الحوثيون مع وزير الدفاع الإيراني

تفاوضهم سريا للتخلي عن طهران.. الحوثيون يفاجئون السعودية بلقاء مع وزير الدفاع الإيراني للمرة الأولى (شاهد)

بحثت ميلشيات الحوثي أمس الأحد، التعاون في المجال العسكري مع إيران الداعم الرئيسي لهم في حروبهم في اليمن، في الوقت التي تتحدث تسريبات صحفية عن مفاوضات سرية مباشرة وغير مباشرة بين السعودية والحوثيين لإيقاف الحرب.
 
والتقى القيادي الحوثي "إبراهيم الديلمي" المعين مؤخراً من قبل الميلشيات بصنعاء سفيرا لدى طهران مع وزير الدفاع الإيراني العميد "أمير حاتمي"، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات العسكرية. بحسب ما نقلت الوكالة الحوثية.
 
وأشاد "الديلمي" خلال اللقاء "بعلاقات التعاون التي تربط البلدين على مختلف الأصعدة والموقف الإيراني المساند لهم"، من جانبه أشار وزير الدفاع الإيراني إلى "ضرورة تعزيز وتمتين العلاقة مع ميلشيات الحوثي".
 
وكانت ميلشيات الحوثي عينت في أغسطس الماضي سفيراً لها لدى إيران تتوجياً للدعم العسكري والسياسي والاعلامي الذي أعطتهم إياه خلال السنوات الماضية من الحرب، في خطوة قابلتها الحكومة اليمنية بالرفض والاستنكار.
وفي نوفمبر الماضي اعتبرت الحكومة اليمنية، قيام النظام الايراني بتسليم الحوثيين مقارها الدبلوماسية، سابقة خطيرة في العلاقات بين الدول، ودعت البعثة اليمنية في الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، إلى إدانة تصرف النظام الإيراني على خلفية قيامه بالاعتراف بحكومة الانقلابيين الحوثيين وتسليم ممثلها السفارة اليمنية في طهران وبقية المقرات الدبلوماسية.
 
وقالت البعثة إن ما قامت به إيران يعد "خرقاً لالتزامات إيران الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرار مجلس الأمن 2216". وأضافت افي خطابها إن "أن ما قام به النظام الإيراني يهدف لإحداث سابقة خطيرة في العلاقات الدولية مما يستدعي مواجهته من قبل مجلس الأمن".
 
وكانت الحكومة قطعت علاقتها الدبلوماسية مع طهران بتاريخ 2 أكتوبر 2015 وطالبت النظام الإيراني بمراعاة أحكام المادة 45 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 وحماية مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية بطهران وأموالها ومحفوظاتها.


التخلي عن طهران
 
وفي أواخر سبتمبر الماضي أعلن الحوثيون عن وقف الهجمات على الأراضي السعودية، وبعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن السعوديون عن وقف محدود لإطلاق النار في بعض أجزاء اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك صنعاء.
 
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنه منفتح على "جميع المبادرات لإيجاد حل سياسي في اليمن". الأمر نفسه تكرر من قبل قادة الحوثيين.
 
في منتصف نوفمبر الماضي كشفت وكالة "أستيوشيد برس" أن السعودية والحوثيون يجرون محادثات غير مباشرة وسرية لإنهاء الحرب، وأن المفاوضات جارية بوساطة سلطنة عمان الحدودية مع كل من اليمن والسعودية.
 
ووفقا للوكالة فإن "السعوديون يبحثون عن ضمانات بأن ينأى الحوثيون بأنفسهم عن القوة الشيعية، إيران" حيث لطالما كانت الرياض تخشى أن يتمكن الحوثيون من تأسيس وجود إيراني على طول الحدود السعودية اليمنية.
 
وعلقت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية على ذلك بالقول "إن الاختبار الحقيقي لقياس مدى استقلالية الحوثي عن إيران، يكمن فيما إذا كان يمكن للمتمردين الحوثيين عقد صفقة طويلة الأمد مع السعوديين - حتى لو لم يكن ذلك متوافقًا مع خطط طهران".
 
وأضافت "وبالمثل، فإن الوصول إلى صفقة كهذه سيكون بمثابة اختبار لقدرة الرياض على إخراج الوكيل الحوثي من قبضة الإيرانيين، باستخدام الدبلوماسية مع فشل الوسائل العسكرية". ووصفت حرب اليمن بـ "مقبرة التفاؤل".


تهريب السلاح للحوثيين

وفي 11 ديسمبر الجاري فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شبكة شحن تجارية إيرانية اتهمتها بتهريب الاسلحة الفتاكة من إيران إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، وجمدت وزارة الخزانة أي أصول أمريكية تمتلكها شركة ماهان للطيران، وثلاثة من وكلاء المبيعات العامة في الإمارات وهونغ كونغ ومجموعة شركات الشحن التي يرأسها رجل الأعمال الإيراني عبد الحسين خادري.

  في الرابع من ديسمبر الجاري كشف وكالة "أسوشيتد برس" أمريكية أن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية، تمكنت من مصادرة سفينة محملة بأجزاء من صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى مليشيا الحوثي في اليمن".
 
ونقلت عن لسان مسؤولين أمريكيين "إن البحرية الأمريكية وفرق خفر السواحل الأمريكية، أوقفت يوم الأربعاء 30نوفمبر 2019 سفينة صغيرة، في شمال بحر العرم، وعثر فيها على أسلحة إيرانية. ولفتت "أن أجزاء تلك الصواريخ، كانت عبارة عن مكونات متطورة، أول مرة يحصل الحوثيون على مثلها".
  
قال موقع «The Washington Free Beacon» الأمريكي بأن شحنة الأسلحة الاخيرة التي تم اعتراضها وهي في طريقها للمتمردين الحوثيين في اليمن، تمثل تصعيدًا إضافيًا من جانب إيران في سعيها لتسليح الفصائل الإرهابية المعادية لأمريكا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
    
وبحسب الموقع الأمريكي "دفع التوسع المستمر لطهران في جميع أنحاء المنطقة إدارة ترامب إلى النظر في إرسال 14000 جندي أمريكي آخر إلى الشرق الأوسط لمكافحة هذا التهديد".

 

 

- فيديو :