أشرف الفلاحي- عربي21
كشف مصدران يمنيان عن تفاصيل جديدة عن النشاط الذي تقوم به دولة الإمارات وحلفاؤها في مدينة المخا الاستراتيجية، ضمن مساعي فصلها عن محافظة تعز (جنوب غرب اليمن).
وقال مصدر يمني خاص لـ"عربي21" مشترطا عدم الافصاح عن اسمه إن القوات الإماراتية أنهت تدريب لواء عسكري جديد في مدينة الخوخة، جنوبي محافظة الحديدة الساحلية (غرب البلاد)، وتسعى للدفع به إلى مناطق جنوب محافظة تعز، ضمن خطة تقسيم المحافظة وفصلها عن ساحلها.
وأضاف المصدر اليمني أن اللواء الجديد الذي جرى تشكيله من أبناء مناطق الحجرية، جنوبي تعز، بقيادة شخص يدعى "أبو ذياب العلقمي"، بدأت بنقل جزء منه إلى المخا الساحلية على البحر الأحمر، التي تنشط فيها أبوظبي لتنفيذ خطتها بإنشاء "إقليما يحمل اسم المدينة ذاتها" يضم المنطقة الساحلية الغربية من محافظة تعز، وصولا إلى باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولية.
وبحسب المصدر فإن أبا ذياب العلقمي، قائد اللواء الجديد المدعوم إماراتيا، بدأ الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الثلاثاء الفائت، بنقل جزء من قواته إلى مفرق مدينة المخا ـ مفترق طرق لمناطق عدةـ، مؤكدا أنه تم منع هذه القوة التي يقودها "العلقمي" من دخول معسكر خالد بن الوليد الواقع في تلك المنطقة، وهو ثان أكبر قاعدة عسكرية باليمن.
وأشار إلى أن العميد، حمدي شكري، أحد قادة ألوية العمالقة، اعترض القوة ووجه بمنع دخولها، معسكر خالد الذي تسيطر عليه قواته، وطلب مرسوما رئاسيا بذلك.
ويوضح المصدر أن نقل القوة التي شكلتها أبوظبي بقيادة "العلقمي" إلى معسكر خالد بن الوليد، في المخا، تمثل مرحلة أولى من خطة إماراتية "تبدأ باتخاذ المعسكر نقطة انطلاق للانتشار في الخط الذي يربط مدينة المخا بمديرية المعافر وصولا إلى مديريات الحجرية جنوب غربي تعز".
وأهمية هذا الطريق تكمن في كونه يربط بين المخا ومديرية المعافر، جنوب تعز، كما يصل مديريات الساحل وميناء المخا بمديريات الحجرية الجنوبية والغربية ، التي تشكل الثقل العسكري لمدينة تعز برمتها، ولا معنى لها دون هذه المنطقة الاستراتيجية في الريف الغربي، وفق تصريح سابق لمسؤول في محور تعز العسكري لـ"عربي21" في كانون أول/ ديسمبر الماضي.
المصدر أفاد بأن هذه المرحلة تمهد لانسحاب القوات التي يقودها وزير الدفاع الجنوبي الأسبق، هيثم قاسم طاهر من مديريتي "الوزاعية وموزع"، جنوب تعز، واستبدالها بقوات "العلقمي" التي تتواجد ما تبقى من قواته في معسكر تديره الإمارات في الخوخة، جنوبي الحديدة.
أما المرحلة الثانية، فتكمن وفقا للمصدر، بعد السيطرة على الخط الرابط بين المخا ومناطق الريف الغربي والجنوبي من تعز، من قبل قوات "العلقمي" في "تأمين انتشار وتحرك قواته وتعزيز الحواجز الأمنية التي استحدثها في منطقتي "النقذة" و"بندح"، جنوب المحافظة الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
وتابع المصدر أن هذا التحشيد العسكري من قبل حلفاء الإمارات، يأتي ضمن خطة "تقسيم محافظة تعز" تبدأ من فصل الريف الغربي ومحوره "مديرية الحجرية" ليكون ضمن إقليم "المخا" الممتد من باب المندب مرورا بذوباب وموزع والوزاعية وصولا إلى مدينة المخا غربا على البحر الأحمر.
فيما قال مصدر ثان، وهو مسؤول بالجيش في تعز لـ"عربي21" رفض كشف اسمه إن الإماراتيين وحليفها طارق صالح، نقلوا اللواء من الخوخة إلى معسكر خالد بن الوليد في مفرق المخا، تحسبا واستعدادا لأي هجوم قد يباغتهم.
وأضاف أن هناك مخاوف لدى حلفاء أبوظبي من هجوم محتمل لقوات الجيش الوطني، وإفشال تحركاتهم في الريف الغربي والجنوبي من تعز.
بموازاة ذلك، كشف المصدر اليمني الخاص عن تعزيزات خرجت من ميناء المخا، الأسبوع الماضي، واتجهت نحو معسكر صويلح التابع لنجل شقيق صالح.
وأكد المصدر لـ"عربي21" أنه شوهد 20 شاحنة محملة بصناديق وأخرى مغطاة، اتجهت صوب معسكر صويلح، شرق مدينة المخا، وتوقفت عددا منها جواره على خط المخا ـ تعز، مرجحا أنها معدات وأسلحة أرسلها الإماراتيون لقوات طارق صالح، لدعم خطتها في الريف الجنوبي والغربي من تعز.
وكانت "عربي21" قد كشفت نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تفاصيل خطة وضعتها الإمارات لتقسيم محافظة تعز.
وتتضمن الخطة "وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز" في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".