مكن حُزن الفتى اليمني فاضل القحطانى (15 عاما) على فراق والديه من نفسه فجعله ضمن ضحايا الحرب الأحياء الذين يعانون أمراضا نفسية تفقدهم توازنهم وبالتالي عدم الاستمتاع بمباهج الحياة.
يعيش فاضل حاليا مع نحو 500 طفل آخرين في دار للأيتام بصنعاء بعد انفصاله عن والديه، ويحاول جاهدا مداواة جراح نفسه.
واضطر القحطاني، وهو من ريف مدينة إب حيث إمكانية الوصول لمستوى رفيع من التعليم محدودة، للانفصال عن والديه وبلدته لتلقي تعليم مناسب في صنعاء، وفي العاصمة التحق الفتى بدار للأيتام كي يواصل تعليمه.
ولفترة من الزمن لم يستطع اجتياز الامتحانات، فذكريات الحياة في حضن الوالدين تسكنه وتحول بينه وبين جمع شتات نفسه فكان يترك صفه الدراسي ليبكي خارجه.
وقال فاضل القحطانى "في الصف الرابع في نص السنة راسب، أخدت أصفار كلها، لأن أنا طلعت حزين على أبي وأمي اللي فارقتهما، ما كنتش أدرس لدرجة إن الأستاذ يشرح أنا أخرج (من الفصل) لأتذكر مواقفي أبكي وأخرج".
وفاقمت الحرب حالة القحطاني سوءا فأضاف "لما سافرت إلى مصر وتونس، كنت أشوف الأطفال يلعبوا بأمان، ملابس تمام، مكان آمن، لا قصف ولا شي، التعليم آمن".
وبالنسبة للشابين اليمنيين أيضا معتز مصلح وهارون محمد، وهما من مدينة عدن، فإن أصوات الرصاص والقصف تطاردهما على مدار اليوم.
وفي مرحلة ما التزم مصلح منزله بسبب حالته النفسية وامتنع عن الأكل ولم يعد يهتم بمظهره، حتى آلة الجيتار التي يعشقها لم يعد يجد فيها سلوى لأحزانه.
وقال معتز مصلح "أصوات الرصاص يعني كانت فوق هذا كله، وأصوات القصف، مستحيل إنه أنسى الأصوات، مستحيل جداً جدا جداً جدا أنساها. وهذي برضه من الحاجات اللي كانت تخوفنا كتير، والحاجات اللي برضه أدخلتنا في الحالة النفسية".
وقال هارون محمد "أكثر حاجة يعني كانت مُسببة لي اكتئاب وانطواء يمكن كانت أصوات الرصاص. يمكن هذا الشي هو اللي خلانا أكثر سواد وحزن. خلاص مبقتش إني أحب أتكلم مع الناس أو أتداخل مع الناس. يعني كله خوف ورعب من بعد الحرب".
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ما زال النزاع الممتد والتدهور الاقتصادي الحاد وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية يلقي بظلال كثيفة على الصحة الجسدية والنفسية للسكان".
وقالت منظمة الصحة العالمية في يونيو حزيران إن شخصا بين كل 5 أشخاص في مناطق الحرب يعاني من اكتئاب وقلق وإجهاد ما بعد الصدمة والاضطراب الثنائي القطب أو الفصام، كما يعاني كثيرون من أشكال حادة من هذه الأمراض النفسية.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن هذه النتائج تسلط الضوء على الآثار الطويلة الأجل للأزمات الناجمة عن الحرب في دول مثل أفغانستان والعراق وجنوب السودان وسوريا واليمن.
وأشارت إلى أن أرقام المرضى أعلى بكثير منهم في زمن السلم، حيث يعاني شخص واحد بين كل 14 شخصا من شكل من أشكال المرض النفسي.
وتفيد احصاءات للأمم المتحدة أن عدد النزاعات المسلحة المستمرة بلغ في عام 2016 أعلى معدل له على الإطلاق وهو 53 نزاعا في 37 دولة، الأمر الذي جعل 12 في المئة من سكان العالم يعيشون في مناطق حرب نشطة.
