أن تكون صحفي ليست جريمة

بذريعة "دم الحمادي".. استهداف صحفيين ونشطاء بتهم كيدية ورفض واسع

تفاجئ عدد من الصحفيين والناشطين في محافظة تعز باستدعائهم من قبل نيابة الاستئناف الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وكلفت النيابة في محاضر رسمية جرى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي محور تعز بإحضار الصحفي عبدالعزيز المجيدي، و وليد توفيق اليوسفي، وأحمد الذبحاني، مختار الوجيه، والمحامي ياسر المليكي، والصحفي مازن عقلان، وهيثم النمري ، وعمر عبدالله حسن الصعيدي، ومصعب القدسي، وكذلك الصحفية وئام الصوفي.

 

وقالت النيابة إنها تريد السماع لأقوالهم فيما يخص عملية مقتل قائد اللواء 35 العميد عدنان الحمادي، والذي قتل على يد شقيقه في الثاني من ديسمبر الماضي.

 

هذه الدعوة لاقت سخرية من الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، وتضامن واسع مع الصحفيين، خصوصا وأن عدن يديرها المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارت.

 

لجنة غسيل

 

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وصفت مذكرات الاستدعاء بأنها تصدر من لجنة "غسل الجريمة"، وقالت بأنها شكلت بتوجيه من قبل السعودية وتعمل بإشرافها لتبرئة نفسها وحليفتها الإمارات وأدواتها.

 

وأضافت بالقول: "لم يتم اغتيال الشهيد الحمادي لأن هناك من حرض عليه او انتقده او اتهمه بأي شيء بل لأنه رفض أن يكون اداة رخيصة طيعة بيد الإمارات كغيره من العملاء الرخيصين للغاية، أقول هذا الكلام الآن لأن هناك من يريد ان يغسل الجريمة ويلحقها ببعض المفسبكين".

 

وفي حين أعربت عن تضامنها مع من وردت اسمائهم في مذكرات النيابة قالت إن نقد المسؤول العام ومنهم القادة العسكريين بالطبع واتهامهم بشتى التهم من قبل الصحفيين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي سلوك مدني وحق بل وواجب لاتستقيم الحياة بدونه وليس تحريضا.

 

 

 

سخرية

رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد قال إن استدعاء صحفيين بتهمة التحريض ضد مسؤول عسكري قتل على يد شقيقه أو قريبه وسط منزله وبين عائلته مثير للضحك.

 

وأضاف في حسابة على "تويتر"  دور الصحفي النقد ثم النقد ثم النقد واذا كان الصحفي ينشر كذبًا ألا يحق للمتضرر رفع دعوى قضائية ؟ وهنا ولا يسمى هذا تحريض بل نشر أخبار كاذبة، وهذه مهمة القضاء العادي مثل المحكمة المتخصصة بالنشر لا القضاء الاستثنائي مثل المحكمة الجزائية".

 

وأكد أن دم عدنان الحمادي يتجه للتسييس قائلا " واضح جدا أن دم القائد العسكري عدنان الحمادي يتجه للتسييس، وهذه بداية إضاعة دم الشهيد الذي حذر في أول محاولة اغتيال له من استخدام دمه لتصفية حسابات سياسية".

 

 

 

وسخر الصحفي علي الفقيه من دعوة النيابة للصحفيين بالحضور الى عدن مطالبا كافة الصحفيين بالتوقف عن نقد المسؤولين عسكريين ودنيين، وقال في صفحته على "فيس بوك" "أيها الصحفيون توقفوا عن نقد أخطاء أي مسؤول في الدولة، مدنياً كان أم عسكرياً، مالم فستجدون أنفسكم، في حال تعرض لسوء، متهمين بالتحريض عليه والمشاركة في التخطيط لاغتياله".

 

 

 

تضامن واسع

عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد عبر عن تضامنه مع الصحفي عبدالعزيز المجيدي تجاه حملة التحريض والتهديد بالتصفية من أطراف قال إنها مدعومة من دولة الإمارات.

 

وقال ثابت في صفحته ""ندين التهديدات وحملات التحريض الذي يتعرض له وندعو  جميع الأطراف المتناحرة أن تكف عن محاولة جرجرة الصحفيين في مستنقع صراعاتهم".

