كورونا

أحدهم افتتح معملاً قبل أيام لإنتاج الكمامات.. هكذا يستعد اليمنيون لمواجهة كورونا

في مصنع مهجور منذ فترة طويلة بالعاصمة اليمنية صنعاء تنحني نحو 20 امرأة على ماكينات خياطة لحياكة كمامات لسكان البلد الذي أوهنته سنوات الحرب والجوع ويستعد الآن لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وعلى الرغم من عدم رصد أي حالة إصابة مؤكدة بالمرض في اليمن حتى الآن فإن عبد الإله شيبان، مدير المصنع الذي افتُتح قبل ثلاثة أيام فقط يتأهب لوصول فيروس كوفيد-19.

وقال شيبان ”اللي دفعنا هو الحاجة، فيروس كورونا بيدق كل أبواب العالم، اليمن بلد محاصر ويتعرض لعدوان، إمكانياته ومنشآته تعمل بأقل قدر ممكن من قدراتها الإنتاجية. وكما رأيتم في المعمل، وهو مخصص لإنتاج أعمال خياطة وملابس ومستلزمات أخرى غير الكمامات، الكمامات لا تُنتج إلا في خطوط إنتاجية متخصصة نوعية“.

وأودى الصراع المستعر منذ خمس سنوات بحياة أكثر من مئة ألف شخص وأطلق العنان لأزمة إنسانية تسببت في وفاة عديد من الأشخاص الآخرين.

وينذر دمار البنية التحتية للرعاية الصحية في اليمن وحالة الوهن الفعلي لسكانه بإمكانية تفشي الفيروس سريعا في حالة وصوله إلى البلاد.

وقال ألطف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن ”ستكون عاصفة هوجاء لكارثة لو دخل هذا الفيروس (إلى اليمن)“.

وتنتشر الكوليرا وحمى الدنج والملاريا كما أن مرافق الصرف الصحي سيئة، ويعتمد حوالي 80 في المئة من اليمنيين على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على شفا المجاعة، وهو ما يجعلهم عرضة لأشكال أخرى من الأمراض.


ويغرق اليمن في أتون صراع منذ أن أطاحت جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، بالحكومة من صنعاء أواخر عام 2014. ثم تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في محاولة لإعادة الحكومة للسلطة، لكن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على المراكز الحضرية الكبرى في البلاد.

وفي أنحاء البلد المنقسم، يشدد اليمن إجراءاته لاحتواء فيروس كورونا والتخفيف من آثاره في حالة رصده، بما في ذلك فحص وتتبع الوافدين.

وأدى الإقبال على شراء الكمامات نتيجة زيادة وعي الناس في صنعاء بالمرض إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

وقال صيدلي في المدينة يدعى محمد عجلان ”والله إقبال الناس على شراء الكمامات خيرات وكثير، لذلك يعني في الوقت الحالي قطعوا الكمامات مهلهاش (خلصت) يعني ويتاجروا فيها ولذلك بننصح بقية الصيادلة على الرفق بالمواطنين. لأنه كانت الحبة (الكمامة) بعشرين ريال الآن الحبة يبيعوها بمئة ريال، الكمامات التيام 95 تُباع بألف، لذلك الرفق بالمواطنين وتوفير الكمامات، بالرغم انها متوفرة من جميع المحلات عند التجار بس يعني خازنين لها علشان لو ارتفعت، الباكيت كان بأربعمئة ريال الآن الباكيت بألف و500 ريال“.

ولدى اليمن حاليا قدرة على إجراء بضع مئات من الاختبارات للتأكد من الإصابة بالفيروس في مراكز بصنعاء وعدن. وقال موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية، إن مزيدا من الأجهزة في الطريق حتى يمكن اختبار بضعة آلاف من الأشخاص.

وقالت السلطات الحوثية يوم الاثنين إنها أغلقت الحدود البرية مع مناطق تخضع لسيطرة الحكومة في اليمن لمدة أسبوعين باستثناء حركة البضائع. والأسبوع الماضي منعوا طائرات الأمم المتحدة من الهبوط في مطار صنعاء، وهي الطائرات الوحيدة التي سمح لها التحالف الذي تقوده السعودية بالمرور حيث يسيطر على المجال الجوي.

وأفاد تقرير أعدته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان ومقرها نيويورك ومنظمة مواطنة اليمنية لحقوق الإنسان بأن القصف والضربات الجوية أضرت بالمستشفيات كما احتلت الأطراف المتحاربة منشآت طبية واعتدت على العاملين في مجال الرعاية الصحية.

ويقول موساني إن النظام الصحي الهش يعمل بنحو نصف طاقته وظهور فيروس كورونا سوف ”يزيد الضغط عليه بشكل بالغ“.

ومع ذلك يرى عامل من صنعاء يدعى أحمد عبد الكريم أن كورونا مجرد خطر آخر يُضاف لمخاطر عديدة يعاني منها اليمنيون.

وقال ”بالنسبة لمرض كورونا منتشر بشكل فظيع بالعالم، بالنسبة لنا اليمنيين ما عاد نخافش من المرض هذا لأنه من الله سبحانه وتعالى، قد إحنا نموت من العدوان يوميا ضرب فوقنا (قصف)، خلاص، بالنسبة لأمر الله مقبول لكن العدوان فوقنا بنموت يوميا“.