المكرفس

ما هو وباء "المكرفس"… وما حقيقة انتشاره في عدن؟!

أعلن فهد مشبق، مدير عام مديرية المعلا بمحافظة عدن (جنوب اليمن)، قبل أيامٍ، حالة الطوارئ الصحية في المديرية؛ بسبب انتشار مرض “المكرفس”، في ظل تفشي عدة أنواع من أمراض الحميات في بعض مديريات عدن، خلال الأشهر الماضية، كحمى الضنك والملاريا والكوليرا وغيرها.
وأعلنت مديرية المعلا بعدن، الاثنين الماضي، حالة الطوارئ الصحية، ورفع حالة “التأهب” عقب انتشار وباء “المكرفس”، بحسب بيانٍ صادر عن السلطة المحلية بالمديرية، عقب اجتماع بالمختصين.
وقال البيان الصحفي الذي تلقى “المشاهد” نسخةً منه، إن النتائج المحتملة لانتشار هذا الوباء تشكل خطراً على المواطنين.
وأضاف أن عدد الحالات المسجلة في المديرية والمصابة بالمرض، بلغ 6 حالات، تم رصدها في المجمع الصحي بالمعلا، وفق ما ذكره اجتماع السلطات المحلية بالمختصين.
لكن إحصائيات مكتب وزارة الصحة بعدن، لم تشر إلى وجود حالات مصابة بهذا المرض، وفق تقرير صادر عن إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة العامة والسكان بعدن، مؤكدا على وجود 6 حالات اشتباه بمرض الكوليرا، واحدة منها كشفت الفحوصات العاجلة أنها إيجابية، فيما 3 منها سالبة، وحالتان لم تجرَ لهما الفحوصات اللازمة.
و”المكرفس” عدوى فيروسية وبائية، ومن أهم أعراضها المصاحبة للمرض، بحسب الأطباء، ارتفاع شديد للحرارة، ورشح، وألم بالمفاصل. لكنهم يؤكدون عدم وجود مرض بهذا الاسم، وإنما هي حالات إصابة بحمى الضنك، فالأعراض واحدة، كما يقولون.

تناقض وزاري

سجلت إدارة الترصد الوباء بمكتب وزارة الصحة بعدن، حالة اشتباه واحدة بالدفتيريا و3 بالحصبة، وفقا للتقرير الصادر عنها، والذي أشار إلى عدم تسجيل حميات في المحافظة.
فيما تقر مصادر في الإعلام الصحي بمكتب الصحة في عدن،لـ”المشاهد” بوجود حالاتٍ مرضية تتوزع بين حمى الضنك والملاريا و”الشجنجو” أو المعروف بـ”المكرفس”، لكنها لم ترتقِ إلى مستوى الوباء، ومازالت في طور الاشتباه، مؤكدة أن هناك تضخيماً لهذا المرض.
وأكدت مصادر الإعلام الصحي أن الأمور بيد دائرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة، التي تعمل على تقييم الحالة، إن كانت وباءً أو أنها موجة عابرة.
واستغربت المصادر من إعلان مديري المديريات حالات الطوارئ، وتحديد الأوبئة، لأن تلك الأعمال من اختصاص المعنيين والخبراء الصحيين، وليست من شأن السلطات الإدارية، وفق قولها.
وأكد مدير عام مكتب الصحة العامة بمحافظة عدن، الدكتور جمال خدابخش، استقرار الوضع الصحي في المحافظة بشكل عام.
وقال خدابخش، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، إن تقارير الرصد الوبائي بالمحافظة تعطي مؤشرات مطمئنة بعد تسجيلها حالات “اشتباه” بعدد من الأمراض لم يتم تأكيدها، مشيراً إلى أن ثمة حملة متداولة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، تروج لظهور حالات لأمراضٍ وبائية لا أساس لها من الصحة، مجدداً تأكيده أن المحافظة بمديرياتها الـ8 في “الوضع الصحي المعتاد”.
ودعا إلى إبلاغ الجهات المختصة عند الاشتباه بأية حالة، عن طريق غرفة عمليات الصحة، والتي تعمل على مدار الساعة.

