300 ألف كمامة قدمها يمنيون للصين

هدايا بدون اسم.. لن تصدق ماذا قدم شبان يمنيون في الصين لمدينة منكوبة بكورونا (شاهد)

بكين (شينخوا)

"أدمعت عيناي حينما شاهدت صور الصناديق في بكين"، هذا ما قاله أكرم محمد علي النسري، طالب دكتوراه يمني في جامعة نانجينغ الطبية بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، واصفا حاله بعدما أخبره صديقه أن الـ 300 ألف كمامة قد وصلت إلى بكين.

ولدى سؤال النسري عمن هم المتبرعون بهذه الكمية من الكمامات بالضبط؟ اعتذر النسري عن ذكر اسم أي شخص أو أي مؤسسة، مؤكداً أن هذا التبرع هو باسم جميع اليمنيين المتواجدين في الصين، مهما كان طالباً أو تاجراً أو يمنياً بأية صفة.

وفي معرض إشارته إلى أنه "لا أحد يريد الإفصاح عن اسمه"، أوضح النسري أن كل المتبرعين يهتمون فقط بتوصيل المساعدة والتعبير عن الحب نيابة عن جميع الجالية اليمنية في الصين، إلى الناس في مقاطعة هوبي عموماً ومدينة ووهان المتضررة أكثر جراء فيروس كورونا الجديد خصوصاً.

وقال النسري إنها كانت مجرد فكرة وأمنية، تحولت إلى 300 ألف كمامة، مشيرا إلى أن حملة التبرع استغرقت أسبوعين فقط.

وما استطاع النسري أن يدفع الشعور بالقلق عند متابعة وضع الوباء المتفشي في مدينة ووهان والنقص المتزايد في مواد الوقاية والصعوبات المعيشية التي يواجهها السكان هناك، وهو ما دفعه لكتابة منشور ومشاركته في حسابه على تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير "ويتشات" يوم 4 فبراير، داعيًا إلى تجميع جهود الطلاب والتجار وغيرهم من اليمنيين المقيمين في الصين لشراء عدد من الكمامات وإهدائها إلى مقاطعة هوبي، مركز الوباء.

"تكفينا المنشورات، نحتاج للدعم والتحرك"، كتب النسري ذلك في نهاية المنشور.

لم يتوقع النسري أن الدعوة ستفضي إلى ردود إيجابية بسرعة، وأن تتوسع بشكل متسارع إلى دائرة أكبر من الطلاب والتجار اليمنيين، حيث بلغ عدد المشتركين في مجموعة المحادثة باسم "دعم ووهان" نحو 200 شخص، وتم تكوين فريق تنظيم مؤقت من نحو 20 شخصا للحملة في ليلة اليوم نفسه.

حينذاك لم يكن من السهل العثور على كمامات داخل الصين، حيث كانت الإمدادات للكمامات وغيرها من مواد الوقاية من الوباء في نقصان شديد بسبب انتشار الوباء بشكل سريع وكذا والعطلة الممتدة لعيد الربيع الصيني، الذي يعد من أهم الأعياد ويمثل رأس سنة جديدة في الصين.

وحاول مشاركو حملة التبرع البحث عن مختلف الوسائل لجلب كمامات، وأخيراً تم التوصل إلى عدد 300 ألف كمامة من خارج الصين، "وبادر أحد التجار اليمنيين مشكوراً وقام بدفع مبلغ الحجز للكمامات"، حسبما ذكره النسري.

وفي يوم 18 فبراير، جاء الخبر السار أن الكمامات المعبأة في الصناديق قد وصلت إلى بكين.

وفي نفس اليوم، ذكر النسري أن كل الطلاب اليمنيين من حوله تداولوا منشوراً باللغات الصينية والإنجليزية والعربية، ورد فيه :"300 ألف كمامة هي المساعدات الطبية المقدمة من اليمنيين المقيمين في الصين وفي طريقها من بكين إلى مدينة ووهان! الشعب اليمني يقف إِلى جانب الشعب الصيني في مواجهة وباء كورونا! تَشَجَّعِي يا ووهان..تَشَجَّعِي أيتها الصين العظيمة! تعيش الصداقة اليمنية الصينية إلى الأبد..!!"

صورة لمنشور أكرم النسري بعد وصول الكمامات إلى بكين

وقال النسري :"كانت فكرة ونجحنا بتكاتف الجميع"، مضيفاً :"أدمعت عيناي حينما اجتمع المبلغ في خلال ثلاث ساعات، أدمعت عيناي حينما شاهدت صور الصناديق في بكين".

وذكر أن الكمامات قد تم نقلها من خلال سلطات بكين إلى مدينة ووهان والمدن المجاورة المتضررة بالوباء في مقاطعة هوبي، حسب علمه.

وما زال يسكن النسري حتى اللحظة في المسكن داخل حرم جامعته وينضم إلى الخدمات التطوعية التي تنظمها الجامعة لضمان سلامة صحة الطلبة الأجانب الآخرين وتوفير الأطعمة والمستلزمات الأخرى لهم.

صورة ذاتية لأكرم النسري مع كلمات "تشجعي يا صين" مكتوبة على الأرض المغطاة بالثلوج

وقضى النسري عيد ميلاده بشكل مختلف تماما قبل عشرة أيام حيث كان وحيداً في غرفة مسكنه، وقام بعمل كعكة وهمية باستخدام مجموعة من الكمامات لخلق بعض أجواء البهجة لنفسه، في حين قامت إدارة الجامعة بإهدائه كعكة عيد الميلاد في اليوم التالي.

وخلال نشاطاته لمكافحة الوباء، عبر النسري عن شكره لجميع الجهود المقدمة من الحكومة الصينية بشكل عام ومن جامعته بشكل خاص، وتمنى أن ينتهي الوباء في أسرع وقت ممكن، واثقاً ثقة تامة من أن الصين ستفوز في المعركة ضد فيروس الكورونا الجديد.