حرب اليمن

جرد حساب للضحايا.. ما فعلته 2000 يوم من جرائم الحرب في اليمن

في تلك الليلة سقط 11 صاروخاً من السماء المعتمة، على بيوت المُجمّع السكني في مدينة المخا اليمنية.

كان قصفا لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وحين وصل اليمني محمد نعمان إلى منزله رأى إحدى بناته وقد صارت أشلاءً، والأخرى تنازع الموت.

أما ابنه فاستهدفه صاروخ حين كان ينقل أمه وأشقاءه الجرحى إلى شاطئ البحر.

كحال بلاده، لا نهاية لمتاعب محمد نعمان.

خمسة أعوام من الحرب دفعته للعيش في منزل دون أثاث، على خطوط المعارك بمدينة تعز، وهناك لا يزال يكابد لإعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد، بينهم جريح أصبح معاقاً دائماً.

قُتل في قصف تلك الليلة 78 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأُصيب أكثر من 150 آخرين في تلك الليلة، حسبما قال مصدر في جمعية ضحايا المجمع السكني في المخا لـ”عربي بوست”، وهي جمعية تعمل لرفع دعوى قضائية ضد التحالف.

ضحايا القصف الجوي للمجمع السكني بالمخا، هم ضمن 100 ألف شخص تقريباً قُتلوا نتيجة الحرب في اليمن منذ 2015، حسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها، وفقاً لبيانات مشروع ACLED، المعنيّ بتقصي أخبار الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم.

وبحسب تقارير فإن الغارات الجوية التي تقودها السعودية تسببت في مقتل ثلثي هذا العدد.

قبل اندلاع الحرب مطلع عام 2015، عمل نعمان موظفاً في المحطة الكهربائية بمدينة المخا غربي البلاد، وكانت حياته تسير بهدوء حتى ليلة 24 يوليو/تموز 2015، حين كانت الانفجارات تتصاعد من منزله في المدينة السكنية التي تبعد عن مقر عمله بـ500 متر.

وفي 26 مارس/آذار 2015، قادت السعودية والإمارات حملة عسكرية في اليمن، هدفها إعادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى كرسي الحكم وإنهاء انقلاب جماعة (الحوثيين)