ترجمة: يمن شباب نت
قالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لها صباح اليوم السبت، إن الولايات المتحدة نفذت غارة جوية على زعيم تنظيم القاعدة في اليمن بعد شهور من تعقبه باستخدام المراقبة الجوية وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، وفقا لثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين أو سابقين.
وأضافت: أعرب المسؤولون عن ثقتهم في أن زعيم القاعدة، قاسم الريمي، قُتل في غارة جوية في يناير في اليمن، لكنهم كانوا ينتظرون التأكيد قبل إصدار تصريح علني بذلك.
وتابعت: في حال تأكد ذلك، فإن وفاته يمكن أن تمثل ضربة كبيرة لشبكة القاعدة في اليمن، الفرع المحلي الذي لا يزال واحدا من أكثر فروع الجماعة الإرهابية فعالية. وقد حاول فرع اليمن، القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مهاجمة الولايات المتحدة وأوروبا، ويعتقد أنه لا يزال يريد ذلك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن قدرة الجماعة على تنظيم أو مهاجمة أهداف في الغرب ضعفت في السنوات الأخيرة، حيث استهدفت الغارات الجوية الأمريكية صناع القنابل والدعاة الناطقين باللغة الإنجليزية. لكن هذه المجموعة لا تزال خطيرة، كما قال المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق.
ولفتت إلى أن الجيش الأمريكي أو السي آي إيه (CIA)، لطالما أستهدفوا، في الماضي، قادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية عبر ضربات الطائرات بدون طيار، ومع ذلك كان المسئولون الأمريكيون يكتشفون في وقت لاحق أن المتشددين نجوا من تلك الضربات. الأمر الذي جعلهم أكثر حذراً من إعلان نجاح مثل هذه الضربات.
وبحسب الصحيفة، نفى مسؤولون عسكريون إطلاعهم على أي ضربات جوية من هذا القبيل. كما رفض كل من السي آي إيه ومجلس الأمن القومي التعليق.
وأضافت: ووفقا لمسئول أمريكي مطلع على الضربات الجوية، فإن السي آي إيه كانت علمت بموقع السيد الريمي من مخبر في اليمن في نوفمبر، وهذه المعلومات سمحت للحكومة أن تبدأ بتعقبه من خلال طائرات استطلاع.
وأشارت إلى أن تقارير إخبارية محلية في اليمن ذكرت أن غارة جوية بطائرة بدون طيار نفذت هذا الشهر وأسفرت عن مقتل اثنين من المشتبه بهم من المتشددين في منطقة وادي عبيدة، وسط اليمن. لكن هذه التقارير لم تحدد هوية الأشخاص الذين قتلوا في الغارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن قاسم الريمي، 41 عاما، يعد من بين قادة القاعدة القلائل الذين يعود تاريخهم الإرهابي إلى الحقبة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر (2001).
وأضافت أن الريمي محارب قديم تلقى تدريباته في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، ثم عاد فيما بعد إلى مسقط رأسه اليمن، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التخطيط لقتل السفير الأمريكي هناك، وخرج من السجن بعد عام، وسرعان ما أرتقى في صفوف فرع القاعدة.
وذكرت إن وزارة الخارجية عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض على السيد الريمي، ثم ضاعفت المكافأة فيما بعد إلى عشرة ملايين دولار، لأنه كان مرتبطًا بالعديد من المؤامرات ضد المصالح الأمريكية.
وتابعت: وفقًا لوزارة الخارجية، يعتقد أنه لعب دورًا في الهجوم الذي وقع عام 2008 على السفارة الأمريكية في صنعاء، والذي أدى إلى مقتل عشرة حراس وأربعة مدنيين، وكذلك مؤامرة 2009 التي قام بها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب لإسقاط طائرة متجهة إلى ديترويت عبر متفجرات كانت مخفية في ملابسه الداخلية.
وقال توماس جوسلين، زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: "لقد كان من قدامى المحاربين في تنظيم القاعدة، حيث بدأ حياته المهنية في المعسكرات في أفغانستان قبل 11 سبتمبر"، مضيفا: "وبعد خروجه من السجن، كان جزءً من فريق إدارة إعادة تفعيل فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ليصبح قائدًا عسكريًا لهم."
وبحسب السيد جوسلين، فإن السيد الريمي كان واحداً من أربعة مسؤولين في تنظيم القاعدة، ظهروا في شريط فيديو يعلن فيه عن إعادة إطلاق المجموعة في عام 2009.
وقال محللون إن العديد من قادة القاعدة قتلوا في هجمات مماثلة. وقال السيد جوسلين: "هذه الضربات ضرورية لإضعاف هذه الجماعة، لكنها ليست كافية لتدميرها كليا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الفرع المحلي للقاعدة في اليمن ظل لفترة من الوقت يعتبر الأكثر قدرة على ضرب المصالح الأمريكية، إلا أنه لم يقم بالتخطيط لمؤامرة تستهدف الولايات المتحدة منذ سنوات.
وقال بروس ريدل، وهو ضابط ومحارب قديم يبلغ من العمر 30 عامًا، إنه سمع عن تلك الضربة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان السيد الريمي قد قُتل فيها.
وأضاف: "الريمي هدف مهم، وربما أكثر خطورة على اليمن والسعودية أكثر مما هو بالنسبة للأميركيين، بالنظر إلى تناقص قدرات المجموعة خلال حرب اليمن".
وأختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الضربة الجوية الأمريكية ضد الريمي، جاءت في نفس الوقت تقريبا الذي حاول فيه الجيش الأمريكي، دون جدوى، قتل مسؤول عسكري إيراني كبير في اليمن، عبد الرضا شحلاي. وهي المحاولة التي جاءت بدورها في نفس اليوم الذي قتلت فيه طائرة أمريكية بدون طيار اللواء قاسم سليماني، أقوى قادة إيران.