قال مصدران لـ «رويترز»، إن أرامكو السعودية تسعى لتغطية تأمينية لمخاطر الحرب والهجمات الإرهابية، بعد الأضرار التي لحقت ببعض منشآتها النفطية في سبتمبر/أيلول؛ من جراء هجوم بطائرات مسيَّرة وصواريخ، في إشارة إلى هجمات الحوثيين.
أرامكو السعودية تسعى لتغطية تأمينية لمخاطر الحرب والهجمات الإرهابية
المصدران قالا إن أرامكو، أكبر شركة نفطية في العالم، تتطلع إلى تغطية من شركات تأمين، من بينها تلك التي يوجد مقرها في لويدز أوف لندن وشركات أخرى بسوق لندن.
أحد المصدرين كشف أن الشركة تسعى لتغطية تأمينية لمنشآت في المنطقة الشرقية بالمملكة، قلب صناعتها النفطية، حيث تضررت من هجمات سبتمبر/أيلول.
أرامكو من جانبها قالت في نشرة إدراجها المزمع هذا الشهر، إنها لم تؤمّن ضد كل المخاطر، وإن غطاءها التأميني قد لا يحميها من الإرهاب أو أعمال الحرب.
أما عند إطلاق طرحها العام الأوَّلي، الذي قد يكون الأكبر في العالم ويجمع ما يصل إلى 25.6 مليار دولار، قالت أرامكو إنها لا تتوقع أن يكون لهجوم 14 سبتمبر/أيلول أي تأثير فعلي على أوضاعها المالية وعملياتها.
في حين امتنعت أرامكو عن التعقيب.
تتضمن خيارات التأمين، تغطية ضد الحروب أو الحروب الأهلية
في حين تتراوح خيارات التأمين المتاحة بين تغطية ضد هجمات إرهابية أو تخريبية وتغطية كاملة، تتضمن الحرب أو الحرب الأهلية، إلى جانب تعويض عن تكلفة تعطل الأنشطة.
مصدر ثالث قال إن التقديرات المبدئية لخسائر أرامكو في الهجوم على منشآتها تبلغ ملياري ريال (533 مليون دولار).
أرامكو من جانبها تؤمّن على كثير من ممتلكاتها بنفسها من خلال ما يُعرف بـ «التأمين الأسير»، عبر ستيلار للتأمين ومقرها برمودا.
أحد المصادر عاد إلى القول إن أرامكو لديها أيضاً تغطية تأمينية ضد «خسائر مفرطة» مع شركات تأمين دولية، لأي أضرار في الممتلكات تتجاوز 200 مليون دولار، إلا أن هذه التغطية لا تشمل الحرب أو الهجمات الإرهابية أو خسائر في الإيرادات، من جراء توقف النشاط.
المصدر أشار إلى أن أرامكو، التي قالت في أكتوبر/تشرين الأول، إنها استردت إنتاجها بالكامل بعد هجمات سبتمبر/أيلول على منشآت لها، كان لديها بالفعل غطاء تأميني للحرب قبل نحو خمس سنوات.
وهناك تخوف من هجوم حوثي آخر على أرامكو في السعودية
حيث أصبحت الشركات قلقة من احتمال حدوث هجمات على ممتلكاتها بالسعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، بعد الهجمات التي أوقفت بشكل مؤقتٍ، 5.7 مليون برميل يومياً من انتاج أرامكو، أو ما يزيد على خمسة في المئة من إمدادات النفط العالمية.
مصدر رابع قال إن شركة سعودية للبتروكيماويات تتطلع، مثل أرامكو، إلى غطاء تأميني ضد الحرب في المنطقة الشرقية حيث حدثت الهجمات.
سكوت بولتون، مدير إدارة الأزمات لدى شركة (إيه أون)، أحد سماسرة التأمين، قال: «تلقينا كثيراً من الاستفسارات»، مضيفاً أن شركات محلية ودولية تبحث ما إذا كانت ستغطي مثل تلك الهجمات.
أحد المصادر أضاف أن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي اتفقت أرامكو على شرائها مقابل 69.1 مليار دولار هذا العام، لديها بالفعل تأمين ضد الحرب.
في حين لم تردَّ سابك فوراً على طلب للتعقيب، لكنها قالت في تقريرها السنوي لعام 2018، إنها تراقب من كثبٍ المخاطر الناشئة عن تعطُّل الإنتاج لأسباب جيوسياسية، وإنها أضافت تأميناً ضد الهجمات الإلكترونية إلى برنامجها العالمي للتأمين.
في حين اتهمت الرياض وواشنطن إيران بأنها كانت وراء الهجوم، وهو ما تنفيه طهران. وأرسلت الولايات المتحدة قوات إلى السعودية، قالت إنها تهدف إلى منع مزيد من الهجمات، وسط تنامي التوترات في المنطقة.
أرامكو تبحث مواجهة هجمات الحوثيين.. رويترز: الشركة تتطلع إلى اتفاق مع شركات تأمين لتغطية مخاطر الحرب
أما وكالة «إيه إم بست» للتصنيفات التأمينية، فقد قالت إن «التأمين الأسير» لـ «ستيلار» التابعة لـ «أرامكو»، يغطي ممتلكات الطاقة البرية والبحرية، والمسؤولية العامة التجارية، وما يرتبط بها من تعطُّل في النشاط.
«إيه إم بست» أكدت في أكتوبر/تشرين الأول، تصنيفها للقوة المالية لـ «ستيلار» عند A (ممتاز) مع نظرة مستقبلية مستقرة، مضيفة أن «ستيلار» أشارت إلى أن برنامجها للممتلكات لا يغطي الهجمات.
من جهتها امتنعت شركات إعادة التأمين العالمية «هانوفر ري» و «ميونيخ ري» و «سويس ري»، التي تساعد شركات التأمين في تغطية المخاطر الكبيرة، عن التعقيب.