تلقت الأحياء السكنية في مدينة حيس (جنوب الحديدة) ليل الثلاثاء الماضي أكثر من 40 قذيفة هاون، ما ألحق أضراراً بممتلكات المواطنين، وتدمير منزلين بشكل جزئي، وإصابة مواطن بجروح جراء سقوط ركام المبنى أثناء محاولته المغادرة.
ورغم التهدئة واتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة الذي توصلت إليه أطراف الصراع قبل عام في ستوكهولم، كانت التجمعات السكانية في مديرية حيس على مدى الأسبوعين الماضيين، مسرحاً لمواجهات هي الأعنف منذ دخول اتفاقية ستوكهولم بشأن مدينة وموانئ الحديدة الثلاث، في الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول، حيز التنفيذ.
الأسبوع الماضي، كثفت قوات اللواء السابع عمالقة قصفها الصاروخي بـ"صواريخ الكورنيت" على مواقع وتحركات مليشيات الحوثي في المرتفعات الجبلية شرق وشمال شرق المديرية.
وسبق أن تمكنت القوات المشتركة المدعومة من التحالف (عمالقة، حراس جمهورية، ألوية تهامية) من تحرير مدينة حيس وأجزاء واسعة من المناطق الريفية في المديرية في فبراير/شباط 2018م، لكن تحكم مليشيات الحوثي بالمرتفعات الجبلية شرق المديرية وفي مديرية "جبل راس"، جعلها عرضة للمقذوفات الصاروخية والمدفعية التي تطلق بشكل عشوائي بين الحين والآخر.
وتتخذ قوات العمالقة من مدرستي "القعقاع" و"خولة"، منطلقاً للهجمات الدفاعية، وقاعدة لاستهداف تحركات المليشيات في المرتفعات الجبلية القريبة، خاصة أن المدرستين واقعتان على خط التماس والمواجهات المباشرة.
وتزامن القصف والهجمات مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة للحوثيين في سماء المديرية، منذ مطلع الشهر الجاري، وفق إفادة سكان محليون ومصادر عسكرية.
واندلعت مساء الثلاثاء 4 ديسمبر الجاري، مواجهات عنيفة واشتباكات بمختلف الأسلحة منذ الساعة الحادية والنصف قبل منتصف الليل، قبل أن تتجدد المواجهات بشكل أكبر من الثانية فجر الأربعاء، وحتى الرابعة.
جاءت المواجهات بعد تعرض عربة عسكرية (طقم عسكري) يقل جنوداً من منسوبي اللواء السابع عمالقة، لصاروخ موجه، يعتقد أن الحوثيين أطلقوه، أثناء وصول الطقم إلى مدرسة "القعقاع" شرق حيس.
وأفادت مصادر متعددة لـ"المصدر أونلاين" أن طرفي الصراع، استخدما في المواجهات، كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بينها قذاف الهاون، والأربي جي ورشاشات 23 و14 والمعدلات وصواريخ الكورنيت وB12.
أسفرت الاشتباكات عن سقوط خسائر بشرية، من الطرفين وفق المصادر، إضافة إلى مقتل من كان على متن الطقم العسكري من جنود العمالقة، ولا تتوفر إحصائيات عددية عن الخسائر حيث يتكتم الطرفان على خسائرهم.
وقال سكان محليون وشهود ومصادر عسكرية، إن الطائرات المسيرة حلقت بشكل مستمر في تلك الليلة، وحاولت قوات العمالقة إسقاطها بالدفاعات الجوية والمضادات الأرضية، لكن تلك المحاولات أجبرتها على مغادرة سماء المدينة.
وأكدت المصادر ذاتها لـ"المصدر أونلاين" أن أكثر من 40 قذيفة هاون، سقطت على المدينة في ليلة واحدة، ما أسفر عن إلحاق أضرار بممتلكات المواطنين، وتدمر منزلين بشكل جزئي، وإصابة مواطن بجروح جراء سقوط ركام المبنى أثناء محاولته المغادرة.
وكانت مديرية المخأ التابعة إدارياً لمحافظة تعز، وتتخذ منها السلطة المحلية بالحديدة التابعة للحكومة (المعترف بها) وتشكيلات عسكرية موالية للإمارات وأخرى للحكومة "القوات المشتركة" مقراً لعملياتها ومعسكراً لإمداد وإسناد القوات في محيط مدينة الحديدة ومديرياتها، لضربات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة، قال الحوثيون إنها تنسجم مع اتفاق ستوكهولم لكن الحكومة والتحالف اعتبروها تصعيداً خطيراً، وطالب محافظ الحديدة أمس، بإنهاء العمل بالاتفاق واستئناف تحرير الحديدة.
المصدر أونلاين