منذ خمس سنوات تعيش اليمن حربا مدمرة يكتوي سكانها آلاما ومآسي، غير أن هناك من يسعى جاهدا بإمكانيات متواضعة لوضع بلسما على تلك الجروح رغم شدتها.
محمد باحبارة، شاب ثلاثيني من مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، يحاول بجهد ذاتي تطوعي وبإمكانيات شخصية منذ أربعة أعوام تقديم ما يمكن لمساعدة المرضى والمحتاجين بالمحافظة.
يحكي محمد "للمصدر أونلاين "قصته مع العمل التطوعي وبدء مبادرته "سفراء السعادة" بعد أن شاهد طفلة عمرها 6 أشهر في الحي الذي يسكنه كانت مهددة بالشلل التام والإعاقة نظراً لعدم قدرة والدها على تحمل تكاليف علاجها.
يضيف "باحبارة" أنه لجأ إلى صفحته الشخصية على فيسبوك ونشر مناشدة يدعو فيها لإنقاذ الطفلة لتتم الاستجابة السريعة لمناشدته من قبل أحد متابعيه و التكفل الكامل بعلاج الطفلة.
وقال باحبارة إن تلك الحادثة وشعوره بالسعادة الغامرة كونه كان سببا في إنقاذ الطفلة ونجاح عمليتها التي مكنتها من مواصلة حياتها بشكل طبيعي دفعته لمواصلة المناشدات الخيرية لينشئ بعدها مبادرة "سفراء السعادة" بمساندة عدد من زملائه.
مواقع التواصل مصدر التمويل
تمكن باحبارة منذ بدء حملته التطوعية في العام 2014م عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جمع ما يقارب من 337 مليون ريال يمني، مول من خلالها عددا من المساعدات الإنسانية لأبناء حضرموت، توزعت ما بين علاجية وغذائية وتسديد ديون مالية وكفالات ودعم مشاريع إنتاج أسرية صغيرة.
خلال العام الجاري نجحت المبادرة بإنجاز 19 مشروع خيري تمثلت في معالجة 623 مريض وكفالة 45 يتيما و13 أسرة فقيرة وفك كربة أكثر من 400 ألف محتاج.
كما استفاد من جميع مشاريع وتدخلات المبادرة خلال ذات العام 412 ألف و785 مستفيد بشكل مباشر بتكلفة إجمالية بلغت 121 مليون و582 ألف ريال يمني.
يقول باحبارة إنه جمع تلك المبالغ عبر تبرعات مالية وعينية من أهل الخير بعد المناشدات الخيرية التي تطلق عبر صفحات ومواقع مبادرة سفراء السعادة الخيرية في حضرموت.
ويشير إلى أنه يتم التأكد المباشر من قبل المبادرة على صحة حاجة الحالة المتقدمة لطلب المساعدة والمحافظة على خصوصية الحالات مبديا إعجابه من الاستجابة السريعة من قبل فاعلي الخير لمناشداته.
مشاريع متعددة في المجال الصحي
دعمت المبادرة 89 عملية جراحية بتكلفة 44 مليون و555 ألف ريال يمني إلى جانب الحملات الدوائية عبر توفير علاجات مزمنة وعلاجات طارئة لعدد 534 مريض بتكلفة 11 مليون و520 ألف ريال يمني.
كما قامت المبادرة بكفالة 45 طفل يتيم و13 أسرة بشكل دائم بتكلفة 10 مليون و480 ألف ريال يمني، إضافة للمساعدات النقدية البالغة 9مليون و635 ألف ريال يمني ل813 فقير.
وتمكنت المبادرة أيضا من تمويل مشروع السلل الغذائية ومشروع تمور رمضان وكسوة وأضاحي العيد ومشاريع المياه ومشروع المقتنيات الصحية والمنزلية إضافة لمشروع الحقيبة المدرسية ودعم دورات صيفية.
وانتشر بمحافظة حضرموت عدد آخر من المبادرات الخيرية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبحت ملاذا للكثير من المرضى والمعسرين.
وساهمت تلك المبادرات في قضاء حوائج آلاف المواطنين الذين تقطعت بهم السبل كما عززت جوانب التكافل الاجتماعي للسكان عبر تمكين جميع المواطنين من المساهمة من أي مكان عبر التحويلات البنكية.
وتشهد اليوم منذ نحو 5 سنوات حرباً بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي التي سيطرت على العاصمة صنعاء، وأدت الحرب لتدهور اقتصادي مريع، جعل أكثر من 20 مليون يمني في حاجة لمساعدات إنسانية.