نجح اليمنيون بالفترة الأخيرة، في الرد على قصف الإمارات لجيش بلادهم وقتلهم مئات منهم، بخطوات سلمية بعيدة عن القتل والتصعيد ومقبولة دولياً، فكانت خطوتهم القوية الأولى هي إطلاق حملة لمقاطعة البضائع التجارية الإماراتية، والشركات المختلفة لها.
وحققت الحملة التي أطلقها نشطاء وصحفيون يمنيون انتشاراً واستجابة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، رداً على انتهاكات الإمارات في بلادهم.
أخي العربي .. اختي العربية
— محمد عبدالله المسمري (@m__almasmari) December 13, 2019
استمرارك في شراء منتج اماراتي
هو استمرار لصناعة رصاصة اماراتية لتكن في رأس مواطن عربي
لذا وجب عليك المقاطعة منتجاتهم #مقاطعه_المنتجات_الاماراتيه2#مقاطعة_ pic.twitter.com/QZ7RFEkdcA
عبد الله الحرازي، أبرز مؤسِّسي حملة "قاطِعوا المنتجات الإماراتية"، خص "الخليج أونلاين" بحوار حول أسباب الحملة وأهدافها، والخطوات القادمة رداً على قتل الإمارات مئات من اليمنيين.
#مقاطعه_المنتجات_الاماراتيه2
— محمد الغامدي (@Mohamed_Ghamdi1) December 13, 2019
ماراح يدخل بيتي منتج اماراتي
لأنه منتج مغشوش ويتم منعه في بلدهم وتجربته عندنا
لسنا فئران تجارب pic.twitter.com/THnNhUKbU3
يؤكد الحرازي أن الحملة انطلقت بجهود غير رسمية، وبدأت أولى خطواتها بجمع المعلومات عن أهم الشركات الإماراتية، بهدف إعداد قائمة إعلامية بمنتجاتها؛ تجنباً لإحداث أي ضرر بشركات عربية أو إسلامية.
#مقاطعه_المنتجات_الاماراتيه2 حملة شعبية سعودية ، ومن تضرروا من هذه المنتجات هم أبناء الوطن وفي تويتر ألوف التغريدات والمقاطع التي تظهر غضبهم وتضررهم من هذه المنتجات.
— عمر بن عبدالعزيز Omar Abdulaziz (@oamaz7) December 13, 2019
عموما من أكبر المستفيدين من اقتصادكم وبالأرقام هي إيران فلعلنا بمقاطعتكم نضرب عصفورين بحجر. https://t.co/mb0XCCErrL
ويقول: إن "الشارع اليمني استجاب للحملة بشكل سريع وقوي، لكونه يغلي ومستعداً للقيام بما هو أكبر، للثأر من الإجرام اليمني، خاصة بعد محاصرتهم اليمنيين وحرمانهم من الدواء والهواء والسفر".
وأوضح لـ"الخليج أونلاين"، أن اليمن أصبح يعاني أسوأ مأساة إنسانية وصلت إلى حد أكل أوراق الشجر وطبخها للأطفال في اليمن، بسبب الحرب السعودية-الإماراتية.
وبيَّن أن حملة مقاطعة البضائع الإماراتية شهدت نجاحاً غير متوقع، حيث شاركت فيها شخصيات من دول عربية وإسلامية، مشيراً إلى أن القائمين على الحملة يسعون إلى استجابة مواطنين عرب لمقاطعة المنتجات والخدمات الإماراتية.
وأردف الحرازي بالقول: "لو كانت الإمارات توجد على الأرض اليمنية كأي قوة احتلال، لوجب عليها امتلاك بعض الجرأة والرجولة، ولكنها تستخدم الضربات الجوية الجبانة، في سلوك مشابه تماماً ومتطابق مع ما يمارسه الكيان الصهيوني في فلسطين".
إغراق أسواق اليمن
وبيَّن أن الإمارات أغرقت الأسواق اليمنية بمنتجاتها بشكل لا يصدق، والعجيب أن ذلك حصل في المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي، رغم العداء المعلن بين الطرفين.
