التواجد الإيراني في اليمن

معهد أمريكي: ما الذي يعنيه وجود الخبير الإيراني "عبدالرضا شهلاي" في صنعاء؟

ترجمة: أبوبكر الفقيه- يمن شباب

قال معهد "ذا اميركان انتربرايز"الأمريكي، إن "وجود الخبير البارز في الحرس الثوري الإيراني عبد الرضا شهلاي في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثي - حيث حاولت الولايات المتحدة قتله وفشلت في نفس التوقيت الذي كانت تجري فيه عملية سليماني - ربما يسهل مساعي قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني لتوسيع نطاق قدرات الحوثيين الأصلية". 
 
وذكر في تقرير له ترجمه "يمن شباب نت" أن تخصص شهلاي في العمليات الخارجية وتطوير تلك المهارات المحددة داخل المجموعات المدعومة من إيران يجعل مما لا شك فيه أن بعض هجمات الحوثي على الأهداف السعودية والإقليمية الأخرى كانت نتيجة لعمله شخصياً.

وأوضح بأن المكافأة التي قدرها 15 مليون دولار للحصول على معلومات عن شهلاي والصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في ديسمبر 2019 أكدت وجود شهلاي في اليمن، حيث من المحتمل أن يكون هو أبرز مسؤول إيراني رفيع يشرف على دعم قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني لحركة الحوثي.
 
ولفت التقرير إلى أن التزام شهلاي باستهداف المصالح الأمريكية على المستوى العالمي - من العراق إلى واشنطن العاصمة - قد يعني أيضًا أنه يسعى بنشاط إلى استهداف الأهداف الأمريكية الإقليمية متى ما سنحت الفرصة. وهو لا يزال قائداً بارزاً في وحدة قوة القدس التابعة للحرس الثوري 400 - وهي وحدة سرية تقوم بمهام ضد أهداف غربية.
 
وأضاف أن كشف واشنطن بوست عن عملية عسكرية أمريكية ثانية استهدفت قائدًا إيرانيًا في اليمن في نفس الليلة التي استهدفت فيها الغارة الجوية التي قتلت القائد العسكري الإيراني اللواء قاسم سليماني, لم يثر اهتمامًا كبيرًا مقارنة بضربة سليماني المذهلة, لكن التقرير اعتبر بأن عبد الرضا شهلاي يستحق بعض الاهتمام الإعلامي.

وأشار التقرير إلى أن شهلاي هو نائب قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي - قوة المهام الخارجية الإيرانية المتخصصة في الحرب غير التقليدية.


وأوضح أنه قدم الدعم للجماعات الشيعية العراقية المتطرفة لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق في الألفيات من القرن الماضي، وخطط لهجوم من مجموعة جيش المهدي الخاصة ضد القوات الأمريكية في كربلاء، العراق، والذي أدى إلى مقتل خمسة جنود أمريكيين في يناير / كانون الثاني 2007. كما قام بتنسيق تدريب حزب الله اللبناني للجماعات العراقية في إيران. وقام في وقت لاحق بالتنسيق وساعد في تمويل مؤامرة لقوة الحرس الثوري الإيراني لقتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في واشنطن العاصمة ، في عام 2011. 

وبحسب المعهد الأمريكي" فقتل شهلاي وسليماني كانا سيقدم لكمة محكمة لقوات القدس التابعة لقوات الحرس الثوري "فلا شك أنه رجل خطير". ولكن بعكس قتل سليماني (وزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس) في العراق، فإن قتل شهلاي لن يكون مجرد تغيير طارئ لحركة الحوثي اليمنية.
 
وقال: لقد استفاد الحوثيون بشكل كبير من دعم الوكلاء الإيرانيين ودعم أذرع طهـران. كما طورت إيران وحزب الله اللبناني طيف الحوثيين من القدرات من الإعلام والمعلومات إلى التنظيم السياسي إلى أساسيات التجنيد إضافة للهجمات غير المتكافئة. بحلول نهاية عام 2012، كان الحوثيون يمتلكون وسيلة إعلاميًة قويًة تم استضافتها في بيروت، وحزب سياسي حصل على دعم من خارج القاعدة التقليدية للحوثيين في شمال اليمن، بتمويل من حزب الله، ومخزون متزايد من الأسلحة.
 
وبحلول نهاية عام 2014، كان الحوثيون يسيطرون على العاصمة اليمنية، ويقال إن بضع مئات من مدربي ومستشاري الحرس الثوري الإيراني كانوا في اليمن بينما تدرب مئات يمنيين آخرين في قاعدة الحرس الثوري الإيراني في قم بإيران.وبحلول عام 2020، حول استثمار إيراني محدود ولكنه استراتيجي في اليمن تهديد الحوثيين إلى تحدٍ أمني للمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى وأمنها البحري, ونقل القدرات والخبرات من الإنتاج المحلي للعبوات المزروعة على الطريق إلى الصواريخ الباليستية.

وأشار إلى أن متطلبات الحرب دفعت الحوثيين نحو إيران كشريك مفيد، ويقول: أصبح الحوثيون الآن عضوًا معتمدًا في "محور المقاومة"، وهو جهد بقيادة إيران لتوسيع النفوذ الإقليمي (ما قد يطلق عليه الأمريكيون شبكة التهديد الإيراني).كما يدرج زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي المصالح المتقاربة بين الحوثيين وغيرهم من أعضاء المحور، بما في ذلك حزب الله، وخاصة في منافسة الدور الأمريكي والإسرائيلي والسعودي في المنطقة.

ويرى أن خسارة عبد الرضا شهلاي من شأنه أن يبطئ إنضاج الحرس الثوري الإيراني لتهديد الحوثي، ولكنه لا يمحو هذا التهديد بأي حال من الأحوال.فحتى التراجع عن أنشطة إيران التوسعية في المنطقة لا يلغي القدرات التي نقلتها إيران ووكلائها إلى الحوثيين. إذ يمكن للحوثيين ضرب حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر أو البنية التحتية للطيران والنفط في الخليج. 

 

 

- فيديو :