متغ التداول بالعملة الحديدة في مناطق الحوثيين

كيف سخر وتندر اليمنيون من قرار حوثي يمنع التداول بالعملة الجديدة (رصد)

أثار قرار جماعة الحوثي بمنع تداول أو حيازة الأوراق النقدية الجديدة التي أصدرتها الحكومة اليمنية الشرعية (المعترف بها دوليا) حنق وتخوف اليمنيين من نهب الجماعة المنظم لأموالهم.

 

وأصدرت جماعة الحوثي الأسبوع الفائت قرارا يقضى بمنع تداول أو حيازة العملة التي طبعتها الحكومة الشرعية في الخارج خلال الأعوام الثلاثة الماضية، باعتبار أن ذلك أمراً "غير قانوني"، بزعم أن "تداول وحيازة تلك العملة يشكل إضراراً بالاقتصاد الوطني".

 

واعتبر البنك المركزي في صنعاء، الواقع تحت سيطرة الحوثيين، تداول أو حيازة العملة غير القانونية (في إشارة إلى العملة المطبوعة أخيراً من قِبل الحكومة الشرعية) إضراراً جسيماً بالاقتصاد الوطني والعملة القانونية والمصلحة الوطنية العليا.

 

ومنذ تداول الطبعة الجديدة للعملة في السوق المحلية، مارست جماعة الحوثي عمليات استيلاء ونهب ومصادرة لملايين الريالات، من شركات تجارية ومحال صرافة وتجار الجملة والتجزئة، بذريعة أنها صادرة عن البنك المركزي اليمني في عدن.

 

ويأتي قرار الحوثيين المجحف، رغم ما يعانيه المواطن من الجوع والفاقة والأمراض والأوبئة، في ظل انعدام فرص العمل، وقطع الحوثيين رواتب موظفي الدولة منذ عام 2016 في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، واحتكارهم المساعدات الإغاثية والإنسانية.

 

واعتبر خبراء اقتصاديون أن قرار الجماعة ومنعها تداول العملة الجديدة، حيلة جديدة لنهب أموال المواطنين.

 

ومذ انقلاب الحوثيين على الدولة 21 سبتمبر/أيلول 2015، تفرض رسوماً وإتاوات على المواطنين والتجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها بين الحين والآخر، ومنها تبرعات باسم "المجهود الحربي" و"المولد النبوي" و"الزكاة" و"الضرائب" و"الجمارك" و"المساهمة المجتمعية"، و"الغدير"، وغيرها.

 

وفي ردّة فعل منها، حذّرت الحكومة اليمنية الشرعية جماعة الحوثي من قرارها بمصادرة العملة المطبوعة من الحكومة بعملة إلكترونية واعتبرته "نهباً" لرأس المال الوطني وسحب المدخرات.

 

وفي بيان له، حذّر البنك المركزي اليمني في عدن التابع للحكومة الشرعية، البنوك وشركات الصرافة من التعامل مع سلطات الانقلابيين الحوثيين بشأن مصادرة العملة الوطنية الصادرة عن البنك المعترف به دولياً.

 

وفي السياق اعتبر الخبير الاقتصادي مصطفى نصر قرار جماعة الحوثي بمنع تداول العملة الجديدة حيلة لنهب المواطنين أموالهم.

 

وقال نصر "كل ما في الأمر أنهم يخلقون سوقا سوداء للعملة المحلية لكي يستفيدوا منها".

 

 

 

وقال الناشط والإعلامي حمزة المقالح إن "فكرة الريال الإلكتروني لجماعة الحوثي هدفها سحب الفلوس من جيوب الناس، ستبدأ بالجديدة وتنتهي بالتالفة خاصة وأن العملة التالفة لن يتم قبول بديل عنها طبعة جديدة".

 

وأضاف المقالح ساخرا: من يتحكم بإنتاج الريال الإلكتروني؟ الأولياء، في إشارة منه إلى قيادة الحوثي.

