تتوالى التسريبات بشأن عملية دمج كتائب أبو العباس التي يقودها عادل عبده فارع، مع قوات طارق نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وتحدثت مصادر عسكرية لموقع "اليمن نت" عن صدور توجيهات إماراتية تقضي بدمج تلك الكتائب مع القوات المشتركة التي يقودها طارق والعمل تحت قيادته في الساحل الغربي.
وتتمركز قوات طارق في الساحل الغربي للبلاد، وهي لا تنتمي للجيش، وتعمل مع الإمارات العربية المتحدة، التي سلمت القوات المشتركة إدارة مناطق عديدة من جزيرة زقر والمخا.
وقامت الإمارات سابقا بدمج المقاومة الوطنية والمقاومة التهامية مع القوات المشتركة، وتعمل في إطارها كذلك ألوية العمالقة.
وكان أبوالعباس -المدرج ضمن قوائم الإرهاب- انسحب من أماكن تمركزه بتعز إلى أطرافها، بعد حدوث صراعات كثيرة داخل المحافظة.
فرض أمر واقع
وفي وقت سابق، تحدثت وسائل إعلام عديدة عن سعي الإمارات نحو فصل مدينة وميناء المخا وذوباب وموزع وباب المندب، وتشكيلها في إقليم سيحمل اسم "إقليم المخا"، وسيضم كذلك مناطق أخرى بينها جزيرة ميون.
عدنان هاشم، الباحث في الشؤون السياسية يعتقد أن هدف أبوظبي من عملية الدمج تلك، هو نشر الفوضى في تعز وإعلان محافظة جديدة تضم مديريات الساحل الغربي الواقعة تحت سيطرة طارق صالح مع "الحجرية" في تعز.
ودلل على ذلك بالقول لـ"الموقع بوست" أن ذلك يظهر واضحاً من تصرف طارق صالح وعائلته والموالين للإمارات، باعتبار تلك المناطق دولتهم الجديدة ونقطة تأثيرهم الرئيسة في مستقبل البلاد.
ولفت هاشم إلى قيام طارق صالح بتعيين مدراء المديريات ومسؤولي الأمن، فضلا عن فرضه نفسه في اللقاءات المفترض أنها مسؤولية الحكومة الشرعية.
أما عن هدفهم من عملية الدمج تلك، يرى هاشم أن طارق صالح والإمارات من خلفه يريد فرض أمر واقع في تلك المناطق، كما فعل المجلس الانتقالي الجنوبي، من أجل الحصول على حصة كبيرة في المفاوضات القادمة المرتقبة.
وخلص إلى القول: "إننا أمام تأسيس جديد لمراكز القوى في اليمن، تحاول الإمارات أن تُمسك بمعظم الخيوط".
أهداف الإمارات
وتعمل أبوظبي بشكل مستمر على تقليص نفوذ الحكومة في المناطق المحررة، وتعمل على التمسك بالسواحل اليمنية التي تحقق لها أهدافها، وتضيق الخناق بشكل كبير على تعز.
ويقول الإعلامي عبد الله دوبلة إن كتائب أبو العباس المدعومة من الإمارات، وربما تحتاجها أبوظبي بعد خروجها من تعز لإسناد طارق صالح وتحديدا في المخا.
وأفاد لـ"الموقع بوست" بأن هناك نية مبيتة لتوطين مليشيات الإمارات في الساحل، ومنها كتائب أبو العباس وقوات طارق صالح وهو ما يخدم الإمارات وأهدافها.
أما الهدف من دمج الكتائب بقوات طارق، فهو كما يعتقد دوبلة لخنق تعز سواء كانت الكتائب في المدينة أو حتى في الساحل الغربي، مؤكدا أن ذلك مخطط له منذ البداية.
الإمارات باعتبار أنها تدعي الانسحاب، فإنها تضم هذه القوات إلى قوات طارق للقول إنها قوات محلية، وتقاد بشكل محلي وليس بشكل آخر عبر الإمارات، وفق دوبلة.
وحتى الآن تقول الإمارات إنها جندت 200 ألف في اليمن، ومن بينهم كما هو معروف الأحزمة الأمنية والنخب والقوات المشتركة وغيرهم، ويعملون ضد الحكومة وخاضوا ضدها معارك عديدة.