ترجمة خاصة بـ"المصدر أونلاين"
قال مسؤولون أمريكيون وعاملون في مجال الإغاثة ان الإدارة الامريكية ستمضي قدما في بدء تقليص مساعداتها الإنسانية لليمن من الجمعة رداً على القيود المفروضة من قبل جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا على أنشطة العمل الاغاثي.
وبحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست عن هؤلاء المسؤولين، فإن هذه التحرك يهدف الى دفع المتمردين لإلغاء التدابير في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم والتي جعلت من الصعب على للمنظمات الاغاثة تنفيذ أنشطتها.
وحذر عاملون في مجال الإغاثة من أن تقليص المساعدات قد يكون كارثيا وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأكدت منسقة الامم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، في رسالة بالبريد الإلكتروني من صنعاء، ان العدد من العمليات الإنسانية التي تبقى الناس على قيد الحياة ستغلق الشهر المقبل اذا لم يتم التمويل في القريب العاجل.
وقالت "بدون شك ان الأموال بدأت تنفذ منا ويتم بالفعل تقليص برامج الصحة والمياه والحماية".
ويأتي القرار الأمريكي تتويجا لأسابيع من التكهنات حول تقليص محتمل للمساعدات المقدمة لليمن والجهود التي يبذلها مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة والدبلوماسيين خلف الكواليس للضغط على الحوثيين لتخفيف القوانين التي أعاقت وصول المساعدات، وجعلوا من المستحيل ضمان عدم تحويل المساعدة لأغراض عسكرية أو أغراض أخرى، وفقا لمسؤولون في المجال الإنساني.
وبالرغم من تراجع حكومة الحوثيين عن بعض الإجراءات - بما في ذلك ضريبة مقترحة بنسبة 2 في المائة على جميع المساعدات - بعد اعتراض دولي الشهر الماضي ، إلا أن قيودًا أخرى، بما في ذلك التأخير في منح تصاريح السفر، لا تزال سارية ، كما تقول منظمات الإغاثة.
وتقول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) إنها اتخذت حاليا "القرار الصعب" بقطع المساعدة ، مع استثناءات معينة من المعونات "المنقذة لحياة الناس".
وقال متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن خفض المساعدات سيكون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لأن المتمردين "فشلوا في إحراز تقدماً كافيا نحو إنهاء التدخل غير المقبول" في عمليات تقديم الإغاثة الإنسانية.
وقال "ما زلنا نطالب بتقديم كافة المساعدات وفقاً للمبادئ الإنسانية لضمان وصولها إلى من هم في أمس الحاجة إليها".
وقال المتحدث إن العمليات سيتم تقييمها مع تطور الوضع فيما يتعلق ب"كوفيد 19". ولم تحدد الوكالة الأمريكية حصة المساعدات الأمريكية التي سيتم قطعها. وقال مسؤولون في الاغاثة إن الولايات المتحدة قدمت العام الماضي أكثر من 740 مليون دولار للعمليات الإنسانية في اليمن.
ويقول المسؤولون الذين أجروا مناقشات مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن الاستثناءات من المتوقع أن تسمح بتقديم كميات ضئيلة من المساعدات، بما في ذلك علاج المرضى من سوء التغذية والرعاية الطبية المتعلقة بانتشار الكوليرا.
وفي حال تم تأكيد ذلك ، فإن ذلك يعني أن الكثير من الدعم المقدم لقطاع الصحة المنهك في البلاد سيتوقف. كما ستتأثر المساعدة في مخيمات النزوح المكتظة بالنازحين بسبب الحرب، وكذلك المساعدة لشبكات المياة والصرف الصحي والتعليم والصحة والنظافة والتي تعتبر حاسمة في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن وجود حالات مصابة بمرض وباء كوفيد 19 في اليمن ، إلا أن البلاد تملك نظام صحي متدهور وإمكانية محدوة للقيام بإجراء إختبارات بسبب الفقر والحرب.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن تقليص المساعدات بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة يمكن ان يقطع الخدمات الصحية الطارئة عن أكثر من 5 ملايين شخص وكذلك قطع الطعام عن الملايين. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنه سيتم بالفعل خفض حصص الغذاء هذا الاسبوع إلى النصف بسبب نقص التمويل وقيود الحوثيين.
ووصف مشرعون في الحزب الديمقراطي ،عبر رسالة موجهه لوزير الخارجية مايك بومبيو ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك جرين الخميس الماضي، قيود الحوثيين بالغير مقبولة، لكنهم حثوا الإدارة على تأجيل عملية خفض المساعدات على نطاق واسع.
وأضاف المشرعون، بمن فيهم رؤساء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب ، " وقف المساعدة بشكل مفاجئ سيؤدي بالفعل إلى تفاقم الازمة الإنسانية نظرا لأن الولايات المتحدة من بين أكبر الجهات المانحة الإنسانية لليمن".