مسلحون حوثيون- أرشيفية

كيف عززت إيران جاهزية الحوثيين على مواجهة النشاط الجوي السعودي

اعتبر محللون سياسيون إسقاط المقاتلة السعودية من قبل جماعة الحوثيين في اليمن أثار قلق التحالف العسكري، متهمين إيران بتعزيز جاهزية الحوثيين.

 

وأعلن الحوثيون، المدعومون من إيران، إسقاط طائرة تورنيدو الجمعة الماضية فوق محافظة الجوف المضطربة في شمال اليمن، في انتكاسة للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض والذي كان يتمتع دوما بالتفوق الجوي في الصراع.

 

وذكر الحوثيون أنهم أصابوا الطائرة "بصاروخ أرض جو متطور".

ولا يزال مصير الطيارين السعوديين اللذين خرجا من الطائرة مجهولاً.

 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بيكا فاسر المحللة في مؤسسة "راند كوروبوريشن" قولها:  "هذا بالتأكيد سبّب للقلق بالنسبة للتحالف" العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

 

وأضافت أنّ التحالف بات "بحاجة إلى التخطيط كما لو كان هذا هو الوضع الطبيعي الجديد وأن الحوثيين لديهم القدرة على إسقاط المزيد من الطائرات ما سيؤثر على عملياتهم وكيفية تخطيطهم لمهماتهم الجوية".

 

وتابعت فاسر "فيما يزعم الحوثيون أن صاروخا أنتج ذاتيًا أسقط طائرة تورنيدو السعودية، يظل أن نرى ما إذا كان هذا هو الوضع حقًا لأن هذا مجال يتلقون فيه مساعدة إيرانية".

 

وأشارت فاسر إلى أن قرار التحالف ضرب موقع تحطم الطائرة يهدف إلى " ضمان عدم سقوط هذه التكنولوجيا البارزة في أيدي الحوثيين ما يؤدي الى زيادة قدرتهم على استهداف طائرات التحالف في شكل أفضل".

 

في السياق قالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط فاطمة أبو العصار لوكالة "فرانس برس" إنّ وجود عناصر تدعمها إيران في اليمن عزّز على الأرجح "جهوزية الحوثيين على مواجهة النشاط الجوي السعودي".

وأضافت أنّ الحوثيين "لم يكن لديهم هذه القدرة منذ خمس سنوات".

 

يشار إلى أن تطورات الجمعة الماضية جاءت في أعقاب اشتباكات جديدة في شمال اليمن بعد هدوء نسبي استمر شهورا، حيث أبدت الأطراف المتحاربة اهتماما واضحا بوقف تصعيد النزاع.

 

ويأتي إسقاط المقاتلة السعودية في أعقاب تقارير حديثة للأمم المتحدة أفادت بأن الحوثيين تلّقوا أسلحة تحمل بصمات إيران. لكن طهران نفت مرارا تسليح المتمردين في اليمن.

 

وذكر تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إن المتمردين حصلوا على أسلحة جديدة العام الماضي "بخصائص تقنية مشابهة للأسلحة المصنعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

 

ولم يذكر التقرير الذي أعدته لجنة من خبراء الأمم المتحدة ما إذا كانت الأسلحة الإيرانية سُلّمت مباشرة للحوثيين من قبل الحكومة الإيرانية.

 

والعام الماضي، أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أميركية مسيّرة بصاروخ من صنع المتمردين.

وأعلن الجيش الأميركي حينها أنه يحقق في تقارير عن الحادث الذي وقع وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وإيران.