الجبهة المنسية بتعز

كيف تهرب البضائع، والسلاح للحوثيين عبر "الرجاء الصالح".. الجبهة المسكوت عنها بتعز (خرائط)

ين تقطع بالسيارة، المسافة من الطرف الجنوبي الغربي لمحافظة تعز، حتى وسط وشرق المحافظة، تفاجئك أعداد نقاط التفتيش المهولة المنتشرة على الطريق؛ لكنك مع ذلك تُصدَم حين تكتشف أن عشرات الشاحنات المحملة بمختلف أنواع البضائع المهربة، تمر من هناك بسلام..!!
 
بكل سهولة، تصل المهربات أولا إلى ساحلي لحج وتعز، في الجنوب الغربي للمحافظة؛ وحتى تصل إلى وجهتها بسلام؛ يتوجب على سيارات الدفع الرباعي المحملة بها، أن تتجاوز بعض النقاط الموجودة في أماكن استراتيجية لا توجد دونها طرق فرعية. ويتقاسم هذه النقاط: "القوات الخاصة" و"كتائب أبو العباس" و"اللواء 35 مدرع".
 
وبين البداية والنهاية، هناك نقطة ترانزيت في مديرية "الوازعية" يصلها المهربون، ومنها يتوجهون كلٌ إلى وجهته الرئيسية: منهم من يتوجه شرقا إلى "المركز" في مديرية الشمايتين، حيث يواصل المهربون هناك تشييد امبراطوريتهم التجارية من اشلاء الوطن الممزق؛ ومنهم من يتوجه شمالا نحو مفرق "الصافية"، إذا كانت وجهته النهائية مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي في الدمنة والحوبان.
 

بين حرب الاقتصاد وإقتصاد الحرب 

التهريب جريمة جسيمة ينال مرتكبها اقسى العقوبات، لما له من أضرار مدمرة على الإقتصاد الوطني. فهو يحرم خزينة الدولة الملايين من الإيرادات المالية، أهمها الجمارك والضرائب المفروضة قانونا على البضائع المستوردة عبر الموانئ والمنافذ الحدودية القانونية.
 
اليوم أصبح مثل هذا الكلام من الزمن الماضي، عندما كانت الدولة تدير الاقتصاد وقادرة على فرض سيادتها على أراضيها، وتسري قوانينها ورقابتها على منافذ الاستيراد والتصدير..!!
 
لقد أصبحت الدولة اليوم رهن لإقتصاد الحرب. حيث تخضع عمليات الاستيراد والتصدير فيها لسلطة وقانون جنرالات الحرب، ومن ورائهم الأثرياء المحميين بهم، والحاكمين لهم بأموالهم..!!
 
إذن، لم يعد التهريب جريمة كما يفترض. وللجنود- كما للمهربين- أسبابهم التي يتحججون بها، أو يحتكمون إليها في ظل حكم اللّا قانون وسيادة الفوضى الأمنية والإدارية، مع تعدد الجهات المسيطرة على الجغرافيا؛ حيث كل منطقة تخضع لسيادة وقانون الباسطين عليها..!!
 

كنا ولكن.. "أوامر" عليا

اليوم، ربما علينا التأسف فقط على جنود نقاط التفتيش، بأعتبارهم الحلقة الأضعف في سلسلة "جبهة التهريب" الطويلة، الممتدة حلقاتها عموديا نحو الأعلى؛ وكلما ارتقيت تدريجيا في حلقاتها المتسعة تتلاشى أكثر ملامح دولة النظام والقانون، لترتسم من خلفها ملامح دولة التهريب وحماتها ومنتفعيها..
 
ومن بين الشفاه المرتعشة للحلقة الأضعف، تأتي الحقيقة مهربة ايضاً..
حين سألته: ما اذا كان يدرك حجم الدمار الذي يخلّفه التهريب على إقتصاد، هو مدمراصلاً؟ أشاح ببصره عنا، محدقاً في الفراغ البعيد.. برهة من الزمن مرت قبل أن يتمكن الجندي (ع. ق.) من تهريب اجابته. تلك الإجابة التي أعتقد- فيما يبدو- أنها الأكثر منطقية، وتقيه نبرة إتهام مغلفة بين حروف سؤال، كان منتظراً مروره منذ أشهر، ربما كراتبه المنتظر تماماً!!..
 
