قاسم سليماني

بإمكانهم عمل الكثير.. هل يشارك الحوثيون في رد طهران على مقتل سليماني؟

أشرف الفلاحي- عربي21

أثارت تهديدات مجلس الأمن القومي الإيراني (أعلى هيئة أمنية بالبلاد)،عقب اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال، قاسم سليماني، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بأن "رد طهران سيشمل المنطقة بأسرها"، تساؤلات حول احتمالية مشاركة الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، في أي عمليات انتقامية إيرانية، وطبيعتها، لاسيما بعدما أبدوا تضامنا واسعا على اغتيال سليماني.


وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قد نعى في بيان بثتة قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، الجنرال سليماني، وهاجم في الوقت نفسه، واشنطن ووصفها بـ"الشيطان الأكبر"،
كما توعد أن "دماء الجنرال الإيراني ورفاقه، لن تذهب هدرا".

 

"ضرب إمدادات النفط"

 

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الباحث اليمني في الشؤون الإيرانية، محمد مصطفى العمراني: من الطبيعي أن تتضامن جماعة الحوثي مع إيران بعد مقتل الفريق، قاسم سليماني بالعراق.

 

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن الحوثيين يتحركون في إطار محور المقاومة في المنطقة الذي تقوده طهران، مؤكدا أن مقتل سليماني يمثل ضربة كبيرة وخسارة فادحة لمحور المقاومة، ولاشك، أن الحوثيين سيؤدون دورا في عملية الرد والانتقام لمقتله. 

 

ولم يستبعد الباحث العمراني أن يقوم الحوثيون بعمليات استهداف مصالح حلفاء واشنطن بالمنطقة، في المقدمة السعودية، مشيرا إلى أنهم باتوا قادرين على قصف منشآت حيوية ومصادر الطاقة في المملكة، وتعطيل قدراتها على إنتاج النفط، ومن ثم إرباك الأسواق العالمية.

 

واستطرد قائلا: "وهذا أمر تخشاه واشنطن، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط عقب مقتل سليماني، وسط مخاوف الأسواق العالمية من الحيلولة دون تدفقه بسبب التصعيد في الشرق الأوسط".

 

وحسب الباحث اليمني في شؤون إيران، فإن لدى الحوثيين أيضا، قدرة على استهداف السفن الأمريكية وسفن حلفائها في البحر الأحمر، وعرقلة ناقلات النفط القادمة من الخليج.

 

"استهداف مصالح واشنطن"

 

من جانبه، يرى الباحث اليمني في الشؤون الخليجية والإيرانية، عدنان هاشم أن الحوثيين يملكون ترسانة صواريخ باليستية وكروز، إضافة إلى طائرات بدون طيار معظمها قدمتها إيران، يستطيعون من خلالها  استهداف المصالح الأمريكية في مضيق باب المندب والخليج العربي عبر هذه القوة.

 

وقال في حديث لـ"عربي21": مقتل سليماني سيوحد محور إيران في الشرق الأوسط من أجل الانتقام، مؤكدا أن الجنرال الإيراني "سليماني" ارتبط بنشأة معظم تلك المليشيات والأدوات، وكان مسؤولا عنها، باعتبار فيلق القدس، مسؤولا عن تصدير الثورة والعمليات الإيرانية في الخارج. 

 

وأشار إلى أن تضامن الحوثيين مع سليماني هو جزء من الحملة الإيرانية لتحويل الأزمات إلى مكاسب، وستحاول الثأر بسرعة عبر جماعاتها في المنطقة.

 

"سيناريوهات رد الحوثي"

 

وفي السياق ذاته، توقع الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، سيناريوهات عدة، حول الرد الذي سيقوم به الحوثيون، عقب اغتيال الجنرال، قاسم سليماني.

وقال في حديث لـ"عربي21"، إن أبرز تلك  السيناريوهات "استئناف التصعيد السابق في العمق السعودي والإماراتي تدريجيا، زمانا وقوة".

 

وأشار الخبير الذهب إلى أنه قد سبق أن حدد الحوثيون مصفوفة أهداف استراتيجية بهذا الخصوص، وسيكون الرد مفسَّرا بعيدا عن مقتل سليماني.

 

أما السيناريو الثاني، وفقا للخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، فيكمن في "استهداف الأصول البحرية للتحالف في البحر الأحمر، مؤكدا أنه في كلا الحالتين سيتطلب ذلك وقتا وإمكانيات".

 

وتساءل قائلا: هل ستتمكن إيران من إيصال الإمكانيات في الوقت اللازم للحوثيين، لا سيما أن التحالف والولايات المتحدة سيتخذون تدابير أمنية واستخبارية عالية المستوى؟

 

ولم يستبعد أن يتولى الحوثيون، كعادتهم، تبني أي استهداف، فيما المنفذ الحقيقي إيران، أو أذرعها في العراق، لا سيما العمليات التي قد تطال المناطق الشرقية بالمملكة السعودية.

 

وكان مجلس الأمن القومي الإيراني، قد هدد الولايات المتحدة بانتقام قاس عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مؤكدا أن واشنطن ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا لها بغرب آسيا.

 

وأضاف وفقا لما تناقلته وسائل إعلام عالمية، أن الرد على اغتيال سليماني سيشمل المنطقة بأسرها، وأن واشنطن ستدفع ضريبة غالية، لن تنجو منها بسهولة.