ابتسام ابو دنيا

ابتسام أبو دنيا… لماذا اقتحم منزلها، وهل غادرت صنعاء؟

عاصم صبري- المشاهد

تعرضت الناشطة الثلاثينية ابتسام أبو دنيا، لضرب مبرح من قبل مشرف تابع لجماعة الحوثي، في العاصمة صنعاء، لمطالبتهم بصرف مرتباتها.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة فوتوغرافية لابتسام، وعلى وجهها آثار دماء.
وقالت دنيا في منشور على صفحتها في “فيسبوك”، إنها تعرضت هي وأولادها للاعتداء بعد اقتحام منزلها بالقوة، ومصادرة هواتفها المحمولة، من قبل عصابة مسلحة تابعة لقائد حوثي في محور حجة، يدعى وليد علي أبو دنيا.
وأكدت أنها تحتفظ بحقها في الرد بعد تماثلها للشفاء، مشيرة إلى أنها توكل بيت جحاف، وهم أقارب زوجها، حق الدفاع عن ابنتهم التي قام المسلحون الحوثيون بضربها، وأخذ جوالاتها، وكشف سترها وشعرها وهي في داخل بيتها آمنة.

تعرضت هي وأولادها للاعتداء بعد اقتحام منزلها بالقوة، ومصادرة هواتفها المحمولة، من قبل عصابة مسلحة تابعة لقائد حوثي في محور حجة، يدعى وليد علي أبو دنيا. 


وبعد ساعات من الاعتداء عليها، كتبت ابتسام منشوراً آخر طالبت فيه أصدقاءها بعدم التواصل عبر أرقام هواتفها المحمولة السابقة، لأنها أصبحت مع الحوثيين.
مصادر حقوقية أكدت لـ”المشاهد” أن الناشطة ابتسام أبو دنيا غادرت العاصمة صنعاء باتجاه محافظة يمنية أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة.

من المعتدي على أبو دنيا؟

لم يصدر عن جماعة الحوثي أي توضيح رسمي حول حادثة الاعتداء على الناشطة أبو دنيا، لكن ناشطين مقربين من جماعة الحوثي نفوا تعرض ابتسام للاعتداء من قبل مسلحين تابعين للجماعة، مؤكدين أن ما حصل كان خلافاً عائلياً.
وعن ذلك، يقول الناشط حزام ردمان أبو عاصم: “ابتسام أبو دنيا لم يعتدِ عليها أي قائد حوثي، ولا حتى فرد من أفرادهم، وما حصل هي مشاكل عائلية بينها وبين أحد أفراد أسرتها، ولكن لأننا شعب عاطفي وشعب غيور على كل بنت وأخت يمنية، حاولت أن تجعل من قضيتها قضية رأي عام، وما أسهل التضامن مع مثل هذه الحالات إذا كان المتهم حوثياً”.
وكتب الصحفي جمال الغراب، قائلاً: “الحقيقة أن عصابة مكونة من مجموعة من الأشخاص، بينهم امرأة، اقتحموا منزل المجني عليها ابتسام أبو دنيا، وأوسعوها ضرباً، وهذه المشكلة بسبب خلافات أسرية، وليس لجماعة الحوثي أية صلة بالموضوع”.
ونعت الصحفي زيد الغرسي، المتضامنين مع الناشطة ابتسام، بـ”الخونة”. وقال: “الخونة شغلونا على خبر قضية أسرية، وحولوها ضد قيادي حوثي، وهي مشاكل عائلية”.

مواقف مناهضة للحوثيين

قبل نحو 3 أشهر، كانت الناشطة ابتسام أبو دنيا تنشر فيديوهات عبر موقعي التواصل الاجتماعي “يوتيوب” و”فيسبوك”، تنتقد فيها جماعة الحوثي، وتطالبها بصرف المرتبات.
انتشرت تلك الفيديوهات بشكل كبير عبر “جروبات” على تطبيقات التواصل الاجتماعي “واتساب” و”تيليجرام”.
وعقب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، كتبت ابتسام منشوراً على صفحتها في “فيسبوك”: “لوما كنت “حراف” (لا يوجد معها نقود) اليوم قسماً بالله كنت أذبح كبش، وأفعل وليمة ابتهاجاً بمقتل الهالك سليماني”.

خالد سلمان : ابتسام أبو دنيا. المرأة التي تحدت الحوثي في عقر داره، واستبدلت الحزن الإجباري بموت سليماني، إلى فرح مستحق، ونالت من أعقاب بنادقهم، نوط شجاعة ووساماً. 


ويتحدث الصحفي خالد سلمان، في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “ابتسام أبو دنيا. المرأة التي تحدت الحوثي في عقر داره، واستبدلت الحزن الإجباري بموت سليماني، إلى فرح مستحق، ونالت من أعقاب بنادقهم، نوط شجاعة ووساماً”.
وكتب الناشط الحقوقي شوقي الشعباني: “لم ترتكب ابتسام ذنباً سوى أنها كانت شجاعة، ولم تخف في التحدث عن تصرفات سلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء، والمطالبة براتبها، فكان الرد عليها بضربها وطردها، فلجأت للهروب مع أسرتها إلى مأرب”.
ونشر الناشط هيكل العريقي، في صفحته على “فيسبوك”: “ابتسام أبو دنيا، تلك المرأة التي قارعت جماعة الحوثي من قلب صنعاء، لم تفر مثل وزراء الحكومة، وكانت النتيجة الاعتداء الذي تعرضت له من قبل عصابة تتكون من 15 مسلحاً يتبعون وليد علي أبو دنيا، مشرف الحوثيين في حجة، باقتحام منزلها في صنعاء، ونهب هواتفها، والاعتداء على الناشطة.

سجل حافل بالانتهاكات

وسبق أن تعرضت نساء يمنيات للاعتداء بالضرب من قبل مسلحين حوثيين، ففي الـ9 من أبريل 2017، اعتدى مسلحو جماعة الحوثي على أمهات المختطفين في سجون الجماعة، أمام مقر جهاز المخابرات العامة، وسط العاصمة صنعاء، أثناء تنفيذهن وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن.
وفي الـ10 من أبريل، انتشر مقطع فيديو يظهر قيام مسلح حوثي بالاعتداء ضرباً على إحدى المعلمات في بوابة إحدى المدارس الخاصة في صنعاء.
وفي 21 مارس 2018، اعتدى مسلحون حوثيون ومسلحات حوثيات يُعرفن بـ”الزينبيات”، على عدد من النساء، بالهراوات، أثناء مشاركتهن في مسيرة وضع أكاليل من الزهور بالقرب من منزل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وفي الـ6 من أكتوبر الماضي، اعتدى مسلحون حوثيون على وقفة احتجاجية في محافظة إب (وسط اليمن)، للتنديد بانهيار العملة وتردي الأوضاع المعيشية.
وفي تقرير حديث لمنظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، كشفت عن تنامي ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء في العاصمة اليمنية صنعاء، وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وكانت المنظمة طالبت بالتحقيق العاجل في قضايا الاختطاف والاغتصاب التي تعرضت لها العديد من النساء والفتيات اليمنيات، مستنكرة ما تتعرض له النساء من انتهاك وامتهان وصل حداً غير مسبوق في اليمن، ويتعارض كلية مع القوانين والأعراف الاجتماعية اليمنية.