قال: في البداية كنا نتعامل بحزم وصرامة، كوننا ندرك جيدا أن التهريب جريمة قانونية، وعملنا أن نكتشفه ونمنعه.. لذلك كنا نُخضِع جميع السيارات للتفتيش الدقيق، وخصوصا مركبات الشحن ذات الحمولات، وأحيانا نكتشف أسلحة وذخائرمتنوعة، بعضها معبأة في كراتين سجائر..!!
 
وأضاف: في البداية كنا نقوم بضبط تلك المركبات وسائقيها، لكننا نتفاجئ بأوامر عليا بإخلاء سبيلها، وترك السائق يواصل طريقه.. فماذا نعمل؟ تسائل قبل أن يستدرك سريعا: نحن لاحول لنا ولاقوة، ما علينا سوى تنفيذ الأوامر فقط، وأن نصمت على ذلك..!!
 



تغيير استراتيجية الاستقصاء

لأكثر من حالة تكررت طريقتنا في التعامل مع الجنود بإعتبارنا صحفيين باحثين عن الحقيقة، ما جعلنا نواجه صعوبات في الحصول على المعلومات. حيث كان الخوف سيد الموقف للتحفظ في الحديث معنا..!! وكان هذا كافيا لأدراك أن الحقيقة يتم مصدارتها هنا بأوامر الصمت والخنوع؛ وبمجرد سؤالك الجندي عن إسمه يبتلع لسانه ويتهرب منك، وربما يتحول إلى وحش ضاري إذا ألححت عليه أكثر..!!
 
فرض علينا ذلك استخدام "الخيار الأستثنائي" في الوصول إلى الحقائق. إذ كان لابد من المغامرة باخفاء هويتنا الصحفية وتقمص أدوار أخرى، بينها وأهمها شخصية المهرب، لا سيما بعد أن أدركنا تماما أن الحصول على ما نريده لن يتم إلا من خلال تغليف الاستفسارات بعبارات أخرى للتمويه، كما يفعل المهرب تماما.
 

وهذا ما حدث..

كانت البداية بتقمص دور مهرب مبتدئ، يريد خدمة من جندي مُتعب في نقطة تفتيش لتعريفنا بالطريقة المناسبة لكيفية تهريب سيارة محملة بالبضائع..؟!
 
قبل طلب تلك الخدمة، كان من الضروري أولا من إذابة الجليد لكسر حاجز الصمت. وهذا لم يكن صعبا بقليل من القات الجيد، مع الكثير من كلمات الإطراء، لفتح الباب وتجاذب أطراف الحديث، وصولا إلى المصيدة: هل بمقدورك تقديم خدمة لي، وتعريفي على أحد المهربين القادرين على مساعدتي؟ لقد تمت الموافقة.
 
تمر سيارات التهريب السابعة من صباح السبت أو الثلاثاء، غالبا. عرفنا ذلك بناء على رصد مسبق ومعلومات تأكيدية من الجندي. حضرت باكرا، وتشاطرت معه "فذاحة" (يطلق هذا المصطلح على القليل من القات الذي يتم مضغه في الصباح). بدى جندي النقطة أكثر وداً وهو يتفحص أعواد القات بين يديه ويوزع ابتسامته للعابرين.
 
منحته اطراءً صادقاً على صموده في هذه المكان النائي، حيث برودة الطقس تدفعك لإستعجال وصول خيوط الشمس الأولى والتي كانت قد شرعت للتو في أخذ مقاس الجبل الشامخ خلفنا..
 
وبينما كننا ننتظر وصول سيارات التهريب ليعرفني بأحدهم- حسب الأتفاق المسبق- استغرقنا بعض الوقت في الحديث حول التهريب. ووفقا لحديثه، كان عدد المهربين مع بداية الحرب قليل، بينما كان التهريب يقتصر على المشتقات النفطية، والسلاح، والأدوية، ونوع واحد من السجائر،..
 
