عمار البعداني

من مدينة ايوو الصينية.. طبيب يمني يطمن الصينيين بخصوص كورونا (فيديو)

منذ بدء انتشار الاصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد في الصين، بات الطبيب اليمني عمار البعداني الذي يعيش ويعمل في مدينة ايوو الصينية، يتلقى عشرات المكالمات الهاتفية والرسائل النصية يوميا من الاجانب الذين يعيشون في المدينة للاستفسار عن فيروس كورونا وطرق الوقاية منه. فيرد عمار بصبر وتأنٍ على كافة استشاراتهم ويقدم لهم النصائح الصحية اللازمة.

يعيش عمار في الصين منذ ما يزيد عن 20 عاما. وقد جاء إليها طالبا للعلم أول مرة في عام 1996. وبعد حصوله على الدكتوراه في الطب، واصل العمل والحيارة في الصين. وقد مكنته سنواته الطويلة التي عاشها في الصين من أن يتعرف جيدا على الثقافة الصينية ويندمج في المجتمع الصيني.

" إلى جانب ايوو، هناك آلاف اليمنيين الذين يعيشون في مختلف أنحاء الصين، وهناك أيضا عشرات آلاف العرب. ولكن ليسوا جميعهم يتحدثون ويفهمون اللغة الصينية بشكل جيد، لذا لا يمكنهم الاعتماد بشكل كلي على الأخبار التي ينشرها الاعلام الصيني. وفي ذات الوقت، فإن مطالعتهم للاعلام الأجنبي، تجعلهم يشعرون بالهلع والخوف. لذلك فإن الكثيرين منهم يتصلون بي للاستشارة أو ليسألونني عن بعض الأخبار التي لم يفهموها. وهناك من يلجأ إليّ بسبب الارتباك أو الضغوط النفسية الناجمة عن تفشي المرض." يقول عمار.

د. عمار البعداني قام بإعداد فيديو يحث من خلاله الأصدقاء العرب المقيمين في الصين لعدم الخروج من المنزل طالما توفر لديهم الطعام وبما يساعد على رفع مستوى الحماية لهم بعيدا عن تفشي الفيروس .

"رغم أن تخصصي الطبي هو أمراض الجهاز العصبي، ولست مع طواقم الجبهة الأولى المقاومة لفيروس كورونا. لكن معلوماتي الطبية هي بكل تأكيد أثرى من الأشخاص العاديين. بما في ذلك مسببات الاصابة بالأمراض الوبائية وطرق الوقاية منها وغيرها من المعلومات التي أحاول أن أشرحها لهم وأقدم لهم التوعية حول التدابير الوقائية. "

ومن بين أهم النصائح التي يكررها عمار دائما على مسامع الاجانب المقيمين في الصين منذ تفشي عدوى كورونا، هي:

أولا، عدم الهلع، والثقة في عمل الطواقم الطبية. فالصين رغم قصر الوقت لكنه قد راكمت لديها العديد من التجارب والخبرات في مقاومة وعلاج الالتهابات الرؤية الناجمة عن فيروس كورونا الجديد. لكن هناك تهويل ومبالغة من وسائل الاعلام الاجنبية. وبالنظر إلى عدد سكان الصين البالغ 1.4 مليار نسمة، فإن نسبة الاصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس لا تدعو إلى الهلع. كما بالمقارنة مع فيروس H1N1 وفيروس ايبولا وغيرها من الأمراض الوبائية ذات معدلات الاصابة والوفيات العالية، وبالتالي فإن الأرقام الإحصائية الحالية المتعلقة بفيروس كورونا في الصين تجعلنا نثق في جهود الطواقم الطبية الصينية على احتواء المرض.

ثانيا، يجب التقيد بالتدابير الوقائية، وعدم الخروج من البيت وعدم تصديق أو نشر الشائعات. فتضارب المعلومات يؤدي إلى الخوف والهلع، و"دواء" ذلك هو عدم الاصغاء إلى الشائعات وتنفيذ النصائح العلمية وتقليل مرات الخروج والتنقل. والمحافظة على العادات الصحية مثل غسل اليدين جيدا والاهتمام بالنظافة الشخصية.

ثالثا، ليس هناك ضرورة لمغادرة الصين توقيا من الفيروس. فبعودتك إلى بلدك ستحمل معك مخاطر إلى أهلك، وقد تتحول إلى ناقل للفيروس وتسبب ضغوطا اضافية لبلدك. فليس كل الدول تمتلك ما يضاهي قدرات الصين في مستويات الوقاية والعلاج. لذلك، فإن العودة إلى البلد الأم توقيا من الفيروس ليس أمرا منصوح به في الوقت الحالي.

كان د. عمار البعداني قد أعد فيديو آخر باللغة الصينية خاص لصحيفة الشعب اليومية أونلاين يقول فيه أنه على ثقة تامة بقدرة الصين على التغلب على الوباء الذي سببه فيروس كورونا .

في عام 2003، عايش عمار فترة تفشي فيروس السارس في الصين أيضا. وهذا ما جعله أكثر ثقة في جهود الصين على احتواء المرض. "بعد تجربة السارس، تعاملت الصين بشفافية ومهنية وفاعلية في مجابهة انتشار فيروس كورونا الجديد." ويضيف عمار قائلا: "الصين دولة عظيمة تتمتع بقدرات تعبئة عالية، قلّ نظيرها في الدول الأخرى. والجميع التزم بالتدابير الاستثنائية التي اقرتها الحكومة لمنع انتشار العدوى والمتمثلة خاصة في تقليل الخروج من البيت واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة. كما يتطوع الكثير من الناس في مختلف الأحياء السكنية في أنشطة الحماية والتوعية والمحافظة على النظام الاجتماعي. وهو ما يجعلنا أكثر ثقة في قدرة الصين على التغلب على هذا الفيروس. "