تكريم أيوب طارش

شكرا أيوب!

كتب: بلال الطيب

بكيت لبكاء الفنان الكبير أيوب طارش، وهو يتحسر على عدم تكريم شاعر اليمن العظيم عبدالله عبدالله عبدالوهاب نعمان في حياته، وقلت في خاطري: ما أروعه من وفاء، وما أجملهما من ثنائيان يكملان بعض، ولا قيمة لأحدهما دون الآخر.

 

وفرحت لفرح فناننا الكبير وهو ينتشي بلحظات تكريمه، ويبادل مُحبيه قبلات الوفاء من شفتيه الظامئتين، فيما ضوء الحب يُشع من عينيه المُنهكتين، وصوت الصدق ينداح من حُنجرته الذهبية التي لا تتكرر.

 

شكراً لـ توكل كرمان التي أفرحت فناننا المحبوب، وشكراً لفناننا أيوب الذي أفرحنا بفرحه، وشكراً لكل من شارك في صناعة تلك الاحتفائية التكريمية المُميزة، التي كم كنا ـ في ظل هذا الوضع البائس ـ بحاجة إليها.

 

استعدنا من خلال لحظات الفرح تلك قصة حبنا الأزلي، قصة عشقنا للأرض، للإنسان، تلك القصة التي بدأت فصولها تتشكل من صبا العمر، وفجر الشباب، وصارت تفاصيلها تتجدد في يومياتنا، بحلوها، ومرها، والعُمر ـ كما قال فناننا المحبوب ـ مشوار، إما نار وإلا نعيم.

 

نجدها مع كل إشراقة صُبح، وفرحة طائر، وحنين مُفارق، ونداء مهاجر، ومهيد بتول، ورقصة راعي، وعهد شواجب، وصمود ثائر، وخشوع زاهد، إلى ما هنالك من التعابير الأيوبية الجميلة.   

 

أيوب ديمومة الحضور، وقوة التمكُن، هو صوت الأرض، ونبض كل قلب، وعين كل فن، كان وما يزال كبير بعطائه، عظيم بأخلاقه، خالد بخلود هذا الوطن.

 

في حضرة أيوب طارش تتوه المُفردات، وتتلعثم الكلمات، ولا يسعني إلا أن أقول له في كل لحظة وآن: لك مني ومن كل مُحبيك عظيم المحبة والود، وجزيل الشكر والامتنان.