كانت النسبة العظمى من البضائع تأتي عبر ميناء الحديدة. ومع وصول المعارك الى مداخل مدينة الحديدة، قلَت نسبتها بشكل كبير جدا. ولأن قوات التحالف كانت قد منعت الحكومة اليمنية من تشغيل ميناء عدن كبديل، تحول التهريب الى خيار اضطراري لتوفير المواد الضرورية التي يحتاجها الناس..
 
ومما استنتجته من الحديث ايضا، أن معظم المهربين بنوا علاقات وطيدة مع قادة الجيش، خصوصا الذين يقع هذا الخط في نطاق سيطرتهم. وساعد توقف مرتبات الجيش لأشهر، مع قلتها، في جعلهم صيداً سهلاً لإغراءات المهربين، الذين دفعوا لهم بسخاء ليحظوا بإمتيازات وتسهيلات وحماية..!!
 
كانت هذه الحجج أهم المبررات التي تنطلي على جنود مساكين لا يحصلون سوى على الفتات من المهربين..
 
وقد يمكن القول، هنا، أن المهرب شق له طريقا آمنا للعبور، بتضامن انساني مع جندي تركته حكومته في العراء مجرداً من راتبه وكرامته وهيبته..!! وهي أمور متداخلة ومترابطة فيما بينها، وكل واحدة منها تجر الأخرى بعدها قسرا..
 

وصل الصيد



بعد وقت قصير، وصلت إحدى الشاحنات.. نهض الجندي نحوها.. لحظات حتى رأيته يؤدي أروع "تمام" عسكري لسائق الشاحنة بعد أن ناوله ورقتين من فئة الألف ريال.. بدى لي وكأنه قد اشترى بها وزارة الدفاع بكل هيبتها..!!
 
"هذا من أعز اصحابي، لديه سيارة وبحاجة إلى أن يشتغل معاكم، خذه معاك إلى المركز"، قال الجندي للسائق وهو يشير لي بالركوب الى جواره.
 
حياة المهرب بكل قلقها ووحشتها، تنضح بوضوح بمجرد الركوب الى جواره: سلاح كلاشينكوف مخفي بإهمال متعمد، وبقايا قات من النوع الفاخر، وقوارير مغلفة بعناية ببلاستيك، وملامح متوجسة قلقة لا تعرف السكينة..!!
 
السرعة القصوى هي قانون المهرب الناجح.. السرعة في كل شيء.. والإجابات الشحيحة المقتضبة بكل تأكيد. ذلك ما كان يتميز به السائق (م. الصبيحي)، الذي كان يتوجب عليَّ مجاراته بسرعة لأتمكن من الحصول على المعلومات المطلوبة في غضون دقائق معدودة، كانت هي كل ما تبقى من الطريق للوصول الى مكان تسليم البضاعة..
 

حقائق مهربة

وفي ظرف عشر دقائق، تقريبا، حظيت ببعض المعلومات، المقتضبة بالطبع، أوجزها على النحو التالي:
 
المهربون: أغلب السائقين الذين يعملون في التهريب، هم من أبناء قبيلتي الصبيحة والبوكرة. وهما قبيلتان تتمتعان بعلاقات جيدة مع قوات الحزام الإمني في الجنوب، وقوات الشرعية في تعز، في نفس الوقت، ما يجعلهم الأقدر على تجاوز كافة العوائق والأشكاليات التي قد تعترض طريقهم..
 
طريق التهريب: يقوم المهربون بتهريب بضائعهم من منطقة "خور عميرة" الساحلية بمحافظة لحج، وهو ميناء صغير يستخدم عادة في التهريب، ويمتد من ساحل خليج عدن (شرقا) إلى البحر الأحمر (غربا)؛ والمنطقة الأخرى هي منطقة "ذو باب"، على ساحل البحر الأحمر، والتابعة إداريا لمحافظة تعز. وتصل البضاعة إليهما من الخارج عن طريق البحر عبر التهريب.
 
نوع المهربات: كل شيء يتم تهريبه: المشتقات النفطية، الأدوية، وبعض المواد التجارية الأخرى، والسجائر بأنواعها، والأسيد، والمبيدات الحشرية، وطبعاً السلاح والذخائر...الخ.
 
حتى أني لاحظت بين البضائع المهربة، أصناف كانت بالأمس تصنع محلياً في تعز، قبل أن تأتي الحرب وتطرد منها كل مقومات الحياة..!!
 

