علم المصدر أونلاين من مصادر موثوقة أن المتهم بقتل الشاب محمد الجنيدي وزملاءه الذين كانوا يستقلون عربة (طقم) تابعة للحزام الأمني غادروا مدينة عدن.
وكان الشاب محمد الجنيدي قتل بنيران أحد عناصر الحزام الأمني داخل مدينة عدن بعد اعتراضه على طريقة قيادة تلك العناصر لطقم عسكري في الشاعر العام.
وأثار مقطع مصور نشر لتلك الحادثة ضجة كبيرة ،وتصاعدت الأصوات المطالبة بإحالة المتهمين إلى المحكمة.
وقال مصدر مطلع على وقائع عملية مقتل الشاب الجنيدي إن ناصر مصطفى الجعري وهو أحد أفراد قوات الحزام الأمني غادر مدينة عدن عقب يومين من الحادثة مع أغلب الأفراد الذين كانوا معه على متن الطقم العسكري أثناء عملية القتل دون تحديد المنطقة التي غادروا إليها حتى الآن.
وقال المصدر إن المتهم الرئيسي من المحتمل أن يكون قد هرب إلى محافظة أخرى غير أبين التي ينتمي إليها وينتمي إليها القتيل أيضًا، إذ أن أقارب الأخير هناك بدأوا بالاستنفار للبحث عنه وهو الأمر الذي يرجح وفق المصدر مغادرته إلى محافظة أخرى غير أبين.
وفي الـ29 من فبراير قُتل الشاب محمد الجنيدي (29 عامًا) برصاص أحد عناصر الحزام الأمني بعد شجار نشب بين القتيل وعناصر الحزام الأمني بينهم المتهم والذين كانوا يستقلون مركبة عسكرية نوع "شاص" قرب الخط الفاصل بين حي الهاشمي في الشيخ عثمان وحي عبد العزيز السكني في المنصورة.
ووثقت كاميرا مراقبة تابعة لأحد المتاجر الواقعة بمحاذاة الطريق إشارات بالأيدي تدل على شجار بين شاب يقف في جزيرة وسطية "محمد الجنيدي"، وجنود كانوا على متن طقم عسكري، وبعد أقل من دقيقتين ترجل 7 جنود بينهم جندي ركل الشاب الجنيدي أولاً ثم أطلق النار عليه مباشرة.
وأفاد المصدر أنه لا صحة حتى الآن لأي عملية ضبط للمتهم أو الجنود الذين كانوا برفقته وقت الحادثة.
وكذب المصدر الرواية التي تشير إلى أن خلافاً سابقًا بين الجنيدي والقاتل أدى إلى إطلاق النار، وبحسب قوله فإن الشجار الذي نشب لم يكن بين الجندي والقتيل فحسب ولكنه كان مع أغلب الأفراد حول السرعة الكبيرة للطقم العسكري.
وأشار المصدر إلى أن الحادثة ليس لها أي امتدادات سابقة أو علاقة للمتهمين بالضحية، وحدث الشجار بشكل مباشر بين الشاب الجنيدي وعناصر الحزام الأمني الذين بدا أنهم لم يتقبلوا اعتراض الشاب على طريقتهم في قيادة المركبة وعدم اكتراثهم لسلامة المواطنين.
وقال شاهد عيان لـ"المصدر أونلاين" كان متواجداً بالقرب من الموقع الذي جرت فيه عملية قتل الشاب الجنيدي إن الأخير كان قادمًا من اتجاه طريق حي عبد العزيز وبينما كان يقطع الطريق باتجاه الخط الآخر المحاذي لخط الهاشمي مر طقم عسكري بالقرب منه فوق تجمع لمياه الصرف الصحي وهو ما أدى إلى تطاير مياه قذرة فوق ملابسه.
وأضاف الشاهد أن الجنيدي كان غاضبًا بشده وأبدى إنزعاجه من ما حصل وتحدث إلى سائق الطقم والجنود أن الطريقة التي يقودون بها المركبة العسكرية وعدم احترام المارة ليست سليمة ومن الممكن أن تؤذي الناس.
وقال شاهد العيان إن الجنود لم يتقبلوا كلام الجنيدي وبدأوا بالتلاسن معه قبل ان يترجل جميعهم من على الطقم لكن الجندي "ناصر مصطفى الجعري" تكفل بالمهمة عنهم وأطلق النار على الشاب الجنيدي وقتله مباشرة.
وعملية مقتل الشاب الجنيدي هي حادثة تكررت مرتين خلال شهر واحد في مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد من حيث الدوافع، إذ أن مدنيًا في العقد الثالث من عمره قُتل برصاص أحد عناصر الحزام الأمني في حي الصولبان في مدينة خورمكسر شرق عدن، بعد أن انتقد الأول السرعة الكبيرة التي كان يقود بها الثاني المركبة العسكرية "الطقم".
لكن بشكل عام هناك الكثير من المدنيين الذين قضوا في حوادث غامضة في المدينة المضطربة إضافة إلى الكثير من رجال الدين وضباط الأمن والجنود الذين قتلوا خلال الأربعة الأعوام الأخيرة.
وكان القيادي في المجلس الإنتقالي هاني بن بريك أعلن الأسبوع الماضي أنه تم القبض على كل من كانوا على متن الطقم وتم فصلهم من الجهة العسكرية التي يتبعونها.
وقال بن بريك إنهم قيد الحجز لمتابعة التحقيق، وفي محاولة للتنصل من المسؤولية عن هذه الجريمة والتخفيف من حالة الاحتقان التي خلفتها قال بن بريك إنه تبين مبدئياً أن القاتل والمقتول بينهم قرابة عائلية وأنهم على خلاف.