أرشيفية

التصعيد المسلح في تعز ضد التحالف ينسف أجندة أبوظبي

يبدو أنه قد ينقلب السحر على الساحر بشأن دور الإمارات في محافظة تعز، حيث أماطت حادثة مقتل قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي على يد شقيقه، في الثاني من الشهر الجاري، اللثام عمن كانوا يعملون من وراء الكواليس لصالح أبو ظبي، وظهروا للمشهد بأنهم يديرون اللعبة بشكل مكشوف، وأحرقوا بذلك كل نضالهم السابق الذي كان الناس يعتقدون أنهم رواد العمل التحرري في تعز ضد الميليشيا الحوثية وقوات الرئيس الراحل علي صالح، بينما كشفت الأحداث أنهم ضمن أجندة لإسقاط تعز في يد الإمارات، عبر معاول هدم محلية.

واستخدمت هذه العناصر المحلية، رغم أن حضورهم الشعبي محدود للغاية، كل الوسائل والسبل المتاحة لتدمير اللحمة المجتمعية وتمزيق المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني التابع للحكومة في محافظة تعز، عبر شن تمردات مسلحة محدودة هنا وهناك، واستثمار إمكانيات الإمارات المادية الكبيرة، وموازاة ذلك بتفعيل أبواقها الإعلامية وخلاياها النشطة المدعومة من أبو ظبي في هذا الاتجاه.

وشاركت دولة الإمارات ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وحاولت أن تلعب دورا تخريبياً في محافظة تعز، كما فعلته في بقية المحافظات الجنوبية، التي شكلت فيها ميليشيا مسلحة ضد الحكومة الشرعية، تحت لافتات «قوات الحزام الأمني» أو «قوات النخبة» والتي تمردت على الدولة وسيطرت على أغلب المحافظات الجنوبية، وحاولت استنساخ تلك التجربة في تعز بضخ أموال طائلة ودعم عسكري لا محدود لفصيل ميليشياوي محلي بقيادة السلفي عادل عبده فارع الذي يتزعم «كتائب أبو العباس»، غير أن أبو ظبي فشلت حتى الآن في كل محاولاتها لجر محافظة تعز الى المربع الذي تريده، حتى وقعت حادثة اغتيال الحمادي والذي استغلته الإمارات أبشع استغلال لتنفيذ خططها المرسومة وأجندتها المرسومة منذ وقت مبكر.

وكان من نتائج ذلك حتى الآن الاعتداء المسلح على اللجنة الرئاسية المكلفة بالتحقيق في قضية اغتيال العميد الحمادي، وإجبارها بقوة السلاح على مغادرة مقر إقامتها في منطقة العين، في مديرية المواسط، في ريف تعز، حيث يحتجز المتهمون والمشتبه بهم في تلك العملية، وذلك قبل استكمال إجراءات التحقيق في هذه الحادثة. وقالت مصادر أمنية لـ»القدس العربي» إن سبب تحرك أدوات الإمارات في تعز ضد لجنة التحقيق الرئاسية وإجبارها على المغادرة لتوصلها الى خيوط مهمة بشأن احتمالية ضلوع بعض أدوات الإمارات القيادية في تعز بالتخطيط لعملية اغتيال الحمادي في تعز، لإثارة فتنة كبيرة وخلط الأوراق كي يتم استغلالها كمبرر وغطاء لتمرد مسلح ضد الدولة والسيطرة على تعز، كما سيطرت ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، عقب مقتل القائد الأمني المحسوب على أبو ظبي في عدن منير اليافعي (أبو اليمامة)، الذي تم استغلال حادثة مقتله للانقلاب على مؤسسات الدولة في الجنوب والسيطرة عليها بدعم مباشر من القوات الإماراتية التي كانت مرابطة في محافظة عدن.

ولكن الوضع في تعز مختلف، حيث فاجأت المقاومة الشعبية الجميع بتصعيد شعبي مسلح غير مسبوق لمقاومة كل المتآمرين على قضية تعز وحماية محافظة تعز من التغوّل الحوثي فيها والوقوف أمام توجهات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، الرامية الى تسليم المحافظة الى قوات العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ضمن أجندة إماراتية للسيطرة عليها من الشريط الساحلي الغربي، الذي تسيطر عليه قوات صالح التابعة للإمارات ولا تعترف بشرعية الرئيس هادي.

وهذا التصعيد الشعبي المسلح موجه بشكل واضح ضد قوات التحالف السعودي الإماراتي بعد انحراف بوصلة مبررات وجوده في اليمن، وتجلى هذا التصعيد العسكري في دعوة قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز الشيخ القبلي حمود المخلافي أبناء تعز الذين كانوا قد انخرطوا في القوات السعودية على الحد الجنوبي للسعودية، وتفاجأ الجميع بحجم العدد الهائل للعائدين من تلك القوات وانخراطهم بتشكيل قوات جديدة للمقاومة الشعبية في تعز.

وشعرت أدوات الإمارات بخطورة ذلك على مستقبل اجندة أبو ظبي المستقبلية في محافظة تعز والتي نسفت كل جهودها لفترة الأربع سنوات الماضية، فقامت بتحريك كل أدواتها للحيلولة دون خروج محافظة عن قبضة الإمارات واستخدمت لذلك كل إمكانياتها بما فيها استخدام الطائرات الحربية التي ظلت تحوم في أجواء بلدة يفرس في ريف تعز خلال الأيام الماضية، حيث تتخذ منها قوات المقاومة الشعبية مقرا لمعسكرها الجديد.

 

نقلا عن القدس العربي