هدد الجيش اليمني مؤخرا بالتصدي للحوثيين ومهاجمتهم، بعد تحرك تلك الجماعة ضد الجيش وتصعيدها شرقي صنعاء والجوف، ومحاولتها التقدم في بعض المناطق.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد عبده مجلي، عن فتحهم جبهات جديدة لحسم المعركة، وإنهاء التمرد في اليمن.
وأكد في تصريحات لصحيفة "26 سبتمبر" أن منتسبي المؤسسة العسكرية أصبحوا على أهبة الاستعداد والجاهزية القتالية لتنفيذ المهام القتالية بكفاءة واقتدار وبروح معنوية عالية لتسطير الملاحم البطولية.
وبعد أن كان الحوثيون قد تقدموا في بعض المناطق عقب تصعيدهم، إلا أن الجيش استعاد المبادرة لاحقا، فبحسب مجلي فقد تمكنت القوات الحكومية من التقدم في جبهات نهم بصنعاء، والجوف، وصرواح بمأرب، والبيضاء، وتعز، والضالع.
وكان مجلس الأمن عقب التصعيد العسكري الحاصل في اليمن، عقد جلسة مشاورات مغلقة بشأن ذلك بطلب من بريطانيا، وعليه هدأت المعارك بعض الشيء.
قرار التحالف
وينظر الإعلامي عبد الله دوبلة لتلك التصريحات الصادرة من الجيش، بأنها للاستهلاك الإعلامي في الوقت الحالي ولرفع المعنويات.
ورأى لـ"الموقع بوست" أن الجيش قادر على إبقاء المعركة حيث هي الآن في نهم، لكن الذهاب إلى صنعاء يحتاج إمكانات مهولة من معدات وسلاح ومال، وهو ما يفوق قدرات القوات الحكومية حاليا.
وبحسب دوبلة فالتحرك باتجاه صنعاء يتطلب قرارا من التحالف العربي، مستبعدا في الوقت ذاته صدور مثل ذلك القرار من قِبله خلال العام 2020؛ لأمور سياسية مرتبطة بواقع السعودية ورئاستها لقمة العشرين التي ستعقد في الرياض.
غياب إرادة التحالف والحكومة
وتعرض مؤخرا الجيش اليمني لاستهداف طيران التحالف في معاركه الأخيرة ضد الحوثيين، وسبقه عدة هجمات كانت توصف بأنها "خطأ"، فضلا عن استهدافه عمدا في معاركه ضد مليشيات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي التابعة للإمارات.
وهو ما لا يذهب عنه بعيدا الناشط السياسي محمد الأحمدي الذي يعتقد جازما أن لدى اليمنيين جيشا وطنيا قادرا على استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، لو توفرت الإرادة السياسية لإسناده لوجستيا ومعنويا وتعزيز قدراته ومعالجة جوانب القصور والإهمال التي عانى منها طيلة السنوات الماضية، فضلا عن ضمان عدم الغدر به وخيانته من قبل التحالف السعودي الإماراتي، كما حدث سابقا.
وأكد لـ"الموقع بوست" أن الجيش الوطني قادر على التوجه إلى صنعاء وتحريرها، برغم أن التكلفة باهظة الآن أكثر من ذي قبل، لكن خيارات اليمنيين باتت محدودة في ظل تعنت الحوثيين وعزوفهم عن الانخراط في السلام ووقف الحرب وعدوانها.
ومن الخطأ -وفق الأحمدي- التعويل على الأمم المتحدة ومجلس الأمن في إنقاذ اليمن من مشروع الدمار الطائفي للحوثيين.
ومن وجهة نظر الأحمدي، فإن ما يعيق تحرك الجيش في جبهات حساسة كنهم أو بقية المناطق، هو غياب الإرادة السياسية للحكومة الشرعية والتحالف في إنهاء المأساة اليمنية، واستعادة الدولة.
وأضاف "الشرعية عاجزة ومسلوبة القرار، والتحالف لديه أطماعه التي يحاول تمريرها عبر إبقاء الشرعية مرتهنة وضعيفة وإطالة أمد الحرب والمعاناة، ظنا منه أن هذا السبيل لتحقيق مطامعه في الوصاية على بلادنا وتقاسم النفوذ في الجغرافيا اليمنية".
وكان نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر أكد أن استمرار جماعة الحوثي في تصعيدها العسكري يهدد بنسف كل جهود السلام وفي مقدمتها ستوكهولم.
ويتهم وزير الإعلام معمر الإرياني المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالفشل في أداء مهمته، وعدم تحقيقه أي إنجاز في المسارات السياسية والاقتصادية والإنسانية.