إقرار خجول

وسجلت نشرة الاثنين الصادرة عن مكتب الصحة بعدن، خلو البلاغ من حالات مؤكدة لعددٍ من الأمراض، عدا حالة اشتباه واحدة بالدفتيريا قدمت من محافظة لحج، وحالة واحدة مشتبه بإصابتها بالإسهالات المائية الحادة، من إجمالي 6 حالات تم فحصها.
وكشف خدابخش، أن المرافق الصحية في مديرية المعلا استقبلت، الاثنين الماضي، 7 حالات حميات تم علاجها وعادت إلي منازلها معافاة.
واعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام معينة تروّج لمثل هذه الأخبار، وتعمل من خلالها على زعزعة الحالة النفسية للمواطنين، بحسب تعبيره، مشدداً على أن الوضع الوبائي عادي جداً، وكالمعتاد.
وأكد مدير مكتب الصحة بمديرية البريقة، الدكتور فهد عبدالقوي، أن هناك تعليمات مشددة من مكتب الصحة بالمحافظة، تؤكد على ضرورة الإبلاغ عن أية حالات تظهر، سواءً من مرض “المكرفس” أو غيره.
وقال عبدالقوي، في تصريحٍ لـ”المشاهد”، إن مهمة السلطات الصحية المحلية في المديريات، تتمثل في تكليف فريق الاستجابة السريعة بالنزول إلى منازل الحالات المشتبه بها، وذلك فقط عند اكتشاف الحالة، مضيفاً أن فريق الاستجابة يقوم بأخذ بيانات الحالة المشتبه بها، ورفعها إلى الرعاية الصحية والترصد الوبائي.
وأكد خلو المديرية من مرض “المكرفس”، ولا توجد أي بلاغات بهذا الشأن، حتى الآن، لكنه لم يستبعد وجود حالات مشتبه بها في بعض المديريات الأخرى، كما هو الحال بمديرية المعلا، وفق بيان مكتب الصحة هناك، الذي أكد أن المجمع الصحي في المديرية سيعمل على مدى 24 ساعة؛ لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، إضافة للقيام بعملية الرش الضبابي التي من المقرر أنها قد بدأت الثلاثاء الماضي.

أوبئة منتشرة في عدن

وشهدت محافظة عدن، خلال السنوات الـ5 الماضية، انتشاراً لأنواعٍ كثيرة من الأمراض، وتحديداً أمراض الحميات والإسهالات المعوية الحادة، كحمى الضنك والكوليرا والملاريا، غير أنها المرة الأولى التي يظهر فيها مرض “المكرفس” في المحافظة.
وتسببت الحرب التي شهدتها المدينة، نهاية الربع الأول من عام 2015، بتدمير العديد من المستشفيات والبنية التحتية الصحية في المدينة، كما أن تدفق النازحين إلى المدينة فاقم من انتشار الأمراض.
وأدت الأمطار الغزيرة التي تشهدها عدن خلال السنوات الأخيرة، في تفشي الحميات وأمراض الإسهالات، بسبب انتشار البعوض في المياه الراكدة.
وخلال الأيام الأخيرة، نظمت وزارة الصحة بعدن، ورشة عمل، بدعم من منظمة الصحة العالمية؛ لإعداد خطة الاستجابة ومكافحة مرض حمى الضنك خلال العام الجاري 2020.
وفي الورشة، أكد الخبير الدولي في منظمة الصحة العالمية، الدكتور جير مايا، أن محافظة عدن تأتي في المرتبة الثانية على مستوى اليمن في انتشار مرض حمى الضنك، ولا تسبقها سوى محافظة الحديدة، التي يعتبر سكانها من أكثر النازحين إلى عدن.

المصدر: المشاهد