداً من الفن الممتزج بالسياسة، وكان يمثل المصري الطيب، وكنت دائم التواصل معه". ونوّه عمرو موسي بأنه لا يظن أن الأغنية التي غناها الراحل "أحب عمرو موسى" كانت السبب في إبعاده (عمر موسى) من وزارة الخارجية إلى الجامعة العربية، لكن المؤكد أن هذه الأغنية كان لها انتشار واسع، ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربي بأكمله.