واضطر زهاء 69 مليون شخص على مستوى العالم إلى الفرار من حرب أو أعمال عنف منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر/ اليوم السابع
يعيش فاضل حاليا مع نحو 500 طفل آخرين في دار للأيتام بصنعاء بعد انفصاله عن والديه، ويحاول جاهدا مداواة جراح نفسه.
واضطر القحطاني، وهو من ريف مدينة إب حيث إمكانية الوصول لمستوى رفيع من التعليم محدودة، للانفصال عن والديه وبلدته لتلقي تعليم مناسب في صنعاء، وفي العاصمة التحق الفتى بدار للأيتام كي يواصل تعليمه.
ولفترة من الزمن لم يستطع اجتياز الامتحانات، فذكريات الحياة في حضن الوالدين تسكنه وتحول بينه وبين جمع شتات نفسه فكان يترك صفه الدراسي ليبكي خارجه.
وقال فاضل القحطانى "في الصف الرابع في نص السنة راسب، أخدت أصفار كلها، لأن أنا طلعت حزين على أبي وأمي اللي فارقتهما، ما كنتش أدرس لدرجة إن الأستاذ يشرح أنا أخرج (من الفصل) لأتذكر مواقفي أبكي وأخرج".
وفاقمت الحرب حالة القحطاني سوءا فأضاف "لما سافرت إلى مصر وتونس، كنت أشوف الأطفال يلعبوا بأمان، ملابس تمام، مكان آمن، لا قصف ولا شي، التعليم آمن".
وبالنسبة للشابين اليمنيين أيضا معتز مصلح وهارون محمد، وهما من مدينة عدن، فإن أصوات الرصاص والقصف تطاردهما على مدار اليوم.
وفي مرحلة ما التزم مصلح منزله بسبب حالته النفسية وامتنع عن الأكل ولم يعد يهتم بمظهره، حتى آلة الجيتار التي يعشقها لم يعد يجد فيها سلوى لأحزانه.
وقال معتز مصلح "أصوات الرصاص يعني كانت فوق هذا كله، وأصوات القصف، مستحيل إنه أنسى الأصوات، مستحيل جداً جدا جداً جدا أنساها. وهذي برضه من الحاجات اللي كانت تخوفنا كتير، والحاجات اللي برضه أدخلتنا في الحالة النفسية".
وقال هارون محمد "أكثر حاجة يعني كانت مُسببة لي اكتئاب وانطواء يمكن كانت أصوات الرصاص. يمكن هذا الشي هو اللي خلانا أكثر سواد وحزن. خلاص مبقتش إني أحب أتكلم مع الناس أو أتداخل مع الناس. يعني كله خوف ورعب من بعد الحرب".
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ما زال النزاع الممتد والتدهور الاقتصادي الحاد وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية يلقي بظلال كثيفة على الصحة الجسدية والنفسية للسكان".
وقالت منظمة الصحة العالمية في يونيو حزيران إن شخصا بين كل 5 أشخاص في مناطق الحرب يعاني من اكتئاب وقلق وإجهاد ما بعد الصدمة والاضطراب الثنائي القطب أو الفصام، كما يعاني كثيرون من أشكال حادة من هذه الأمراض النفسية.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن هذه النتائج تسلط الضوء على الآثار الطويلة الأجل للأزمات الناجمة عن الحرب في دول مثل أفغانستان والعراق وجنوب السودان وسوريا واليمن.
وأشارت إلى أن أرقام المرضى أعلى بكثير منهم في زمن السلم، حيث يعاني شخص واحد بين كل 14 شخصا من شكل من أشكال المرض النفسي.
وتفيد احصاءات للأمم المتحدة أن عدد النزاعات المسلحة المستمرة بلغ في عام 2016 أعلى معدل له على الإطلاق وهو 53 نزاعا في 37 دولة، الأمر الذي جعل 12 في المئة من سكان العالم يعيشون في مناطق حرب نشطة.
واضطر زهاء 69 مليون شخص على مستوى العالم إلى الفرار من حرب أو أعمال عنف منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر/ اليوم السابع