هذا ما فعله انقطاع الانترنت في اليمن بـ"يوسف" والمئات من أمثاله

اضطر "يوسف"، مالك أحد مقاهي الانترنت في العاصمة اليمنية صنعاء، إلى عرض محله للبيع بمبلغ زهيد، وذلك بعد أكثر من 3 أسابيع على انقطاع الانترنت بنسبة 80% في الأراضي اليمنية.

 

ومنذ التاسع من يناير الماضي، يشهد اليمن انقطاعاً شبه كلي للانترنت، وأعلنت حينها الشركة المشغلة "تيليمن" خروج شبكة الانترنت بنسبة 80% بسبب انقطاع الكابل البحري "فالكون" بالسويس، حسب بيان للشركة.

 

يقول يوسف لـ"المصدر أونلاين" انه أقدم على هذه الخطوة بعد ان عجز المحل عن تغطية مصاريفه اليومية نتيجة تدهور شبكة الإنترنت الذي أثر على العمل بنسبة تصل إلى نحو 90%. "لم أستطع تغطية مصاريفي الخاصة فضلاً عن إيجار المحل ورسوم الكهرباء".

 

وكان هذا الشاب يتوقع مثله كباقي اليمنيين أن أزمة انقطاع الإنترنت سوف تُحل بعد أيام من وقوعها، غير أنها طالت وشارفت على دخول شهرها الثاني.

 

وأشارت تصريحات صادرة عن قيادات في "المؤسسة العامة للاتصالات" والشركة اليمنية للاتصالات الدولية "تيليمن" الخاضعتين لسيطرة الحوثيين بصنعاء إلى أنهم يتوقعون حل الأزمة  نهاية  شهر فبراير الجاري ما يعني استمرار معاناة اليمنيين لأسابيع أخرى.

 

وأثر هذا الانقطاع على أعمال المؤسسات والمصارف فضلاً عن  الملايين من الأفراد العاديين، وتسود حالة سخط عارمة بين الناس ورجال الأعمال تحديداً.

 

وتنتشر مقاهي الانترنت في المدن اليمنية، خصوصاً الكبيرة منها، بشكل واسع نظراً لعدم قدرة الكثير من الحصول على خدمة خاصة به.

 

يقول مالك أحد المقاهي لـ"المصدر أونلاين": معظم زبائني من الطلاب الذين كانوا يستخدمون الإنترنت لأغراض علمية، ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة الى هواة الأفلام والمسلسلات وأصحاب القنوات على اليويتيوب.

 

ويضيف انه "حتى قبيل انقطاع الانترنت في الـ 9 من يناير 2020، تعرضنا لحملات عدة من وزارة الاتصالات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي ابتدأت برفع رسوم استخدام الإنترنت، وانتهت بمصادرة أجهزة البث والإرسال التي يستخدمها ملاك المقاهي".

 

وحتى في الأوقات أو الأماكن التي يأتي فيها الانترنت يكون ضعيفاً، ويقول "محمد خالد"، أحد المستخدمين، إنه ينتظر لوقت طويل أمام جهازه بانتظار أن تصل المرفقات المرسلة بواسطة الايميل إلى جهات.

 

ومنذ اندلاع تمرد حركة الحوثيين وانقلابهم على الحكومة اليمنية في عام 2014، ودخول دول خليجية في الحرب عام 2015، وما ترتب على ذلك من نتائج وتداعيات، يعيش اليمنيون سلسلة أزمات في مجالات الصحة والخدمات فضلاً عن المقومات الضرورية للحياة كالغذاء والماء.

 

وتتحكم ميليشيات الحوثي بشركات الاتصالات في اليمن والتي تقع في محافظة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة منذ إجتياحها في سبتمبر2014.