سعادة العلاية- المشاهد
لم تقف معلمة مدرسة الحياة بمدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، متفرجة لحال مدرستها التي تضررت جراء الحرب، بل عملت مع عودة العملية التعليمية، بداية العام الدراسي الحالي، على إعادة توفير الكراسي، والقيام بطلاء الإدارة المدرسية، كي توفر أجواء ملائمة لطلابها.
وتعرضت مدرسة الحياة، وغيرها من المدارس، للقصف، ما أدى إلى إصابتها بأضرار جزئية، مثل تساقط النوافذ وفقدان مقاعد للطالبات، كما تقول أشواق، مضيفة أن أرشيف المدرسة تعرض للسرقة أيضاً.
وأكد تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام التربوي في محافظة تعز، إغلاق 1400 مدرسة جراء الحرب منذ سبتمبر 2014.
وأشار التقرير إلى أن 78% من المدارس المغلقة، متضررة بشكل جزئي أو كلي، و22% محتلة عسكريّاً أو تستخدم لإيواء نازحين. وأدت هذه المشكلة إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم بنسبة كبيرة، مقارنة بالأعوام السابقة، ما أسهم في زيادة عدد الأطفال خارج المدرسة، وفق للتقرير نفسه.
وكان دمار مدرسة الحياة حافزاً لمعلمة اللغة الانجليزي أشواق، في إعادة الحياة إليها، من خلال البحث عن تمويل لإصلاح ما دمرته الحرب. فعملت على عرض صور للأجزاء المدمرة من المدرسة، في صفحتها في “فيسبوك”، طالبةً من متابعيها مساعدتها لإعادة الحياة للمدرسة.
ووجدت أشواق تجاوباً، إذ جمعت مبالغ لشراء طلاء، وتم طلاء مكتب الإدارة وغرفة المدرسات، ووفرت موكيت كحل مؤقت للطلاب، بدل الكراسي التي سُرقت جراء سقوط سور المدرسة، مع استمرار بحثها عن دعم لتوفير كراسي للطلاب، من خلال نشر صور على صفحتها لطلاب يفترشون الأرض.
واستطاعت من خلال الداعمين الذين تجاوبوا معها، في المساهمة بالمال لتوفير الكراسي، وإصلاح ما تبقى من الكراسي المكسرة، فضلاً عن إصلاح دورة المياه.
وساعدت مبادرة روافد في الصندوق الاجتماعي للتنمية، في شراء ما نقص من الكراسي. فيما وفرت أشواق الكتاب المدرسي الذي تعاني من انعدامه الكثير من مدارس الجمهورية.
وحتى لا يشكك أحد بها، نشرت أشواق كشف المبالغ التي وصلتها من متبرعين، مع إيضاح بما تم صرفه، والمبلغ المتبقي كان من نصيب المعلمين الذين تطوعوا في المدرسة.
وتقول أشواق إنها أرادت من هذه المبادرة إعادة الحياة وبث روح الأمل بين الطلاب، بخاصة الصغار في الصفوف الابتدائية، لتحفزيهم وخلق بيئة تعليمية جيدة وسط الدمار.