أحمد عبدالله
أثارت صور إحراق الحوثيين لأربطة “البوالط” (لباس النساء اليمنيات أثناء الخروج من المنزل)، سخرية واسعة في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتداول ناشطون صورًا وفيديوهات مختلفة، تظهر أفرادًا من جماعة الحوثي، وهم يحرقون تلك الأربطة في شارع هائل وسط العاصمة صنعاء.
وقوبل ذلك بسخرية واسعة وتندر مما حدث، بينما أيد ذلك التصرف قليل من المواطنين، بحجة أن هذه الأربطة التي تشد خصر المرأة لإبراز مفاتنها.
وتستخدم الفتيات في اليمن تلك الأربطة لإضفاء مظهر جمالي على شكلهن، وقد تتميز بألوان مختلفة بما يلائم “البالطو”.
ونفذت جماعة الحوثي وفق مواطنين مداهمات للمحلات التجارية في صنعاء الأسبوع الماضي، وقامت بأخذ ربطات البوالط وتجميعها ثم إحراقها.
مساس بالحريات الشخصية
تسخر الكاتبة غادة العبسي مما حدث، قائلة “بينما يدور الحوثة في الشوارع يبحثون عن ربطات البوالط النسائية، يقتل مدرس في مدرسة السبعين الأهلية بيد ولي أمر طالب، حيث دخل المدرسة من بابها وانهال وعصابته بالضرب المبرح على المدرس حتى فارق الحياة”.
وتساءلت في منشور لها على صفحتها في موقع الفيسبوك “أيهما أهم برأيكم حفظ الأمن في المدينة الواقعة تحت حكمكم، أم ربطات العبايات”؟ مستطردة “الأرواح أهم من الخصور”.
ورأت الناشطة رئام الأكحلي أن قيام الحوثيين بتلك الخطوة، محاولة لإلهاء الناس عن قضية اختطاف الصغيرات التي تكررت في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
واستغربت في منشور بصفحتها على الفيسبوك من ممارساتهم تلك بالقول: “أنتم ماسكين دولة مش مدرسة أهلية للبنات”، مضيفة: “اختطافات الصغيرات انتشرت بشكل مهول، والرواتب مقطوعة، والناس قدهم يأكلوا بعض، وسيأتي يوم يخرجوا يأكلوكم وينبذوكم…”.
وتتفق معها الصحفية سامية الأغبري التي اتهمت الحوثيين باختطاف الفتيات والمتاجرة بهن، واصفة ما فعله الحوثيون بـ”الانحطاط” الذي لم يصل إليه أحد.
وأبدت الناشطة زهراء خالد باعلوي استغرابها مما حدث، مؤكدة أن تلك التصرفات بداية النهاية، مؤكدة أن من الصعب التحكم بتصرفات ولباس المواطنين، كون المجتمع لن يقبل الكبت فترة طويلة، وذكرت أنها لم تصدق بعد، لأن ذلك تصرف غير معقول ولا منطقي، خاصة أن جماعة الحوثي تسمي نفسها “سلطة أمر واقع”.
وسخرت منى الكمالي مما حدث قائلة: “كنت حاسس أن ربطات البوالط هي سبب الحرب في اليمن، بس قلت باخلي الحوثيين يجتهدوا بدارسة الموضوع بأنفسهم عشان يحصلوا على براءة الاكتشاف، ويكون لهم صيت ويدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، وإلا أمانة من الشاطر اللي بايفكر ويجتهد مثل ما يجتهدوا الحوثيين؟ أكيييد محد يمتلك هذا الحدس غيرهم”، واستطردت: “المهم يا جماعة خلاص أمورنا سبرت وكلها كم يوم وبايقضوا على كل الربطات الإجرامية، وسرحتك يا أمريكا”.
وأبدى صالح مسعد مخاوفه من أن تطال إجراءات الحوثيين الفتيات واختطافهن، بحجة لبس بوالط محرمة لابتزاز أهاليهن.
مؤيدون ولكن…
بالمقابل ظهر مؤيدون لما قام به الحوثيون، ومنهم رفيق القيصر، الذي قال “أنا مع إحراق ربطات الخصر، لكن المفروض أن من يحرقها هم أهل المرأة، لأن الهدف من ربط الخصر هو إبراز مفاتنها بشكل واضح كما نرى في الشوارع”، واستدرك: “لكن أنا ضد تصرف الحوثيين بحرق ربطات الخصر، لأنه ليس للدولة الحق بأن تتدخل في حرية الشخص لأن اليمن دولة ديمقراطية”.
ودافع جمال وجيه الدين أحد أنصار الحوثيين، على موقف الحوثيين، وأشار إلى صورة سابقة تم تداولها بخصوص فرض الجماعة أموال على المصلين في المسجد، وقال “اليوم جمعوا مرابط بوالط وصوروا وهم بيحرقوها.. والسطحيين جدا انجروا خلف المرابط واتجهوا للحديث والانتقاد وتحميل الأنصار “الحوثيين” هذا التصرف السخيف..”، وبرر ذلك بالقول “لو كان هناك توجه فسيكون بطريقة واضحة وشاملة وليس بطريقة كهذه”.
“ليست أحزمة ناسفة”
وعلق مرسل الشبيبي ساخرًا: “صنعاء حملة إحراق الأحزمة الناسفة النسائية”، وقال: “عندما تفشل الدولة في الإدارة وتحقيق المتطلبات الأساسية للمجتمع.. تلجأ للصبغة الدينية لتظهر أنها حارس الشريعة”.
وفي ذات السياق كتبت شيرين أحمد “اليوم وصلت طالبة الجامعة وبتهنجم “تمشي بسرور” وبتحلف أنها مشت من النقطة ومعها حزام… حزام ايش حزام بالطو مش حزام ناسف”.
عبدالمجيد البكري هو الآخر اعتبر أن الفضل في القفزة النوعية يعود للحوثيين، موضحًا بالقول: “آخر متطلبات قبول اليمن للوصول إلى العالمية في الثقافة والفكر والإبداع، حرق أحزمة بوالط النسوان وإضافة السلوك إلى المناهج الدراسية، كمادة علمية يتم قياس معدلها بنفس معدل الفيزياء والرياضيات للنجاح والقبول في الجامعات العلمية”.