وذكر لـ"الخليج أونلاين" أن التحالف السعودي-الإماراتي استهدف المصانع اليمنية بشكل متعمد ومنظم؛ بهدف إنهاء المنتَج المحلي والإبقاء على المنتجات الخاصة بهم، واستغلال حاجة 30 مليون يمني، وفرض تسويق بضائعهم الرديئة عليهم، ومنع ما سواها.
وقال: "بدأت تتكشف لنا الآن خفايا هذه الحرب الظالمة وغدر هذا التحالف وتغليبه لمصالحه الذاتية الضيقة والصغيرة وإهدار اليمن بكل ما فيه، وفوق ذلك تنسيق قذر وخفي مع المليشيا الحوثية تجارياً، فشركات استيراد النفط مثلاً شركات حوثية تعمل وتم تأسيسها خلال الحرب، في دبي!".
رسالة إلى العالم
وبيَّن الحرازي أن مقاطعة المنتجات والخدمات الإماراتية جاءت باعتبارها أداة من أدوات الرد على الانتهاكات، وإيصال رسالة إلى العالم حول ما يتعرض له اليمنيون من قبل الإمارات.
وذكر أن الحملة تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف تدريجياً، أولها مقاطعة جميع اليمنيين للبضائع الإماراتية، ثم وصولاً إلى العالم العربي، ثم أخيراً نشرها بشكل واسع لجميع دول العالم، ومطالبتها بمقاطعة منتجات أبوظبي رداً على انتهاكاتها في اليمن.
وتابع بقوله: "الحقيقة أن اليمنيين عانوا الغدر الإماراتي طيلة سنوات الحرب ومنذ أول أشهُر التحالف، وصبروا كثيراً على الأذى والإجرام والانتهاكات التي تزايدت وفاقت الحد والمعقول، وتجاوزت حتى تصرفات أعتى وأشد أنظمة الاحتلال وحشية وهمجية".
وأكمل الحرازي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، قائلاً: "كان كل ذلك الصبر أملاً في أن ينجز التحالف ما وعد به اليمنيين من تحرير ومن دعم ضد المليشيا الحوثية الانقلابية، وأملاً في الوصول إلى تصحيح معادلة التحالف بالتعامل بندية مع السلطة الشرعية اليمنية واحترام استقلال وسيادة البلاد ووحدة أراضيها".
وأوضح أن "الأمر بدأ بانحراف ضربات التحالف الجوية التي طالت المدنيين والآمنين، ثم وصل الأمر إلى احتلال الجزر والموانئ، ومنع وتهديد الرئيس اليمني من الوصول للبلاد، وإنشاء المليشيات الخارجة عن القانون، ودعم انقلاب ثانٍ لها في جنوبي البلاد".
وختم بدعوة اليمنيين إلى أن يتحركوا، "على الأقل لشرح مأساة خديعتهم من قِبل التحالف السعودي-الإماراتي للعالم"، مؤكداً أن "الحملة بدأت بشكل عفوي وشعبي وعلى الصعد كافة، وارتفع الصوت اليمني الموجوع والمغدور به من قِبل إخوة أشد كيداً من أي عدو".
والخميس (29 أغسطس الماضي)، أقرت الإمارات في بيان لخارجيتها، بشن ضربات جوية جنوبي اليمن، وعللت ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية" بضربات محدودة رغم أن الضحايا كانوا من قوات "الشرعية"؛ رداً على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن.
وسقطت مدينة عدن مجدداً في أيدي قوات الانفصاليين المدعومين إماراتياً، بعد غارات جوية لطيران الإمارات استهدفت مواقع الجيش اليمني في عدن وأبين (جنوب)، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وفق مصادر متطابقة وشهود عيان.
وبعد ظهر الخميس، اليوم نفسه الذي اعترفت فيه الإمارات بجريمتها، سقطت مدينة زنجبار مركز محافظة أبين بيد قوات "الانتقالي"، بعد يوم واحد من سيطرة القوات الحكومية عليها.
وأدانت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة، في بيان مشترك، القصف الجوي الإماراتي على قوات الحكومة الشرعية في عدن وضواحيها وزنجبار بمحافظة أبين، مشيرتين إلى أنه أسفر عن سقوط 300 قتيل وجريح من عناصر الجيش.
المصدر: الخليج أونلاين + تويتر