ترجمة: عربي بوست
قال رئيس وزراء السودان الجديد عبدالله حمدوك إنَّ مشاركة بلاده في الحرب اليمنية يجب أن تهدف لمساعدة الأطراف المتناحرة على الوصول لحل للأزمة، متعهداً بسحب القوات السودانية من النزاع وفقاً لما نشره موقع Middle East Eyeالبريطاني.
في كلمة أمام منتدى المجلس الأطلسي في واشنطن، أمس الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني، قال حمدوك إنَّ حكومته «ورثت» هذا التدخل في اليمن من الرئيس عمر البشير، الذي حكم السودان لفترة طويلة وأطاحه تمرد شعبي ضد حكمه في أبريل/نيسان.
مضيفاً: «الصراع في اليمن ليس له حل عسكري، سواء منّا أو من أي أحد آخر في العالم، لكن يجب أن يُحَل بوسائل سياسية. سنساعد أشقاءنا وشقيقاتنا في اليمن، وسنؤدي دورنا مع البقية لنساعدهم على مواجهة الأزمة».
فيما كان جنود من الجيش السوداني وقوات شبه عسكرية انضموا بصفة غير رسمية لصفوف التحالف العربي بقيادة السعودية في حربه ضد ميليشيا الحوثي في اليمن.
حمدوك يتعهد بمعالجة تدخل بلاده في حرب اليمن
في الشهر الماضي، قال متحدث باسم الجيش الحوثي إنَّ أكثر من 4000 مقاتل سوداني قُتِلوا في الحرب في اليمن منذ عام 2015. وفي مؤتمر صحفي، عرض المسؤول الحوثي لقطات لعشرات الجنود الذين وصفهم بأنهم أسرى حرب سودانيون.
فيما قال حمدوك أمس الخميس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني، إنه ،»لم يبقَ الكثير» من الجنود السودانيين في اليمن، وتعهد بـ»معالجة» تدخل بلاده في الحرب «في المستقبل القريب».
أما حين سُئِل عمّا إذا كان سيتمكن من إعادة الجنود السودانيين لبلادهم، قال رئيس الوزراء: «بكل تأكيد».
مشيراً إلى أنَّ حكومته تحاول دفع البلاد نحو مستقبل أكثر إشراقاً بعد 30 عاماً من الحكم الاستبدادي للبشير. وحدَّد خطة انتقالية متعددة الأوجه تتضمن إنهاء الحروب مع الجماعات المتمردة وتنشيط الاقتصاد وإنهاء الفساد ودعم حقوق المرأة.
زيارة حمدوك لواشنطن
حظي رئيس الوزراء بترحيب حار من الحاضرين خلال منتدى المجلس الأطلسي، الذين كان غالبيتهم سودانيين، وقاطع الحضور -الذين حيوا حمدوك بتصفيق حار مطول- خطابه عدة مرات بجولات من التصفيق.
فيما تأتي زيارة حمدوك لواشنطن في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تحسناً. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنَّ الولايات المتحدة ستتبادل السفراء مع السودان لأول مرة منذ 23 عاماً.
إلى جانب هذا، أشاد المسؤولون الأمريكيون برئيس الوزراء السوداني، وأعربوا عن تأييدهم لحكومته الانتقالية. وقال حمدوك: «هناك قصة نجاح تنتظر الخروج إلى النور. فلنعمل معاً ونجعلها حقيقة».
كما سلَّط حمدوك الضوء كذلك على ما وصفها بأنها «معضلة حقيقية يتجاهلها الجميع»؛ ألا وهي تصنيف الولايات المتحدة للسودان بأنه دولة راعية للإرهاب.
السودان على القائمة السوداء
إذ لا يزال السودان على القائمة السوداء، إلى جانب سوريا وإيران وكوريا الشمالية، على الرغم من التقارب بين واشنطن والخرطوم منذ سقوط البشير.
وقال حمدوك إنَّ وضع السودان على القائمة يعيق العديد من الإصلاحات، بما في ذلك الجهود المبذولة لخفض الدين العام وجذب الاستثمار.
بالرغم من أنَّ السودان استضاف مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أوائل التسعينيات، قال حمدوك إنَّ الشعب السوداني لن يتسامح اليوم مع الإرهاب، وأنهم هم أنفسهم وقعوا ضحايا لإرهاب الحكومة السابقة.
فيما تواجه الحكومة السودانية دعوى قضائية في محكمة أمريكية تطالبها بدفع مليارات الدولارات لاتهامها بالضلوع في تفجيرات تنظيم القاعدة للسفارات الأمريكية في إفريقيا في عام 1998. وقد تكون هناك حاجة لتسوية هذه الدعوى لإزالة البلاد من قائمة الإرهاب الأمريكية.
حمدوك قال إنَّ الدبلوماسيين السودانيين يعملون مع نظرائهم الأمريكيين لحل هذه القضايا العالقة.
مضيفا: «لقد أحرزنا تقدماً جيداً جداً في هذا الملف»، موضحاً أنَّ حكومته تمكنت من تلبية العديد من الشروط لإزالة السودان من القائمة، بما في ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع في البلاد واحترام حقوق الإنسان.
أما عن الدعوى القضائية، قال حمدوك إنَّ السودان يتحمل «مسؤولية اعتبارية» عن أفعال حكومة البشير، لكنه لن يتحمل اللوم الكامل عنها. وفي هذا الصدد، قال «أعتقد أننا أحرزنا تقدماً في هذا الملف».