جدد المجلس الانتقالي، اتهامه للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، بالإرهاب، زاعماً في بيان صحفي لمتحدثه الرسمي الليلة الماضية، أن قواتها النظامية (المعترف بها) تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ومرتبطة بالقاعدة وداعش.
جاء ذلك بعد يومين من محاصرة قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات، لوحدات عسكرية سعودية ويمنية، في نقطة العلم بلحج، ومنعها من دخول عدن، تنفيذاً لاتفاق الرياض، بحجة أن تلك القوات تتضمن عناصر إرهابية وإخوانية. كما يأتي بعد ساعات من إعلان متأخر للجيش الإماراتي، عن طرف ثالث، حاربه في اليمن.
وكان المجلس الانتقالي قاد العام الماضي بإسناد جوي من الطيران الحربي الإماراتي، تمرداً مسلحاً على الحكومة اليمنية، بزعم أنها راعية للإرهاب، وأن قواتها مليشيات وجماعات إرهابية، ومعسكراتها خلايا وأوكار لداعش والقاعدة وهي ذات التهمة التي تسوقها مليشيا الحوثي منذ انقلابها في 2015.
لكن محققي الأمم المتحدة، توصلوا إلى نتائج مغايرة لتلك المزاعم، حيث يقول خبراء لجنة العقوبات في تقريرهم للعام 2019م، أنه "وبعد انتساب قوات الحزام الأمني وبعض قوات النخبة الشبوانية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أصبحت ربما أكثر تركيزاً على توطيد سيطرتها على الأراضي منه على مكافحة الإرهاب".
وأوضح التقرير أنه طوال العام 2019 "واجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية صعوبات في إيجاد موطئ قدم مع الاستمرار في المنافسة والمواجهة من أجل السيطرة على الأرض والتجنيد"، مشيراً إلى الحال في محافظة البيضاء "على سبيل المثال".
وأشار التقرير إلى تقديم الحكومة اليمنية دعماً للمقاومة المحلية لمواجهة الحوثيين والقاعدة وتنظيم الدولة في محافظة البيضاء، بما يحافظ على وضعها الدفاعي "غير مريح يتسم بعدم كفاية الأسلحة".
وعرض التقرير جدولاً للعمليات التي نفذت ضد تنظيم القاعدة وداعش عام 2019، ومنها اعتقال القوات الخاصة باللواء السابع مشاة التابع للحكومة، في 18 مايو/أيار 2019 للقيادي في تنظيم الدولة الإسلامية بتعز بلال محمد علي الوافي (أبو وليد)، و12 أخرين من قيادات التنظيم وردت اسماؤهم في مرفق سري.
والعملية المشتركة التي نفذتها القوات الخاصة اليمنية والسعودية في 3 يونيو/حزيران 2019 ونتج عنها اعتقال قائد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة المهرة أبو أسامة المهاجر، واعتقال قيادي أخر "لم تحدد هويته وهو المسؤول المالي للتنظيم".
ولفت تقرير الخبراء إلى تأكيد سلطات الحوثيين في صنعاء، أنها اعتقلت "مجيد الصراري، معاون لأبي عبدالله المصري في يونيو/حزيران" دون تحديد مكان الاعتقال.
وأكد الخبراء، قيام الحوثيين بصفقة تبادل أسرى مع تنظيم القاعدة في سبتمبر /أيلول العام الماضي، وأن الفريق "حصل على "أسماء عناصر تنظيم القاعدة الذين تم تبادلهم".
وأشار التقرير إلى تمكن قوات النخبة الشبوانية، في 17 أغسطس/آب 2019 من القبض على ميسر لتنظيم القاعدة يدعى "هاشم محسن عيدروس الحامد" ومساعده، منوهاً بقيام النخبة الشبوانية في ديسمبر/كانون الأول، بإطلاق سراح "مساعد الحامد المعروف".
وخلص خبراء الأمم المتحدة، في تقريرهم الذي اطلع المصدر أونلاين عليه، إلى أنه - كما يبدو أهمية استخدام مسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومكافحة الإرهاب، تكمن في أمرين "إما تبرير التهجم على معارض أو في اكتساب التأييد".
المصدر أونلاين