يوم الجمعة، كانت دبابات ميليشيا الحوثي ومدرعاتهم تحاول التوغل داخل منطقة "اللسان" التابعة لمديرية مجزر غربي محافظة مارب، في محاولة من الجماعة المتمردة للسيطرة على أجزاء جديدة من المنطقة التي تسكنها قبيلة "الجدعان" إحدى أكبر القبائل اليمنية.
الشهيد وابو الشهداء حمد ناصر الرقيب 65 عام إلتحق بركب الشهداء بمعارك مجزر ليلتحق باابناءه الخمسه الذي سبقوه إلى الشهاده في حرب المليشيات. pic.twitter.com/dnLKBkp9fY
— ماجد عمير الحارثي (@majed_omair) March 21, 2020
اندلعت على إثر ذلك معارك عنيفة بين أبناء القبائل والجيش الوطني من جهة، وميليشيا الحوثي من جهة، وواجهت الأخيرة مقاومة شرسة أجبرتها على التراجع بعد أن خسرت الكثير من عتادها وأفرادها.
كان أحد المقاتلين الذين تصدوا للحملة الحوثية شيخ طاعن في السن، تجاوز الستين من عمره، ورسمت السنين على خديه تفاصيل الكثير من المعارك التي خاضها والأهوال التي شهدها.
كان الشيخ "حمد ناصر رقيب" من أبناء قبيلة "الجدعان" يسابق الشباب أمس لقتال عناصر الميليشيا الذين حاولوا التسلل إلى منطقتهم التي لم تصلها خدمات الدولة إلا مؤخراً، حيث لم تر قريتهم النائية الكهرباء إلا قبل نحو عام، حين بدأت مارب تركب قطار التنمية وتتخلص من غبار الحرب.
قاتل "حمد رقيب" قتال الأبطال، ويقول أبناء من المنطقة لـ"المصدر أونلاين" إنه استطاع تفجير دبابة حوثية بقذيفة "آر بي جي"، واستمر يطارد الميليشيا حتى بعد أن بدأ عناصرها بالفرار.
أحفظوا هذا الأسم جيداً ، أحفظوه في تعاريج وجدانكم و انقشوه على جبين تاريخكم
— عبدربه وازع الشايف (@abdrabboh_79) March 21, 2020
الشيخ #حمد_ناصر_رقيب من قبيلة #الجدعان
بعد ان قدم أبناءه الخمسة شُهداء
التحق بهم شهيداً مجيداً في جبهة مجزر
الله الله كم نحن صغار أمام هذا الجبل الأشم
و كم نحن مقصرين أمام هذا العطاء .. pic.twitter.com/cXespTFj4D
كانت المعارك بين المقاومة الشعبية والحوثيين في مديرية مجزر قد بدأت منتصف العام 2014، حين كان الحوثيون يحاولون قضم ما استطاعوا من المناطق الشرقية والشمالية ضمن خطة الحصار على صنعاء، وتمكنوا من الاقتراب من مركز المديرية في "مفرق الجوف" والسيطرة على بعض النقاط في الخط الاسفلتي بين مأرب وصنعاء.
حينها لم يكن هناك سوى رجال القبائل الذين شكلوا نواة المقاومة الشعبية آنذاك وبدأوا بمواجهة مشروع "الحوثي"، وكان في مقدمتهم قبيلة "الجدعان" والشيخ "حمد رقيب" وأولاده.
ظل "رقيب" يقاتل ميليشيا الحوثي منذ أن أطلت برأسها ورفض القبول بفكرة العيش تحت سلطة مليشيا طائفية قدمت أسوأ النماذج في إذلال مخالفيها، وقدم في سبيل ذلك التضحيات الكبيرة التي توجها بتقديم روحه بعد أن قدم خمسة من أولاده قتلوا خلال الخمسة أعوام هم "عبدالله، عبدالخالق، عبدالرحمن، محمد وحفيده رياض صالح".
ويروي الشاب "طه بن كعلان" وهو أحد أبناء قبلية "الجدعان" تفاصيل اللحظات الأخيرة لحياة الشيخ "حمد رقيب" كما نقلها له الشباب الذين كانوا يقاتلون إلى جواره، حيث طلبوا منه الرجوع إلى منزله بعد أن انهزم عناصر الميليشيا وقيام الشيخ "بن رقيب" بتفجير دبابة للحوثيين.
وبحسب شهادة "بن كعلان" فقد رفض الشيخ المسن التراجع، وقال إنه يريد منافسة الشباب، وإنه يريد اللقاء بأولاده الذين اشتاق لهم.
وواصل الشيخ "بن رقيب" القتال يوم أمس حتى قتل، ليلتحق بأبنائه الخمسة الذين سبقوه في النضال وقدموا أرواحهم دفاعاً عن الكرامة وعن الوطن وعن الجمهورية.