توقع مسؤولون حكوميون وخبراء اقتصاد، أن يشهد الريال تحسنا بعد تراجع مفاجئ منذ مطلع الأسبوع الجاري، مؤكدين أن سعر الصرف لن يتجاوز حاجز 600 ريال للدولار وسيعاود الانخفاض بنحو 30 ريالا.
وقال مسؤول حكومي ل"المصدر اونلاين": "مبلغ رواتب القوات المشتركة الذي تدفعه السعودية دخل حسابات البنك المركزي الذي يقوم بمصارفتها ونتوقع أن يشهد الريال تحسنا خلال اليومين القادمين".
وتشهد العملة اليمنية (الريال) انخفاضاً جديداً في محلات الصرافة أمام العملات الأجنبية، بعد فترة استقرار نسبي خلال الفترات السابقة، مما ينذر بانعكاسات سلبية على المستوى المعيشي جراء الارتفاع في أسعار السلع.
وقال صرافون ومتعاملون لـ"المصدر اونلاين"، إن سعر الصرف ارتفع إلى 595 ريالا مقابل الدولار من 558 ريالا للدولار خلال نوفمبر الماضي، وإلى 153 ريالا من 133 مقابل السعودي.
وتوقع فاروق الكمالي المختص في الشأن الاقتصادي، أن يشهد الريال تحسنا مؤقتا بعد وصول رواتب القوات المشتركة، وأن يتراجع سعر الدولار أمام الريال اليمني إلى 580 من 595 ريالا للدولار.
وقالت الحكومة اليمنية إن استقرار الريال نسبيا خلال الفترة الأخيرة يرجع الى الاجراءات الاقتصادية التي نفذتها بخصوص تنظيم سوق المشتقات، مؤكدة أنها حققت نتائج إيجابية بالمساهمة في تعزيز قيمة واستقرار سعر العملة الوطنية عند حدود معقولة بلغ متوسطها 516 ريال للدولار الواحد.
ونجح البنك المركزي في تحقيق استقرار نسبي للريال بعد خطوات اقتصادية منها توفير الدولار لموردي المشتقات بسعر السوق ناقصا 10 ريال، لكن البنك توقف عن تغطية واردات الوقود من العملة الصعبة بسبب معارك عدن بين الحكومة والمجلس الجنوبي اغسطس الماضي.
ويوضح خبراء، أنّ توقّف البنك المركزي عن تغطية واردات الوقود دفع تجار المشتقات الى سحب العملة الأمريكية من السوق مما تسبب في ارتفاع سعر الصرف وتراجع الريال اليمني.
وقال عبد الواحد العوبلي الخبير الاقتصادي لـ"المصدر اونلاين، إن التهاوي الأخير للريال يثير مخاوف من حدوث زيادة جديدة في أسعار السلع بفعل ارتفاع معدلات التضخم.
وأوضح العوبلي، أن حماية الريال تتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل السعودية بتقديم وديعة نقدية جديدة لدعم استقرار العملة المحلية' وقال: "الوديعة السعودية اللي كانت تغطي الاحتياج من العملة الصعبة شارفت على النفاد ويحتاج اليمن وديعة نقدية جديدة بملياري دولار".
ويعيش اليمن في حرب مستمرة منذ خمس سنوات بين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين الموالين لإيران، انعكس ذلك في أزمات اقتصادية وضعف في استغلال موارد الدولة.
وتسببت الحرب في انهيار الريال اليمني، وانحسرت الثقة فيه مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وانعكس تهاوي الريال ارتفاعاً في أسعار السلع بمعدلات قياسية، ما فاقم معاناة المواطنين.
ويعاني الريال نتيجة انقسام مؤسسات الدولة المالية بين عدن وصنعاء، إضافة لمحدودية تدفق موارد النقد الأجنبي إلى اليمن ونفاد الاحتياطيات الخارجية ثم انقسام السلطة النقدية.