أثار توقيع مسؤولين سعوديين مذكرة تعاون لما أسموه "الحفاظ على الوثائق والمخطوطات اليمنية"، استهجان وسخط واسعين بين أوساط اليمنيين.
وذكرت وسائل إعلام سعودية أن المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد آل جابر، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز فهد السماري، وقعا مذكرة تعاون مشترك، تنفيذاً لما سماه "الأمر السامي" القاضي بمشاركة دارة الملك في مجالات إعمار الجمهورية اليمنية.
وزعم السفير السعودي أن توقيع الاتفاقية يأتي انطلاقاً من حرص بلاده على تراث اليمن، مشيرا إلى إصدار توجيه القيادة بالمملكة بمناسبة مشاركة دارة الملك عبدالعزيز في مجالات إعمار اليمن والمحافظة على الوثائق والمخطوطات التاريخية عبر رقمنة هذه الوثائق بهدف الحفاظ عليها وحماية التراث اليمني.
الجدير بالذكر أن الاتفاق جرى بين مسؤولين سعوديين، ولم يكن هناك جهة حكومية يمنية طرفا في التوقيع، كما لم يحضر مراسم التوقيع أي مسؤول يمني، وهو الأمر الذي اثار استهجان اليمنيين.
وتوالت ردود فعل اليمنيين، متسائلين في الوقت ذاته عن من فوض الجهات السعودية وأعطاها الحق في هذا الأمر وأين دور الجهات الحكومية المختصة ممثلة بوزارة الثقافة؟
وفي السياق ذاته انتقد الخبير في التراث اليمني عبدالله محسن، توقيع الاتفاق بين الأطراف السعودية، اذ من المفترض أن يكون الاتفاق مع الحكومة اليمنية مباشرة.
واعتبر محسن توقيع الاتفاق بالكارثة. وتساءل الخبير في التراث اليمني بالقول: ماذا بقى من كرامة هذا الوطن؟
وقال إن "السعودية توقع مع ذاتها اتفاقا للحفاظ على مخطوطات اليمن ورقمنتها"، منوها إلى انه يفترض التوقيع مع الجانب الحكومي.
الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان حملت رئيس الحكومة معين عبدالملك مسؤولية تدمير التراث اليمني وما يحلق بها من تدمير ممنهج من قبل السعودية والإمارات.
وقالت كرمان "معين سكرتير السفير السعودي أو عبده لا فرق يبيع الآثار اليمنية لدولة العدوان السعودي الغاشمة".
من جانبه الكاتب الصحفي عامر الدميني تساءل: هل هناك شخصية يمنية حضرت الإتفاق؟ وهل هناك جهة حكومية يمنية كانت طرفا فيه؟
وقال الدميني: من فوض الجهات السعودية وأعطاها الحق في هذا الأمر؟ أين دور الجهات الحكومية المختصة؟
وأضاف "الاتفاق سعودي خالص، ومعين وحكومته مسؤولين عن هذا العبث الذي تتعرض له الأثار باليمن".
وتابع "هناك القليل الباقي من الموروث والتراث والتاريخ تجهز عليه السعودية مقدمة نفسها الحريص والشقيق".
وأردف : من يشرعن لهؤلاء؟ اسألوا معين عبدالملك وحكومته في عدن، وعاد التابعين له من شلته يزعلوا لما تنتقده وتنقد أداؤه". مضيفا "يتحول اليمن تدريجيا ليصبح ملحقا بالسعودية"..
المحامي والناشط السياسي عبدالسلام المخلافي، بدروه قال "هذه الصورة -لحظة توقيع السعودية مذكرة تعاون لحفظ التراث اليمني- تكفي لإقالة رئيس الوزراء معين عبد الملك ووزير الثقافة مروان دماج، وإحالتهم إلى التحقيق بقائمة طويلة من التهم التي يمكن لعضو نيابة مبتدئ تكييفها وإسقاطها عليهم من هذه الصورة فقط".
وأردف "الصورة تلخص مأساة اليمن وحجم الإهانة التي يتعرض لها الشعب اليمني". متابعا "صورة موجعة جدا".
الصحفي طلال الشبيبي تساءل بالقول: من الذي فوض السعودية وسفيرها لتسلم وثائق وآثار ومخطوطات اليمن لما يسمى بدارة الملك عبدالعزيز السعودية في الرياض؟
وأضاف "سرقة ونهب واضح للآثار اليمنية، كمن تأمن مالك على لص يتربص بك ليسرقك، وأتت الفرصة".
وأردف: أين رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير الثقافة مروان دماج وما موقفهم من مثل هذا الاتفاق؟
أما الرحال اليماني فقال "الهدف سرقة ما تبقى تحت مسمى الحفاظ عليه، بعد أن سرقت الإمارات ما سرقت من الآثار اليمنية".
وتابع "لديهم مشكلة مع الحضارة والتاريخ والهوية اليمنية تؤرقهم ويسعون إلى طمسها بشتى الطرق".