الوضع الإنساني في اليمن

الغارديان: تضارب المصالح الإماراتية ـ السعودية يبقي الصراع اليمني مستمرا

ترجمة: أبوبكر الفقيه- يمن شباب نت

قالت صحيفة الغارديان البريطانية, إن انحراف وقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاث سنوات في اليمن, وما نجم عنه من انتكاسات جديدة في عملية السلام يعكس المصالح المتباينة للعناصر السعودية والإماراتية في التحالف. ً

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، أنه و مع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لتدخل التحالف السعودي والإماراتي في اليمن، تبدو احتمالات السلام أبعد من أي وقت مضى.

عائشة التميمي، 21 عامًا ، لم تتكيف أبدًا مع الغبار والحرارة في مدينة مأرب الصحراوية اليمنية. تنحدر عائلتها من المرتفعات الخضراء في حجة في شمال البلاد، لكنها اضطرت إلى المغادرة بعد أن وصل القتال بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية إلى قريتهم قبيل عامين.

وقالت الصحيفة، إن "محافظة مأرب، الغنية بالفعل باحتياطيات النفط والغاز؛ أصبحت مدينة مزدهرة منذ اندلاع حرب اليمن، حيث وجد أولئك الذين شردوا بسبب العنف في أماكن أخرى من البلاد سلامة نسبية هناك. لكن حتى استقرار مأرب أثبت أنه هش عقب معارك جديدة شرسة في شمال وغرب المدينة".

 تقول التميمي "اعتقدنا أننا سنكون أكثر أمنا هنا لكن في بعض الأحيان نجدهم يقتتلون لمجرد القتال فقط".

 في بداية هذا العام، أشاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالأطراف المتحاربة في البلاد لالتزامها إلى حد كبير باتفاق خفض التصعيد الموقع عام 2018.. مشيراً إلى آمال كبيرة بأن تؤدي أشهر الهدوء النسبي إلى محادثات أكثر جوهرية.

ووفق الصحيفة، اتُهم كلا الجانبين بشن هجمات عشوائية على أهداف مدنية، ولكن بحسب مشروع بيانات أمريكي حول اليمن، يُقدر أن 30٪ على الأقل من بين أكثر من 20000 غارة جوية للتحالف قد أصابت البنية التحتية المدنية.

واندلعت أحدث جولة من العنف بعد أن حاولت قوات هادي التقدم على طول الطريق السريع المؤدي من مأرب إلى العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون، صنعاء، لكن المحاولة تلك ارتدت بشكل مذهل بعد رد الحوثيين بهجمات مضادة على عدة جبهات، والتقدم للاستيلاء على الحزم، عاصمة محافظة الجوف مطلع الشهر الجاري.

أدى القتال العنيف في الجوف، شمال مأرب، إلى فرار ما لا يقل عن 1750 عائلة، مما أدى إلى إرباك وكالات الإغاثة المحلية التي تعمل بالفعل في مخيمات النازحين في ضواحي مدينة مأرب، حيث يحتاج حوالي 70.000 شخص الآن إلى المساعدة اليومية.

قُتل 35 مدنياً ، بينهم 19 طفلاً، في غارات جوية للتحالف على الجوف في يوم واحد في فبراير / شباط. في واحدة من أكثر الهجمات دموية في الحرب حتى الآن، كما قتل 116 جنديًا موالين للرئيس هادي في هجوم صاروخي على مسجد في معسكر مأرب العسكري, والذي ألقي باللوم فيه على الحوثيين.

وبعد سقوط الحزم في يد الحوثيين، غرد محمد جميح  الممثل الدائم لليمن في اليونسكو، بأن الخسارة كانت نتيجة "خيانة" عكست مصالح وصراعات القادة السياسيين والعسكريين من خارج البلاد". 

وقالت الصحيفة: تتنافس الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالفعل على اليد العليا في جنوب اليمن، حيث تدعم الإمارات حركة انفصالية تقول إنها تريد تجدد الاستقلال لجنوب اليمن.

وأضافت: السعوديون، الذين يعانون من محدودية بقدراتهم العسكرية إضافة للضغط المالي لخمس سنوات من الحرب، انخرطوا مع الحوثيين في محادثات غير مباشرة سهلتها عُمان خلال الأشهر القليلة الماضية."

وتابعت" بدلاً من ذلك، يُعتقد بأن الإماراتيين، الذين يدعمون رئيس الأركان اليمني الجديد، الفريق صغير بن عزيز، دفعوا لذلك الهجوم جزئياً للحد من طموحات الأطراف المدعومة من السعودية داخل الحكومة اليمنية مثل حزب الإصلاح، ذو الحضور القوي في مأرب.
 
 وقال عبد الغني الإرياني المحلل في مركز صنعاء:"ليس سراً في هذه المرحلة أن السعودية في اليمن تهتم فقط بتأمين حدودها وإبعاد الحوثيين عن إيران".

وأضاف "ما يتم التقليل من قيمته هو مدى ارتفاع مستوى العداء بين الرياض وأبوظبي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بدعم الإصلاح. العلاقة الشخصية بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و حاكم أبو ظبي محمد بن زايد هو ما يحافظ على العلاقة قوية. وإذا تُركت للقنوات المؤسسية، فسوف ينهار التحالف.

ومع إلغاء محاضرات الجامعة بسبب التهديد المحدق المتعلق بالفيروس كورونا، تقول التميمي إن" لديها الكثير من الوقت للتفكير في الاشتباكات الأخيرة وما تعنيه لمستقبل اليمن".

وقالت "إذا كان الحوثيون والسعوديون يتحدثون، فربما تعتقد أننا يمكن أن نعود إلى محادثات السلام".

وأشارت إلى أنه"بدلاً من ذلك، نرى المزيد من القتال.بقية العالم يتجادل حول الحرب لكن ما يريده اليمنيون العاديون لا يبدو أنه مهم بعد الآن.