تستعد "الفابيت"، المجموعة الأم لجوجل، لتصبح رسمياً الشركة الأكبر قيمة في العالم بعد تقدمها على "آبل" في البورصة بفضل نتائج أفضل من المتوقع، لتثبت أن متانة نواة المجموعة عوّضت الى حد كبير خسائر رهاناتها على مشاريع مستقبلية.
عند إغلاق الجلسة، أمس الاثنين الأول من فبراير/شباط 2016، بلغت قيمة "الفابيت" 530,1 مليار دولار استناداً الى قيمة أسهمها مقابل 534,7 مليار دولار لمجموعة آبل.
قيمة أسهم "الفابيت" تجاوزت افتراضياً رأسمال "آبل" في المبادلات الإلكترونية التي تلت إغلاق الجلسة الرسمية في وول ستريت، حيث ارتفع سعر سهم "الفابيت" 4% بفضل المفاجأة السارة التي شكلتها نتائج أدائها.
وفي حال تأكد هذا الاتجاه خلال جلسة، الثلاثاء، فإن "آبل" ستفقد رسمياً مكانها عالمياً.
وأصبحت جوجل ونشاطاتها الأساسية (البحث والإعلان على الإنترنت ونشاطات الفيديو بيوتيوب أو الهواتف النقالة بنظام أندرويد) جزءاً من مجموعة "الفابيت" القابضة منذ عملية إعادة تنظيم العام الماضي.
ووعدت جوجل حينذاك بأن يسمح ذلك بمزيد من الشفافية بشأن العواقب المالية لمشاريعها المستقبلية التي تضاعفت في السنوات الأخيرة.
رهانات مستقبلية مكلفة
من السيارات التي تسير بلا سائق إلى محطات الإنترنت على مناطيد أو طائرات بدون طيار ومبادرات في قطاع الصحة.. لا تحمل هذه الرهانات الطويلة الأمد أي ضمانات للنجاح وتكلف مبالغ طائلة.
وللمرة الأولى تحدثت "الفابيت"، أمس الاثنين، بالأرقام عن فائت في الربح يبلغ 3,6 مليارات دولار من خسائر الاستثمارات الأخرى العام الماضي التي بلغت وارداتها 448 مليون دولار.
وهذه العائدات جاءت خصوصاً من نشاطات الأتمتة المتصلة بالإنترنت (نست)، والإنترنت الفائق السرعة بالألياف البصرية أو الصحة، حيث بدأت المجموعة إبرام تحالفات مع مجموعات في القطاع الصيدلاني، كما قالت المديرة المالية روث بورات خلال المؤتمر التلفزيوني التقليدي التوضيحي مع محللين.
عدد مستخدمي gmail تجاوز المليار شخص
لكن الخسائر التي تمثلها الرهانات المستقبلية تبقى نسبية بالمقارنة مع 75 مليار دولار رقم الأعمال السنوي الذي أعلنته المجموعة بأكملها العام الماضي.
كما أنها لم تمنع "الفابيت" بمجملها من تحقيق زيادة نسبتها 12% على مدى العام في الأرباح الصافية التي بلغت 15,8 مليار دولار، وبنسبة 5% أي 4,9 مليار دولار في الفصل الرابع.
أما رقم الأعمال فقد سجل نمواً بلغت نسبته 14% في 2015، حتى 18% أي 21,3 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وهذا الأداء يعكس خصوصاً سلامة نشاطات المجموعة خصوصاً "القوة المهمة التي يشكلها البحث بالهواتف الخليوية بفضل التحسن المتواصل للإعلان" والنمو "بنسبة كبيرة جداً" الذي سجله موقع يوتيوب بفضل الإعلان أيضاً.
وبذلك يكون "جوجل الجديد" سجل على مدى العام أرباحاً استثمارية تبلغ 23,4 مليار دولار (+23%) لرقم أعمال يبلغ 74,5 مليار دولار (+14%).
وقال رئيس جوجل، سوندار بيشاي، إن خدمة الرسائل الإلكترونية gmail انضمت الى لائحة الخدمات الكبرى للمجموعة، ويبلغ عدد مستخدميها حالياً مليار شخص. وتضم المجموعة 7 خدمات أخرى يتجاوز عدد مستخدميها هذا الرقم مثل محرك البحث جوجل سيرش وخدمة الخرائط جوجل مابس ونظام الاستخدام بالهاتف الخليوي اندرويد أو موقع يوتيوب للفيديو.
كما أن المجموعة مقتنعة بالدور المهم الذي سيلعبه في المستقبل التقدم المرتبط بالذكاء الاصطناعي، حيث تخوض جوجل السباق في الصفوف الأولى، وخدمات المعلوماتية الافتراضية في خدمة كلاود التي تتقدم فيها "مايكروسوفت" و"أمازون" على جوجل لكنه تنوي تعزيز دورها.
وقال سوندار بيشاي: "نريد أن نجعل من ذلك مجالاً أساسياً للاستثمار في 2016".