كشف المحلل السياسي اليمني عبدالسلام محمد عن محاولات تقودها بريطانيا بوساطة عمانية عبر مباحثات سرية مع جماعة الحوثي لتشجيعهم للانخراط في حوار مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب رئيس مركز "أبعاد" للدراسات، فإن البريطانيون يبررون ذلك في أن تشجيع تيار من داخل الحركة الحوثية للسلام سيفكك الحركة المسلحة تدريجيا.
لكن المتتبع لخارطة الانقلاب في اليمن يدرك أن الرابح دوما هي إيران، طبقا للمحلل السياسي اليمني.
وأضاف "عبدالسلام" في سلسلة تغريدات على تويتر أن " الانقلاب في اليمن تشكل من ثلاث حركات تنظيمية، الأولى نظام صالح السياسي والعسكري، والذي يتغلغل فيه تنظيم ثاني هو تنظيم الهاشمية الإمامية، أما التنظيم الثالث هي حركة الحوثي المسلحة التي يمكننا وصفها (التنظيم الثوري) الذي يستمد قوته من استراتيجية ايران الثورية في المنطقة".
وأوضح أنه وبعد "تصفية جناح صالح العسكري وانقسام الجناح السياسي المؤتمر وخضوع أغلبية قياداته وقواعده الميدانية للحوثي، انكشف الغطاء عن الهاشمية الإمامية التي كانت تتخذ من المؤتمر والحرس الجمهوري غطاء في تواجدها داخل الدولة، وكانت تعتقد أن الحركة الحوثية جناح مسلح لتحقيق أهدافها.
وطبقا للصحفي اليمني فإن "الحركة الهاشمية الإمامية فتحت خطا طارئًا مع السعودية بعد فقدان غطاء تنظيم صالح العسكري والسياسي، وبعد تصفية الحوثيين لقيادات من الحركة، لكن ظل تواصل هذا التنظيم مع إيران والحوثي مستمرا من خلال جناح سياسي داخل الحركة يقوده محمد عبد السلام الناطق والمفاوض الرسمي للحوثيين".
وأشار "محمد" إلى أنه "وبعد الضغوطات الأمريكية والعقوبات الجديدة التي من بينها تصفير صادرات إيران النفطية، تحركت إيران عسكريا واستهدفت ناقلات نفط وموانئ إماراتية ومركز الاقتصاد السعودي أرامكو، محملة الحوثيين المسئولية المباشرة لكن الاحتجاجات الشعبية في لبنان والعراق دفعت بالحوثيين للتفكير عن آلية بديلة".
وعن تواري الإمارات عن المشهد اليمني صوريا، يقول عبدالسلام إن "الإمارات قررت أن لا تكون جزء من أي صراع مع ايران وفتحت خطوط تفاهمات دبلوماسية تجنبا لتكرار استهداف موانئها وناقلاتها النفطية.
وإلى جانب وجود معلومات عن لقاءات سرية لها مع الحوثيين، تحاول نقل المعركة من بعدها المحلي والإقليمي الى الدولي بإعطاء وعود لروسيا بقواعد عسكرية في اليمن".
واختتم رئيس مركز أبعاد في نهاية حديثه بالقول إن "مفاوضات مسقط ستنتهي من حيث بدأت مع إعطاء الحوثي مشروعية الحكم في الشمال بعد أن كانت ميلشياته مجرد انقلابية، وستكمل إيران مهمتها في الإضرار بالخليج الغني وبطرق أكثر احترافية بعد أن تتمكن ميلشياتها من البقاء رسميا على الحدود الجنوبية للسعودية، خاصة وأن الامارات قررت الأولوية لأمنها".
وتكثف السعودية، بالتزامن مع حوار الحوثيين، جهودها لرأب صدع الشرعية عقب تمرد مليشيات غرستها الإمارات في خاصرة الدولة جنوب البلاد، عبر السعي في تنفيذ اتفاق الرياض المبرم بين الجانبين منذ شهر ولم يلقى طريقه للتنفيذ.
المصدر: تعز أونلاين