كشف مركز "أبعاد" للدراسات اليوم السبت عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لعودة روسيا إلى اليمن، موضحا أن موقع اليمن الإستراتيجي على مضيق باب المندب يأتي مصدراً للرؤية الروسية بخصوص المنطقة.
محددات تجعل روسيا فاعلاً متوقعا في اليمن
وسردت الدراسة التي نشرها المركز في موقعه الرسمي محددات تجعل من روسيا فاعلاً متوقعا في اليمن خلال المرحلة القادمة.
وأوضح المركز أن مخاوف روسيا الجيوسياسية تجعل اليمن عنصرا لا غنى عنه في طموحات الكرملين المتنامية في جميع أنحاء منطقة الساحل، عبر البحر الأحمر.
كما أن إستراتيجية الكرملين لإعادة بناء النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لن يتم اعتبارها كاملة دون إعادة كسب موسكو المركز السابق في اليمن، حيث كان تواجدها في الجنوب وقاعدتها العسكرية في سقطرى.
وتلعب اليمن أيضا دوراً في خطة روسيا التي قدمتها في منتصف 2019 للأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي، وتعتقد روسيا أن وجودها في المنطقة يجعل لها دور في حل المشكلات العالمية المؤثرة على مصالحها، وتمكنها رؤية الأمن الجماعي في منطقة الخليج من التواجد بشكل دائم في المنطقة، وأيضاً التأثير على خطوط الملاحة الدولية المهمة.
وفشل محاولات موسكو المتعددة في الحصول على قاعدة عسكرية في القرن الأفريقي قد يجعل اليمن منطقة استراتيجية إذا ما تمكنت من الحصول على تلك القاعدة لتلحق بالقوى الغربية المتواجدة قرب مضيق باب المندب على الجانب الأخر من اليمن في القرن الأفريقي.
وكانت روسيا منتقدة بشدة للحرب في اليمن والغارات الجوية السعودية وعادة ما استخدمت الحرب في اليمن لتبرير عملياتها الحربية ضد المدنيين في سوريا، وتسعى في اليمن تحسين الصورة السيئة التي نُقلت للشعوب العربية بالوقوف مع نظام بشار الأسد.
سيناريوهات العودة إلى اليمن
في ظل سياسة الانفتاح والتقارب المتوقع مع الحوثيين في الشمال برعاية إيرانية والتعاون الاستراتيجي مع الإمارات التي تتحكم في المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب حاجتها للعودة إلى مناطق تأثيرها التي رحلت عنها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وإلى جانب الضغط الاقتصادي المتبادل مع السعودية، والعودة للتنافس العسكري مع الولايات المتحدة وبريطانيا وأروبا تضع ثلاثة سيناريوهات لخطوة روسيا المتوقعة في اليمن.
السيناريو الأول
استمرار روسيا في سياسة دعمها لخطط إيقاف الحرب في اليمن مع ضمان دور مؤثر للشركاء الجدد الحوثيين في الشمال والانتقالي في الجنوب و"عائلة صالح" مع استمرار اعترافها بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي-الحكومة المعترف بها دوليا وإبقاء علاقات جيدة مع السعودية، ضمن سياسة توازن القوى التي تعتقد موسكو من خلالها أنها ستضمن وجود أقوى لها في اليمن قرب مضيق باب المندب لتسهيل عملياتها البحرية، وضمان أمن المنطقة وفق رؤيتها للأمن الجماعي في الخليج.
السيناريو الثاني
فتح المجال للتعاون مع إيران والإمارات لتحقيق أهداف استراتيجية في التواجد داخل اليمن، لكن بشكل غير رسمي من خلال شركات أمنية وعسكرية خاصة على الأرض، تقوم بتدريب وتسليح الحوثيين حلفاء إيران في الشمال، والمجلس الانتقالي حلفاء الإمارات في الجنوب، وهذا يحقق لموسكو الضغط اقتصاديا وعسكريا على الرياض بدرجة أساسية ثم واشنطن دون كلفة كبيرة. ويحقق لها في المستقبل انتصاراً يمكنها من التأثير في السياسة اليمنية وتحقيق استراتيجية وجودها قرب مضيق باب المندب.
السيناريو الثالث
قبول دعوة الإمارات ببناء قواعد عسكرية في مكان سيطرة الاتحاد السوفيتي سابقا بالقرب من باب المندب، وهذا قد يضطرها للتفاهم مع إيران والقبول بدعوة الحوثيين لشراكة عسكرية، ما يجعل كلفة تحقيق استراتيجية التواجد في اليمن كبيرة، كون التواجد العسكري المباشر في هذه المرحلة قد يؤدي بموسكو لصدام مع الرياض وواشنطن.