كان ريتشارد كلارك في أبوظبي ذات صباحٍ عام 2013، حين أضاءت شاشة هاتفه، وسأله صوتٌ مألوف: مشغول؟
وكان مُجرّد سؤالٍ روتيني، إذ إنّ المتصل كان محمد بن زايد آل نهيان، حاكم الإمارات العربية المتحدة الفعلي وواحدٌ من أكثر الرجال نفوذاً على الأرض.
ثم قال: سأرسل لك سيارة.
وأغلق الخط.
كلارك، قيصر مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض، كان وقتها يعمل مستشاراً لمحمد بن زايد واعتاد على تلقّي مكالمات مُفاجئة من هذه النوعية.
في هذه المرة، صعد كلارك إلى متن سيارة، دون فكرةٍ عن وجهته، بل وفكّر في أنّه يتعرّض للاختطاف.
توقّف السائق أمام مبنى تنطلق منه أصواتٌ مُتشابكة.
وحين دخل، شاهد مجموعةً من النساء الشابات في أزياءٍ عسكرية، يُطلقن النار على أهدافٍ ثابتة من مسدساتهن.