مأساة الطلاب اليمنيين الدارسين في جمهورية الصين الشعبية تتفاقم يوماً بعد يوم، منذ انتشار وباء "كورونا" المميت في مدينة "ووهان" الصينية وانتقاله لبقية المدن.
آخر الوعود الحكومية والتي بشر بها وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي أنه تم الترتيب لنقل الطلاب اليمنيين من الصين إلى حجر صحي مؤقت في دولة الإمارات قبل أن يتم إعادتهم إلى اليمن.
وكان سفير اليمن في الصين، أحمد جابر، أكد أن عملية إجلاء للطلاب اليمنيين وعائلاتهم من مدينة ووهان، ستتم قريباً، وهو ما لم يتم حتى الآن.
ويعيش الطلاب اليمنيون أوضاعاً اقتصادية متردية نتيجة عدم استلام مستحقاتهم المالية، في الوقت الذي يتلقون وعوداً حكومية لا تجد طريقها للتنفيذ بصرف مستحقاتهم المالية في مساعٍ منها لإيجاد حلول تساعد في التخفيف من وطأة تبعات الحجر الصحي الذي يعيشه الطلاب ومتطلبات المعيشة اليومية.
وينتظر طلاب التبادل الثقافي والنفقة الخاصة ومبتعثو الجامعات، الوعود بصرف مستحقاتهم المالية للربع الرابع من العام المنصرم والذي كان يفترض صرفه قبل خمسة اشهر.
ولا يزال نحو 2300 طالب يمني في الصين من بين خمسة آلاف طالب حيث غادر بقية الطلاب على حسابهم الخاص مع عطلة رأس السنة وقبيل بداية انتشار الوباء ومع الأيام الأولى لانتشاره.
ويعيش نحو 178 فرداً من الطلاب وعائلاتهم في مدينة ووهان حيث مركز انتشار الفيروس في انتظار إجلائهم.
ويقول الطالب اليمني اغين جلال محمد ناجي الذي يعيش في تلك المدينة إننا نتعرض لمخاطر صحية ونفسية؛ فالإصابات تزداد يومياً، والجلوس الطويل في المنزل يؤدي إلى بعض التطورات الجسدية والنفسية السيئة.
وأبدى في تصريح لـ"المصدر أونلاين" أمله في الإسراع بتنفيذ عملية الإجلاء وأيضا صرف مستحقات الطلاب التي لم تصل بالرغم من توجيهات وزارة التعليم العالي بسرعة صرف المستحقات خاصة لطلاب ووهان.
الطالب اليمني أحمد الحمدي المسؤول الرقابي للجنة الطلابية في مدينة شنيانغ أكد أن الهلع والخوف من قادم الأيام يظل هاجس الطلاب اليمنيين خاصة في ظل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة حيث أغلب الطلاب لم يستطيعوا توفير المال اللازم من أجل السفر.
رئيس اتحاد طلاب اليمن في الصين عبدالله سيف قال لـ"المصدر أونلاين" إن طلاب مدينة ووهان قد ابلغوا قبل أسبوع بتجهيز امتعتهم للسفر، وحتى اللحظة لم يتم إبلاغهم بموعد السفر أو حتي الآلية متي وإلى أين تحديدًا وكم فترة الحجر الصحي وغيرها من الإجراءات.
وأضاف رئيس اتحاد طلاب اليمن في الصين ان الطلاب المتبقين لم يستطيعوا السفر نظرا لارتفاع أسعار التذاكر وغيرها من تبعات السفر علماً أن أغلب الطلاب المتبقين في الصين هم من اصحاب المنح الجزئية أو بدون منح أصلا ولذا تزداد معاناتهم يوما بعد يوم.
وناشد الإعلاميين والصحفيين تبني قضية طلاب اليمن في الصين وإيصالها للجهات المعنية بحثا عن حلول عاجلة لمعاناتهم.