 

وتابع "والله لن يتركوا بجيب كل يمني ولا ريال جديد أو قديم، هي مسألة وقت، يبدؤوا بالجديد وبعدها تعال نغير لكم التالف وعليها". وختم المقالح حديثه بالقول: كيف طعم الأمن والأمان حق دولة الأولياء؟ كيف عدالة دولة السيد؟

 

 

 

وأردف "العملة موضوع سيادي على كامل الجغرافيا والأرض اليمنية يحاول الحوثي صناعة عملة خاصة به في المناطق التي يسيطر عليها باسم الريال الإلكتروني، وإلى جانب كونه اعتداء أثيم على أقوات المجتمع ولقمة عيشه هو أيضا سلوك تشطيري وتفكيكي للجمهورية اليمنية، فمشروع الحوثي من أول لحظة هو مشروع استهداف للجمهورية اليمنية والوحدة الوطنية"، حسب قوله.

 

 

 

الكاتب الصحفي محمود ياسين انتقد خطوة الحوثيين وقال "تقرر أن النقود التي في جيوب الناس لم تعد صالحة ودون أي تدابير مقابلة ولا استبدال، تخبرهم عن رصيد إلكتروني لا يصلح لشراء شيء، والناس لا يعرفون ما هذا الريال الافتراضي".

 

وأضاف "لديهم ريالات قليلة بقيت تتعامل بها سنوات، تقوم الجماعة بإلغائها فجأة وبدون أي عناء وباسترخاء لا يتمتع به غير منعدمي الضمير الأثرياء بنهب حقوق الناس والمفتقرين في ذات الوقت لأي حس بالمسؤولية".

 

وتابع مخاطبا الحوثي "هي ليست عفاطة هكذا في كل شيء وكل ما يمكنك القيام به تقدم عليه طالما ولا قوة ستردعك غير قوتك التي تدفعك دوما لأذية أناس شاء حظهم العاثر أن يقعوا بيدك، محاولين من جانبهم إيجاد صيغة حياة في حدودها الدنيا، لكنك لم تترك لهم حتى المتبقي بجيوبهم دون رواتب ولا ضمانات حياة من أي نوع، وكأنك تلاحق كل الذي بقي في أيديهم في غفلة من عينك الحمراء التي لا تدع أحدا ينام".

 

وأردف يايسين بالقول "إذا لم يكن هناك من ضغط مسؤولية تقمص دور الدولة فدع للناس دورة الحياة البدائية وهي تعصرهم وتستنزف ممكنات التواجد تحت رحمة سلطة جباية بدائية ولصوصية تعلمت مؤخرا أكاذيب وحيل الإنترنت، تصادر كل ريال طبع حديثا في جيب كل متواجد في نطاق سلطتك وبالكاد يلامسوا الريال الواقعي، وبكل بجاحة العالم تقل لي: ريال إلكتروني".

 

وختم الكاتب ياسين منشوره بالقول "الحقيقة إنها عملية نهب لوجه الريح والأذية التي أمست لديكم شكلا من الإدمان واختبارا للقوة التي لا يردها دستور ولا عقد اجتماعي من أي نوع، قوة منصرفة كلية للتسلط وانتزاع ما تبقى في قلوب البشر من أمان وما تبقى في جيوبهم من نقود".

 

 

 

في حين سخر الناشط عاطف الجعدي من العملة القديمة والتالفة التي تفرض جماعة الحوثي التعامل بها، قائلا: "بالله عليكم هذه عادها فلوس أليس منكم رجل رشيد".

 

 

 

الإعلامي يحيى الأحمدي قال إن "قرار الحوثيين بخصوص العملة الجديدة يعد من أشد العقوبات بما في ذلك القتل والسجن".

 

وأضاف "أتدرون ما معنى الموت قهرا، أن تموت جوعا ويموت أطفالك وأهلك أمامك ولا تستطيع أن تستفيد من ريال واحد أو تنقذ نفسك فضلا عن من حولك"، كما وصف ذلك بالوضع الشاذ.

 

 

 

في حين قال الصحفي محمد الجرادي "قرار مصادرة الأوراق النقدية الجديدة، يفاقم أوضاع سكان صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

 

وأضاف : هل أنتم بشر يا حوثيين هل لديكم اخلاق؟ هل لديكم احساس بجيرانكم والسكان الواقعين تحت سلطتكم؟

 

 

 

 

تابعنا في :