مع توالي الإعلانات عن إصابات جديدة بفيروس كورونا في الدول المجاورة لليمن، بدأ اليمني أحمد العريقي بتطبيق خطوات للوقاية من الفيروس، من خلال الالتزام بالنظافة الشخصية، والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن التجمعات، كما يقوللـ”المشاهد”.
العريقي الذي يسكن في حي الدحي بمديرية المظفر غرب مدينة تعز، يحرص على ارتداء الكمامات عند خروجه إلى السوق بغرض شراء احتياجات منزله.
وفي حال ظهور إصابات بفيروس كورونا في اليمن، سيكون كارثة حقيقية، نظراً لتدني الوعي والثقافة الصحية لدى معظم اليمنيين، بالإضافة إلى اللامبالاة وعدم الاهتمام بمخاطر هذا الوباء العالمي.
ورغم إيقاف الدراسة في كل محافظات اليمن البالغ عددها 21 محافظة، إلا أن أسواق القات تزدحم باليمنيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفشي الفيروس بينهم إذا ما بدأ بالظهور.
هلع وإقبال على شراء المعقمات
سلوك العريقي وإدراكه مخاطر انتشار فيروس كورونا في اليمن، واهتمامه بسبل الوقاية من فيروس كورونا على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الأسري، يُنظر إليها من قبل كثيرين من سكان حيه، أنها إجراءات مبالغ فيها.
وأحدثت الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة وجماعة الحوثي، ذعرا ًفي الشارع اليمني، رغم عدم تسجيل أية إصابات بفيروس كورونا حتى الآن، وفقاً لتأكيدات منظمة الصحة العالمية. وهذا الذعر تمثل في الإقبال الكثيف على الصيدليات لشراء المعقمات والكمامات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وصولاً إلى انعدامها من الأسواق، بحسب الصيدلي محمد أمير، صاحب إحدى الصيدليات بمدينة تعز.
وأضاف لـ”المشاهد”: “هناك إقبال غير عادي من المواطنين، حتى إننا لم نستطع توفير متطلباتهم، خصوصاً من الكمامات التي اختفت من الأسواق”.
وارتفعت أسعار الكمامات والمعقمات بشكل غير معقول، إذ ارتفع سعر الباكت من الكمامات بداية الأسبوع الماضي، من 400 ريال يمني إلى 4000 ريال، قبل أن تنعدم كلياً من صيدليات المدن اليمنية.
يحدث هذا رغم عدم إعلان السلطات اليمنية عن أية إصابات بفيروس كورونا، بحسب الصيدلي أمير. لكنه يقول إن الحيطة والحذر واجبان، طالما الفيروس وباء عالمي.
فهمي عبدالعزيز، أحد سكان حي الدحي غرب مدينة تعز، لا يرى في الحيطة ضرورة طالما والحكومةلم تعلن إلى الآن عن اكتشاف أية حالة إصابة بفيروس كورونا. فلماذا نستبق الأحداث، ونتسبب في إرباك الناس وتوقيف مصالحهم؟
وأضاف أن كل المؤشرات تقول إنه لا توجد أية إصابات بالكورونا في اليمن حتى الآن.
ويخشى اليمنيون الذين يركضون من أجل توفير الطعام لأطفالهم، من ظهور الفيروس في بلدهم المطحون بالحرب للعام السادس على التوالي، إذ
من الصعب أن يعزل اليمني نفسه في منزله في ظل هذا الوضع المتردي اقتصادياً، والذي يتطلب الخروج بحثاً عن العمل.
“الوقاية خير من العلاج”
لدى الكثير من اليمنيين انطباع مفاده أن الله سيجنب اليمنيين من مخاطر كورونا، كما جنبهم مخاطر فيروسات وأوبئة سابقة، كما يقول عماد شمسان، أحد سكان مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، لـ”المشاهد”.
لكن ما يسميه شمسان “ثقة بالله”، تنظر إليه أم حمزة بأنه نوع من التواكل والإهمال، مشيرة إلى أن الدين الإسلامي حثنا على الوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية، والأخذ بالأسباب، في حال انتشارها، وضرورة الوقاية منها والعلاج والحجر الصحي، وكل ما تفرضه الجهات الصحية المختصة.
رغم الإجراءات الرسمية المتخذة من قبل حكومتي عدن وصنعاء، إلا أن هناك لامبالاة شعبية، إذ تبدو أسواق القات مزدحمة بالناس، الأمر الذي ينذر بخطر في حال وصل فيروس كورونا إلى اليمن.
وتضيف أم حمزة: “صحيح أن إمكانياتنا كيمنيين بسيطة، لكن ينبغي تطبيق ما نستطيع عليه للوقاية من فيروس كورونا، كالحرص على نظافة أنفسنا ونظافة أطفالنا، والإبتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة، حتى نخفف من آثار الفيروس في حال انتشاره في اليمن لا سمح الله.
ورغم الإجراءات الرسمية المتخذة من قبل حكومتي عدن وصنعاء، إلا أن هناك لامبالاة شعبية، إذ تبدو أسواق القات مزدحمة بالناس، الأمر الذي ينذر بخطر في حال وصل فيروس كورونا إلى اليمن.
ولا ينسى اليمنيون ماذا فعلت بهم الأوبئة المختلفة خلال فترة الحرب، ومنها الكوليرا التي حصدت أرواح مئات الأشخاص، وأصابت مئات الآلاف، قبل أن توفر الأمم المتحدة اللقاح لهم، العام الماضي.
وغزت اليمن فيروسات عدة، مثل فيروس إنفلونزا الخنازير وحمى الضنك، وغيرهما من الأوبئة التي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين.
حركة الأسواق طبيعية
لوحظ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أن هناك اهتماماً غير مسبوق بمتابعة مستجدات انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم، والمنطقة العربية بشكل خاص.
ويصاحب هذه المتابعة الشعور بالهلع والخوف الشديد، لكن السبل الكفيلة للوقاية منه ليست كافية من قبل الناس.
ويقول أحمد عبدالقوي، أحد سكان تعز، لـ”المشاهد” إن أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، تناولت بشكل مكثف كل ما يتعلق بفيروس كورونا في الدول المجاورة لليمن، وانتشار كورونا ووسائل الوقاية منه، إلا أن مستوى تنفيذ هذه الإجراءات الوقائية، خصوصاً في ما يتعلق بارتداء الكمامات، مثلاً في أمانه العاصمة صنعاء تجدها بنسبة طفيفة جداً، بل تستطيع القول إنها نسبة متدنية جداً، لافتاً إلى أن حركة الأسواق والشوارع طبيعية، ولم تتأثر بما يتم تداوله في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، من مخاطر الفيروس، وضرورة الابتعاد عن التجمعات.
وحتى اللحظة، مازال اليمنيون في منأى عن الخطر مع الإجراءات الرسمية المتخذة، والتي تتمثل في إيقاف الدراسة، والحجر الصحي للواصلين من السعودية عبر منفذ الوديعة البري.
لكن هذا لا يدعو إلى الاطمئنان، لأن انتقال الفيروس السريع في دول العالم، ينذر بخطر وصوله إلى اليمن في أية لحظة. وهذا يعني بالضرورة العمل على درء ذاك الخطر من خلال الاحتراس والابتعاد عن الأماكن العامة، وفق ما يقول العريقي.
المصدر: المشاهد