ترحيل مغتربين يمنيين من السعودية

"يمني" مُرحل يبعث برسالة مؤثرة للسعوديين قبيل مغادرته نالت إعجاب الملايين!

بعث مغترب يمني قبيل ساعات من مغادرته السعودية برسالة للشعب السعودي، مذكرا بأنهم تحملوا اليمنيين طوال الفترة الماضية، وأنهم قدر بعضهم.

وأضاف المغترب الذي لم يذيل اسمه تحت الرسالة، إنه "قد ابتلاكم الله بنا وابتلانا بكم" واختار الله بلادكم لتكون مهبط رزقنا.

وقال "اليمني" المرحل إن ما يجنوه من رزق في السعودية لا يُنقص من رزق أبنائها، بل يباركه ويوسع فيه، بل وإن الفائدة تعم على الجميع.

وذكّر "المغترب" السعوديين بأصحاب الجنة الذين أغاضهم إعطاء الفقراء منها، وعندما قرروا أن لا يعطوا مسكينا، أتاها طائف من ربك وهم نائمون.

 

فيما يلي تجدون نص الرسالة المؤثرة كما نشرتها بعض المواقع الإلكترونية اليمنية:

 

الشعب السعودي الشقيق:

 

 جزاكم الله عنا كل خير على مدى سنوات من استضافتكم لنا. لقد ابتلاكم الله بنا وابتلانا بمن كان حجر عثرة على طريق رزقنا الذي كان مفترض أن يأتينا إلى بلادنا.

لقد اختار الله بلادكم كي تكون مهبط رزقنا، واختاركم كي تكونوا أنتم الأمناء على مستحقاتنا من ربنا وما كان ذلك إلا عندما علم الله طيب نفوسكم وسماحة خلقكم.

إخواني ياشعب (السعودية) الكرام، نقسم لكم بالله العظيم أن ما نأخذه نحن من رزق أو نكنزه من مال حلال ليس إلا رزقنا المقسوم لنا من رب العالمين، ولم نأخذ من رزقكم شيئا يسيرا ولا كثيرا. بل إن كثيرا منكم قد استفاد منا بقدر ما استفدنا نحن منه، وتلك سنة الحياة.

 

أيها الأشقاء الأكارم:

 

إنني أود أن أذكركم فقط أن قصة أصحاب الجنة التي ورد ذكرها في القرآن قد جرت أحداثها في اليمن، وأن أصحابها كانوا يتعاهدون الفقراء والمساكين ويرزقوهم منها فكان الفقراء يعيشون منها وأصحاب الجنة أيضا يتنعمون بمحصولها.

فلما غيروا نياتهم وظنوا أن الفقراء يأكلون حقهم ويقاسمونهم رزقهم، قرروا أن يمنعوا عنها الفقراء ويستحوذوا هم بخيرها وغلاّتها لأنفسهم فقط، ناسين أنهم إنما كانوا يأكلون ويتنعمون بفضل رزق الفقراء والمساكين الذي كانوا هم سببا وطريقا له ليس أكثر. فماذا جرى عندما قرروا أن يحرموا المساكين من حقهم؟

 

أيها الشعب ( السعودي) العظيم: إن أرض الجنتين المذكورة في القرآن إنما هي أرضنا وقد استحالت جحيما بعد أن كانت جنة ونعيما، وتلك قصة الأيام.

إخواننا وأشقاءنا: هذا قدرنا معكم وقدرنا مع أنفسنا ونحن به راضون، سنغادر أرضكم مطرودين، وكلنا ثقة أن الله لن يضيعنا وسيأتي برزقنا إلى حيث يصلنا ونصل إليه، ونرجو أن يكون هذه المرة رزقنا في أرضنا. وما يدريكم؟!

إننا نحبكم ونقدر ظروفكم ونحفظ لكم سالفة كرمكم. ونرجو أن لا نجدكم كأصحاب الجنة قد بدل الله عنكم ما أنتم فيه مثلما بدلتم نياتكم تجاهنا.

سنسامحكم وربما يوما سنشكركم على مافعلتم عندما صرفتمونا لنجد رزقنا ينتظرنا في بلادنا وبين أهلنا وأزواجنا وأطفالنا. 

ربما أنتم لاتدركون حقيقة الكلمات الأخيرة تحديدا من كلامي السابق، لأن بعضكم إن لم يكن معظمكم لايدرك قسوة الغربة. تخيلوا حينما يصل خبر لحظة فراق أمك أو أبيك من هذه الحياة الدنيا، ولم تتشرف بسماع كلمة وداع أو سماح أو حتى قبلة على خد أعز إنسان عليك.

أنتم لاتدركون معنى أن يرزقك الله البكر من أولادك وأنت عنه بعيد ولاتراه إلا وهو يستقبلك قد بلغ من العمر سنين.

أنتم لاتدركون قيمة أ تتزوج ولا تمكث مع أهلك غير شهر أو شهرين ثم تغادر وقدماك لاتكاد تحملانك. إنكم لاتدركون أشياء كثيرة كنا نعانيها وسفاهات كنا نصطلي بنيرانها ، وجور كنا نتجرع مرارته فوق كل ماسبق.

نستودعكم الله ونحن مطرودين لكننا نقول: يا أهلا بكم في أي وقت إن ضاقت بكم أرضكم يوما ما، وجرت عليكم سنة الحياة التي جرت علينا، حينها سنقاسمكم رغيف خبز أولادنا غير كافلين ولا مكفولين في بلاد الإسلام والمسلمين.

 

أرجوا أن لاتندموا عندما تفتقدوننا بينكم أو تتمنون أنكم لم تفعلوا، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون"!

المصدر: تعز أونلاين