أحمد عبد الله- المشاهد
انتشر مؤخرًا فيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) في اليمن، التي تعاني من تفشٍ واسعٍ للأوبئة المختلفة، بينها حمى الضنك، والكوليرا، والحُميّات الفيروسية، والملاريا خلال سنوات الحرب الدائرة في البلاد منذ مارس 2015.
وظهرت إصابات بالمرض ووفيات في بعض المحافظات اليمنية، ومنها محافظات “تعز وإب والضالع” إلى جانب العاصمة صنعاء التي توفي فيها العدد الأكبر منذ ديسمبر الجاري.
وأكد مصدران طبيان في مستشفى جامعة العلوم الخاص والمستشفى الأوروبي الخاص بأمانة العاصمة وفاة 10 مصابين بأنفلونزا الخنازير أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيين خلال الأسبوعين الماضيين.
وتوفي 346 مصابًا بإنفلونزا الخنازير في البلاد، 198 منهم في أمانة العاصمة خلال الفترة من بداية يناير حتى 15 من ديسمبر الجاري.
وسجلت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أكثر من 1038 حالة إصابة مشتبهة بإنفلونزا الخنازير في أمانة العاصمة وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من بداية العام الجاري.
توفي 346 مصابًا بإنفلونزا الخنازير في البلاد، 198 منهم في أمانة العاصمة خلال الفترة من بداية يناير حتى 15 من ديسمبر الجاري.
وأدى استمرار الحرب إلى تدهور كبير في القطاع الصحي بشكل عام، الأمر الذي فاقم إصابة الآلاف من اليمنيين بمختلف الأوبئة، خاصة في ظل ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 80%.
كيف انتشر الفيروس بين اليمنيين؟
وينتقل هذا المرض الفيروسي المعدي عن طريق السعال أو الرذاذ، أو ملامسة الأسطح التي يكون الفيروس موجودًا فيها بحسب أخصائي أمراض الباطنية الدكتور مروان البكري.
وقال البكري لـ”المشاهد” إن من أعراضه وجود سعال، وتعب وإعياء، ونزول من الأنف، وأحيانًا قيئ، وفي حالات نادرة إسهال، لافتًا إلى أن الفيروس ليس قويًا حتى أنه لا ينتقل عند أكل خنزير مصاب كونه يموت أثناء الطهي، لكنه يحتاج متابعة للمريض، وإعطاء علاج صحيح، وسيتحسن المريض.
وذكر البكري أن الفيروس يتفشى بشكل كبير جدًا، ويمكن لمصاب واحد أن ينقله إلى العديد ممن حوله، مرجعًا سبب تفشي الفيروس في اليمن، إلى عدم عمل فحوصات دورية للمسافرين الذين يأتون من الخارج إلى بلادنا وخاصة من الدول الأوروبية.
عدم توفير العلاجات المناسبة
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن هذا الفيروس رسميًا في العام 2009 بعد ظهور أول حالة في المكسيك، وتم تسجيل عشرات الإصابات به والوفيات الناتجة عن هذا الفيروس الذي ينتقل من الخنازير إلى الإنسان.
وانتقد الدكتور البكري عدم وجود رقابة وتقصي للمرض وإهمال المصاب، وعدم توفير علاجات مناسبة وأخذها في حينها، وهو ما يشكل خطورة، مشددًا على ضرورة قيام الجهات المعنية بعمل فحوصات ليتم اكتشاف الفيروس من مراحله الأولى لمنع انتشاره.
وأكد مصدر طبي في المستشفى الأوروبي بالعاصمة صنعاء أن مشافي العاصمة تجد صعوبة مع الحالات المصابة، لأن المصابين بالفيروس لا يستجيبون للمضادات الحيوية التي تعطى لهم، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تصل إلى المشافي وهي في حالة حرجة، ما يجعل فرص الشفاء غير ممكنة.
طرق الوقاية من المرض
وتتشابه أعراض هذا الفيروس مع أعراض الإنفلونزا العادية بحسب البكري، الذي ينصح بعدم الاحتكاك مع الشخص المصاب بالفيروس، وتجنب الأماكن المزدحمة، واستخدام كمامات، وغسل الأيدي جيدًا خاصة عند ملامسة الأسطح المشبوهة بوجود الفيروس فيها نتيجة شخص مصاب.
وحث المرضى والجهات المعنية في حالة الاشتباه بوجود إصابات، بأن يتم الإبلاغ عنها وزارة الصحة؛ للتقليل من انتشار هذا المرض المعدي.
ويعيش سكان العاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية حالة من القلق مع تسارع انتشار الوباء ووفاة بعض المصابين بالفيروس.