الحرب تجلب ثراءً ورفاهية ايضاً

يعمل معظم المهربون لصالح تجار محليين، يمارسون انشطتهم التجارية في جنح الظلام بعيدا عن رسوم الجمارك والضرائب، ينامون طوال النهار، ويتحاشون الاختلاط بالناس وعلاقاتهم لاتتعدى نطاق تجارتهم، كما يختارون مخازنهم بعناية، بحيث تكون في أماكن خلفية بعيدة عن انظار الناس وفضولهم..
 
صنعت الحرب من غالبيتهم أثرياء في فترة قياسية، وأذعنت لعطاياهم السخية كل السلطات، وجميع القوانين، وطوعوا بعض قادة المليشيات المنضوية في بعض الألوية لحمايتهم بإغراءات المال..!!
 
يتحدث الناس هنا عن القائد الميداني لكتائب أبو العباس المدعو "عادل العزي"، الذي يقدرون أنه يتحصل على مايربوا على أثنين مليون ريال شهرياً من تجار التهريب..!!
 

خطوط التهريب

 تنطلق سيارات التهريب نحو "تعز"، من "خور عميرة" على الشريط الساحلي لمحافظة لحج، حيث تسيطر ما تسمى قوات "الأحزمة الأمنية" المدعومة من دولة الإمارات؛ ومن "ذوباب" على الشريط الساحلي للبحر الأحمر بمحافظة تعز، بالقرب من ميناء المخأ الذي تسيطر عليه ميليشيات مدعومة من دولة الإمارات تحت قيادة طارق صالح؛ وصولا إلى مديرية "الوازعية" بريف تعز الغربي، ثم تتفرع من هناك عبر أكثر من خط، بحسب الوجهة النهائية لكل مهرب.
 
وخور عميره عباره عن سوق، وتجمع سكاني لكثير من المناطق والعزل المجاوره، التي تصل بمثلث يصل بمديرية "الوازعية" بمحافظة تعز. وإلى الغرب منه قليلا، يقع ساحل "رأس العاره"، بمحافظة لحج، وهو أحد السواحل الجميلة جدا، إلا انه- وللأسف الشديد- يستخدم للتهريب، بل يعتبر- كما يقال- النقطة الأولى لعملية التهريب على نفس الخط الذي يقع به ساحل "خور عميرة".
 
تقع المنطقتين على شريط ساحلي طويل، بطول يصل إلى 150 كيلو متر، ممتدا من ساحل البريقة بعدن (شرقا)، حتى ساحل باب المندب بتعز (غربا)، ما يجعلهما من أكثر السواحل المتاحة للتهريب بمحافظة لحج، خصوصا مع انعدام الرقابة الحكومية.
 
وقد تمكنا من تحديد أربعة خطوط تهريب، إثنان منها تعتبر خطوط رئيسية، على النحو التالي:


 
الخط الأول: يتجه من الوازعية شرقاً، إلى مفرق "المضاربة"، وبعدها عزلة "راسن"، تليها منطقة "العلقمة"، مرورا بـ"بني محمد" ثم "بني شيبة، فـ"سوق السبت"، جنوبي غرب مديرية الشمايتين، وصولا الى منطقة "المركز"، وهو سوق صغيرة يبعد عشرة كيلو متر تقريبا عن مدينة التربة، على الخط الرئيسي إلى مدينة تعز.
 
ومؤخرا، تحولت مدينة التربة إلى مرتع للمهربين وتجارتهم. حيث تحولت المدينة إلى سوق تجاري كبير لبيع المهربات والتجارة العامة بشكل عام. ونقل بعض تجار الجملة مكاتبهم إلى هناك، خصوصا بعد تشديد الحصار على مدينة تعز ومنع دخول البضائع من هذا المنفذ، إلا برسوم مالية كبيرة تفرض على التجار..
 
الخط الثاني: وأما الخط الرئيسي الأخر للتهريب، فيتوجه فيه المهربون من الوازعية شمالا عبر عزلة "بني عمر"، ثم مفرق "الصافية" مرورا بـ"بني حماد" بمديرية الشمايتين، ثم عزلة "سامع" بمديرية المعافر، وصولاً الى منطقة الدمنة جنوب تعز، ومنها إلى الحوبان شرقا، حيث سيطرة ميليشيات الحوثي، والتي غالبا ما تصل اليها شحنات السلاح والذخائر تحديداً..!!
 