 

 

 

المحلل السياسي ياسين التميمي قال إن حملة استهداف الصحفيين في ‎محافظة تعز تأتي ضمن جهد منسق يتشاركه موالون للإمارات ومعظمهم ينتمي  الى ما وصفه بـ "تركة عفاش" الأمنية. 

 

 

 

وأوضح في صفحته على "فيس بوك قائلا: "اللواء ‎عدنان الحمادي قتل في منزله برصاص شقيقه، وربط مقتله بحملة تحريض قام بها صحفيون محترمون، يعكس خيانة هؤلاء وتآمرهم ويظهرهم بلداء وأوغاد".

 

الكاتب والطبيب مروان الغفوري قال معبرا عن تضامنه "المجيدي يواجه عنف وإرهاب بسبب الكتابة ولا شيء سواها"، وأكد أن "خصوم المجيدي لا يتمتعون بالحرية الكاملة، هم رهائن لترتيبات ومصالح وظروف قاسية، أتضامن معهم أيضا".

 

 

 

أما الناشط هاشم الابارة فأكد أن من يريد تحويل أصحاب الرأي الي متهمين يسعى فقط للتغطية على المجرمين الفعليين، ووصف ما يجري بالقول "هذا الموضوع مستفز، ومستفز أكثر أنخراط بعض النشطاء المدنيين والشباب الحزبيين في التصفيق لهذا الأمر".

 

 

 

حملات تحريض

وكشف الصحفيون والناشطون عن تعرضهم لحملات تحريض وتهديدات بالتصفية وملاحقة خلال الفترة الماضية من جهات تدعمها الإمارات نتيجة نشاطهم الصحفي في محافظة تعز.

 

وقال المحامي ياسر المليكي في بلاغ صحفي نشره في صفحته على موقع التواصل "فيس بوك"  " إنه تلقى خلال أغسطس وسبتمبر 2019 تهديدات بالتصفية من قبل تابعين لكتائب أبي العباس واللواء 35 مدرع، ونشطا وعسكريون موالون لهم ولدولة عربية تعمل قواتها وأجهزتها الاستخباراتية في اليمن" ، في إشارة لدولة الإمارات.

 

وأضاف إن أعمال التهديد والتحريض وصلت إلى مستوى غير مسبوق بعد مقتل العميد عدنان الحمادي ، موضحا أنه تعرض للاستهداف مرة أخرى من تلك الأطراف بتهمة أنه مصدر المعلومات التي أصدرها فريق الخبراء التابعين للأمم المتحدة في سبتمبر 2019، والذي اشتمل على جرائم ارتكبتها تلك الأطراف.

 

أما الصحفية وئام الصوفي التي ورد اسمها أيضا في قوائم من استدعتهم النيابة العامة في عدن اعتبرت الاستدعاء بأنه يأتي من جهات سبق أن هددتها بالاعتقال وشنت حملات تحريض إعلامية تستهدفها، وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية والقذف والتشهير.

 

وقالت في بلاغ تقدمت به لنقابة الصحفيين اليمنيين إن استهادفها بلغ ذروته عندما اتخذ طابعا رسميا بينما في باطنه حملات تأثير على القضاء خصوصاً ذلك الخاضع تحت حكم الجماعات المسلحة في عدن، معتبرة أن استهدافها يأتي بسبب نشاطها الصحفي والإعلامي.

 

 

 

وكان الصحفي عبد العزيز المجيدي رئيس تحرير موقع الحرف28، إنه تلقى تهديدات من جهات وشخصيات مرتبطة بدولة الإمارات بسبب عمله الصحفي.

 

 

 

وذكر المجيدي في بلاغ صحفي أنه ومنذ أسبوعين ترده "المعلومات تباعا عن تحريات أمنية تجريها خلايا تتبع جهات خارجية" عنه وعن عائلته، مشيرا إلى أن حملات التحريض والتهديد طالته ابتداء من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

 

وحملّ المجيدي كلا من رئيس جهاز الاستخبارات السابق حمود الصوفي، وأمين عام التنظيم الناصري عبد الله نعمان، المسؤولية الكاملة عن ما قد يتعرض له أو أحد أفراد أسرته من مساس أو أي أذى جراء ذلك التحريض والاستهداف.