كتب طالب يمني مقيم في الصين بطريقة مؤثرة عن المعاناة التي يتعرض لها الصينيون، وكيف أصبحت من كثافة وزحمة شوارع إلى مكان مقفر وحجر صحي على الجميع.
وقال الطالب "خالد وهيب" إن جميع الصينيين من حكام ووزراء يقاتلون معا من أجل بلدهم ويكافحون الفيروس الأخطر، وسط سحب معظم الدول مواطنيها وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.
وشبه وهيب الوضع بأنه أصعب من معاناة اليمنيين طوال الخمس سنوات الماضية من القصف والحرب والدمار.
نص المذكرة:
"
عشت حوالي سبعة أشهر بالحرب في اليمن، كان القصف علينا ليل نهار والإنفجارات أحيان تظل تشتعل لأيام ورغم ذلك لم تتوقف الحياة في شوارع صنعاء ولم ينحبس الناس في منازلهم. في هذه الأيام نعيش بالصين ظروف أصعب من تلك التي عشتها في اليمن،
حيث أن دولة الصين العظمى صارت متوقفة بشكل شبه كلي وصرنا نعيش بما يشبه الحجر الصحي.
الحكومة الصينية أتخذت كل الإجراءات لضمان السلامة لمواطنيها حيث أن الكل هنا سياسيين، أطباء، معلمين ومواطنين يحاربون هذا الفيروس بعزيمة. ومنذ بداية هذا الوباء يشهد الله أنني لم أشعر بأنني غريب عن هذا البلد، بل على العكس نحصل نحن الأجانب على رعاية وإهتمام خاصين
نعيش في غرفنا بما يشبه الحجر الصحي، كل يوم نقوم بعمل فحص طبي. في الوقت الذي كانت في الكمامات ليست متوفرة في السوق الصيني وفرت لنا الجامعة الكمامات وقامت بإرسالهن لكل الطلاب حتى الذين يعيشون بعيد عن الجامعة، وفروا لنا انترنت غير محدود التحميل لكي يستطيعوا التواصل معنا بأي وقت. أساتذة ومسؤولين كبار في الجامعة يقومون بتوصيل الخضار والفواكة لنا بشكل مستمر، ومتابعة حالتنا أول بأول.
الصين اليوم تحارب بالنيابة عن البشرية، هي حرب التطور العلمي مع المرض والقوة الفيروسية. أنا حزين على وضعنا اليوم، حزين على البلد الذي عشت فيه خمسة أعوام وبفضله أستطعت أن أتعلم وأطور من نفسي ولكنني في المقابل سعيد كوني جزء من هذه المعركة الفارقة. المعركة التي يقودها أُناس لا يعرفون الحقد ولا العنصرية، يحركهم العلم وتغذي قلوبهم الإنسانية.
صلوا من أجل الصين فهي تحارب من أجلنا جميعاً
"
خالد وهيب
#中国加油