والمهم هو أن كلا الطريقين يعتبران من الطرق الفرعية البديلة للطريق الرئيسية الرسمية الذي يربط بين مديريات الحجرية بمحافظة تعز. ومع ذلك يضطر المهربون إلى المرور عبر نقاط تفتيش لا يجدون عنها مهربا، وهي النقاط التي يتعاملون فيها مع ضباط كبار لمترير بضائعهم بسلام.
 
خطين آخرين عبر "الكدحة"
وإلى جانب هذين الخطين الأكثر عملا في التهريب، هناك خطين فرعيين آخرين يأتيان عن طريق مديرية "الوازعية" أيضا، التي غالبا ما تصلها المهربات من سواحل ذوباب وميناء المخا، حيث تتواجد ميليشيات طارق صالح المدعومة إماراتيا، لتمر من هناك شرقا عبر منطقة "الكدحه"، الواقعة تحت يد كتائب "أبو العباس".
 
وتتوجه شاحنات التهريب، التي تصل منطقة الكدحة، إلى وجهتين.. الأولى إلى تتجه شرقا نحو مدينة تعز، بينما تتجه الثانية جنوبا إلى المسراخ ومنها تتوجه إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
 
وفي أوقات سابقة أعلن عن ضبط شحنات تهريب سلاح في منطقة الشقب- المسراخ، كانت متوجة إلى مناطق سيرطة ميليشيات الحوثيين..


 

سلوك تهريبي متناقض

فرض التهريب الحاصل في هذه المناطق سلوك مستهجن مع تناقضات كبيرة تثير الكثير من علامات الشك والاستفهام.
حيث وجد الكثير من التجار أنفسهم يتعرضون للإبتزاز بعد مصادرة شحناتهم التجارية. ومثار الاستهجان هنا أن معظمهم كانوا يستوردون بضائعهم بشكل سليم مع دفع الرسوم المترتبة عليهم من جمارك وضرائب. ولا تطلق إلا بعد وساطات ودفع مبالغ مضاعفة لإخراجها..!! يحدث ذلك، في وقت تدخل فيه بضائع غيرهم من التجار بسلام، عن طريق التهريب..!!  
 
الأمر الأخر: لأكثر من مرة تم منع دخول ذخائر سلاح تابعة للمحور العسكري بتعز، أو ألوية في المحور اشترتها من ميزانيتها. وتم الاعلان عن مصادرتها بإعتبارها مهربة..!! بينما تمر شحنات أسلحة إلى الحوثيين بكل سلام وأمان..!!


 

الحوثيون المستفيد الأكبر

في بعض المرات، أعلن عن ضبط شحنات سلاح مخفية كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي، وتمت مصادرتها، وفي بعض الحالات حظي أفراد النقطة بتكريم من قائد اللواء لشهيد اللواء/عدنان الحمادي لعملهم البطولي.. بينما في حالات أخرى تم تحريز الشحنات ولم يعلم أين ذهبت بعد ذلك، فيما كشف مواطنون في منطقة المسراخ من تهميش بعض الجنود من أقربائهم بعد وقت لاحق من ضبطهم شحنات أسلحة مهربة..!!
 
وتفترض تقديرات دولية متعارف عليها، أن كل شحنة سلاح مهربة يتم كشفها، توجد دونها من ثلاث إلى خمس عمليات ناجحة على الأقل..!!
 
ويبقى السؤال الأهم اليوم: هل ما زالت ميليشيات الحوثي تعتمد على تهريب السلاح عن طريق خطوط التهريب الواقعة في نطاق المناطق المحررة؟
 
 يعتقد كثيرون أن مليشيات الحوثي ما زالت تحصل على السلاح المهرب عبر نقاطنا من حين إلى آخر. وأن ما حدث، ربما، هو أن زادت فقط إجراءات تأمين تهريبا بحرص أكبر، حيث تلافي المهربون أخطائهم السابقة، وزادت المبالغ المدفوعة لتأمين مرورها بسلام..!!