ربا جعفر

تصدرت مواقع التواصل.. الصور التي أيقظت معاناة مدينة تعز وسكانها (شاهد)

أثارت صورة عناق فتاة لوالدها المختطف في سجون جماعة الحوثي منذ أربعة أعوام بمحافظة تعز، تفاعلا وحزنا واسعين بين أوساط اليمنيين.

 

وتمت الخميس الماضي صفقة تبادل أسرى بين الجيش الوطني في تعز وجماعة الحوثي، شملت 135 أسيرا من الجانبين، 75 من المختطفين لدى الحوثيين مقابل 60 من أسرى عناصر الحوثي.

 

وتظهر صورة لحظة استقبال الفتاة ربا عبد الحميد جعفر لوالدها -المختطف منذ أربعة أعوام في سجون الحوثيين- ضمن المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى، مدى الحزن والوجع والحصار التي تعانيه محافظة تعز بشكل عام من قبل مليشيات الحوثي.

 

كما تختزل الصورة مشاهد مؤثرة امتزجت فيها مشاعر الفرح بوجع القهر وعذابات الاختطاف، لمدينة فرضت عليها جماعة الحوثي المسلحة حصارا مطبقا منذ خمسة أعوام، كما واستهدف الأحياء السكنية عشوائيا بالأسلحة الثقيلة.

 

يذكر أن الأسرى الحوثيين تم أسرهم في عدة جبهات بمحافظة تعز، في حين العديد من أسرى الطرف الحكومي تم اختطافهم على فترات من عدة أماكن وهم خارج إطار القتال.

 

وفي سياق ذلك قال سفير اليمن لدى المغرب عزالدين الأصبحي إنها "صورة العام بدون منازع أو صور وليس صورة فقط، ولكنها لوجع العمر كله".

 

وأضاف "لحظة عناق أب من تعز لابنته بعد أربع سنوات من الاختطاف في سجون الحوثيين، والحوثيون يختطفون المارة من الناس ويجعلون من نصف مدينة تعز التي يسيطرون عليها سجنا بشعا، يحفرون من خلاله في ذاكرة الوطن جرحا لن ينسى، ولا يمكن التعافي منه ببساطة ولا يدركه الذين يتمتعون بترف عدم معرفة حقيقة الجرح في اليمن".

 

وذكر أن الجزء الشمالي الشرقي من تعز المدينة والذي يقع فيه مطار تعز الدولي والطريق الرئيسي المؤدي إلى إب وصنعاء وأيضا عدن فيه معسكرات الجيش التي وضعها صالح من ثلاثين سنة وتمثل آخر وأهم القوات التي ما تزال وأصبحت كلها الآن حوثية، وهنا يتم خنق تعز بحصار دامٍ من هذا الجزء وقصف أجزائها الأخرى بوحشية مستمرة كل يوم.

 

وأشار إلى أن في الجزء الشمالي الشرقي صار مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء في عداد المعتقلين ويعمل الحوثي كل يوم على خطف العشرات وبعد تعذيب وحشي يطلقهم ويقول لعالم النفاق إنه يطلق أسرى حرب تكرما، وهنا يزيد الوجع.

 

 

 

وأوضح أن الصور التي اكتظت بها المواقع اليومين الماضيين للمفرج عنهم من المخطوفين اختطفوا في مكان اسمه مدينة الصالح وهو تجمع سكني بقرب مطار تعز في الحوبان وهي منطقة سكانية وصناعية تعد من أهم مناطق تعز واليمن ومتاخمة لمحافظة إب التي هي عمق تعز الأصيل.

 

وتابع "ما يسمى بمدينة الصالح السكنية بنيت من سنوات علي عبد الله صالح وبقينا نراها مجرد مبانٍ يمنع الدخول إليها ولم يسكنها أحد ولم يستفد منها أحد لتظهر الآن أنها معتقل رهيب لبيوت أشباح أسوأ من سجن بوغريب في العراق بمراحل، إنها مقر السلخ البشري الذي يقتل آلاف الناس ولا يتحدث عنه أحد".

 

وعرج الأصبحي إلى طبيعة حصار الحوثيين للمدينة وقال "كأن قدر تعز أن يبقى اسم صالح فقط مصدر تعذيب من فكرته بتطويق المدينة بالمعسكرات إلى تمزيق المحافظة باقتطاع مديريات كاملة إلى إيجاد سجون في كل معسكر وزاوية، مطار تعز لا أحد يتكلم عنه وأنه تحت حصار الحوثي ولا مطالبة لفتحه رغم أنه يخدم تعز وإب وجزء من لحج أي بدون مبالغات ( 35 بالمئة) من سكان اليمن.

 

وأردف "يسطو الحوثيون على أكبر منطقة سكانية وتجارية وهي أجزاء تعز المحتلة منهم ومحافظة إب وهذه الأماكن تعني إيرادات شهرية تفوق الخمسة مليارات ريال شهريا دون رقيب، لتبقى عجلة الحرب التي لن تنتهي بمجرد صمت المدافع لأن جرحها غائر في قلب وطن ينزف وتهدر كرامته".

 

وختم الأصبحي منشوره بالقول "للذين يبحثون عن حل لإحلال السلام في اليمن نقول إن فك حصار تعز وخروج الحوثيين من أجزائها سينهي الحرب ويسقط كل حجج التدخل الإقليمي والدولي، وسيطبع الحياة العامة في اليمن بشكل كامل".

 

من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد غراب "صورة بمليون كلمة فيضان الوجع لحظة اللقاء بعد سنوات من ليالي المرارة والفقدان، ما أشد وجع القلوب المكلومة بغياب نبضها في غياهب السجون، الصورة من تعز ربا عبد الحميد في حضن والدها الذي أفرج عنه ضمن صفقة الأسرى".

 

 

 

بدوره قال الصحفي صلاح الجندي‏ "يا الله ما أعظم الشعور بالفرح بعد وجع الفقد والغياب، بعد أربع سنوات اعتقال خرج أستاذي في مدرسة ناصر عبد الحميد جعفر من قبضة وسجون المليشيات القبيحة".

 

وأضاف "سعداء جدا بخروجك مبتسما شامخا رغم ما حل بك من قبحهم".