مجرة كاملة في طريقها للاصطدام بـ "درب التبانة".. هل تنجو الأرض؟

يبدو أن كوكب الأرض على موعد مع حدثٍ كارثي سيغير شكل مجرة “درب التبانة” كما نعرفها الآن. فطبقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، يقدر علماء فلكيون اصطدام مجرتنا بمجرة “آندروميدا”، التي تبعد 2.5 مليون سنة ضوئية بعد نحو 3.75 مليار سنة.

 

وأوضح العلماء أن "آندروميدا" تسير حالياً باتجاه مجرتنا بسرعة تبلغ 400 ألف كيلومتر في الساعة، وتتسارع تدريجياً لتصل إلى سرعة 1,6 مليون كيلومتر في الساعة، دون وجود أي إمكانية لتفادي هذا الاصطدام الضخم.


التلاقي

ويقدر العلماء أن يتم التلاقي (أو الاصطدام) بين المجرتين بعد 3,75 مليار سنة من الآن، لتصبح الأرض وسط واحدة من أكبر التصادمات التي ستتم في الكون.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن العلماء يرجحون نجاة الأرض من هذا التصادم الكارثي، وذلك لأن المسافات الموجودة بين النجوم في كلا المجرتين كبيرة جداً. ومع هذا فإن البنية الخاصة بمجرتنا ستكون في حالة عشوائية من الفوضى اللامتناهية، ما سيتسبب في تطاير الحطام الكوني في كل مكان، ما يعني احتمال وصول بعضه لكوكب الأرض.


التصادم

إذا ما قمنا بإلقاء كرة تجاه حائط فإن عملية التصادم بينهما تقدر بأجزاء من الثانية، وإذا ما تصادم قطاران، فإن عملية التصادم قد تستغرق بضع ثوانٍ مسببةً دماراً كبيراً، وإذا ما تصادم كويكب بكوكب ما فإن عملية التصادم قد تستغرق عدة دقائق مسببة فناء دماراً هائلاً لكوكب الأرض.

 

لكن هل يمكنك أن تتخيل حدوث عملية تصادم بين مجرتين كاملتين بكل ما فيهما من آلاف مليارات النجوم والكواكب والكويكبات؟ يكفي أن تعرف أن عملية التصادم بين مجرة "آندروميدا" ومجرة “درب التبانة” ستستغرق مليارات السنوات.

 

هذا التصادم المروع سيؤدي إلى عملية تمزيق كبيرة لكلا المجرتين ليتكون في الآخر مجرة واحدة عملاقة، وبعد مرور 250 عام تقريباً على انتهاء عملية التصادم، فإننا لن نلاحظ تقريباً أي أثر لما كان يسمى مجرتا “درب التبانة” و"آندروميدا".

 

وقبل أن نفرح لنجاة الأرض المحتملة، فعلينا أن نعلم أن العلماء يتوقعون أن تقوم الشمس بابتلاع كوكب الأرض خلال 5 مليار سنة من الآن، وبالتالي لن نكون موجودين على الأغلب بعد نهاية الاصطدام.


الثقب الأسود

إلى ذلك، يعتقد العلماء أن في مركز كل مجرة في هذا الكون ثقباً أسوداً عملاقاً يملك جاذبية خيالية تكفي للسيطرة على مليارات المجموعات الشمسية الموجودة بها.

 

ومن المرجح أن تؤدي عملية التصادم المتوقعة إلى تقارب الثقبين الأسودين الخاصين بكل مجرة بدرجة كافية كي يمتزجا سوياً.

 

وبعد مرور 6 مليارات سنة على عملية التصادم هذه، سيتحول ليل الأرض إلى ما يشبه الوميض نتيجة المركز المضيء الجديد الناجم عن اصطدام الثقبين الأسودين وامتزاجهما.

 

يذكر أن تليسكوب الفضاء "هابل" كان قد رصد في العام 2009 مجرتين حلزونتين في بداية عملية اندماجهما، كما رصد في نفس العام مجرتين إحداهما اتمددت وتشوهت تركيبتها بتأثير جاذبية المجرة الأخرى.